في ظل القصف المستمر... أمراض تتفاقم ومجاعة محتملة
يواجه قرابة نصف مليون شخص من أهالي قطاع غزة المحاصر خطر المجاعة مع استمرار إسرائيل بقصفها وهجماتها والتي تنذر بوقوع كارثة إنسانية خاصةً مع قطع أمدادات الغذاء والمياه.
مركز الأخبار ـ لا تزال إسرائيل مستمرة بتصعيد هجماتها، البرية والبحرية والجوية على كافة مناطق القطاع بالإضافة إلى قيامها بشن حملات اقتحام واعتقالات واسعة، أمام صمت دولي.
لليوم 85 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تستمر إسرائيل بقصفها لشمال وجنوب القطاع المحاصر، حيث أنها نفذت أمس الجمعة 29 كانون الأول/ديسمبر، هجمات عنيفة بالطائرات والدبابات على مدينة خان يونس استعداداً لمزيد من التوغل المتوقع في المدينة الجنوبية الرئيسية التي سيطرت على مساحات منذ بداية الشهر، كما استهدف بعدة غارات جوية مخيم النصيرات وسط القطاع أدى إلى مقتل صحفي مع عدد من أفراد عائلته.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية قتل 187 مدنياً في غارات على مناطق مختلقة من القطاع، ليرفع بذلك عدد القتلى منذ بدء الهجمات إلى 21 ألف و507 والذي يشكل 1% من سكان القطاع، في وقت لاتزال آلاف الجثث مدفونة تحت أنقاض الأحياء المدمرة، كما أرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ بدء الهجمات إلى 106، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ومن الجانب الإنساني وبعد تصعيد إسرائيل عملياتها البرية وسط القطاع تسبب بموجة نزوح جماعية كبيرة باتجاه جنوب القطاع، حيث تدفق عشرات الآلاف إلى بلدة رفح المزدحمة أصلاً في أقصى الجنوب، كما وصلت أعداد كبيرة من النازحين إلى رفح بالشاحنات وعلى الأقدام، وأجبر الكثير من الأهالي إلى نصب خيام على الطرقات لأنهم لم يجدوا مكاناً أماناً.
وشهدت الأيام الماضية تفشياً واسعاً للأمراض المعدية والأوبئة، مع تزايد عدد النازحين في مناطق جنوب القطاع، خاصةً في رفح، بالإضافة إلى انهيار الكثير من الخدمات الأساسية، واضطرار المواطنين لشرب مياه ملوثة مع فقدان المياه النظيفة بعد تدمير البنى التحتية، ليصبح الوضع خطيراً جداً بعد انتشار الأمراض المعوية والتي تضاعفت أربعة مرات، إلى جانب انتشار مرض الالتهاب السحائي بين الأطفال، والكبد الوبائي نظراً لشرب المياه الملوثة.
ويواجه قرابة 93% من سكان القطاع مستويات جوع غير مسبوقة مع عدم كفاية الغذاء وارتفاع مستويات سوء التغذية، بينما تواجه أسرة واحدة على الأقل من كل أربعة أسر ظروفاً كارثية، أذ يعانون من نقص شديد في الغذاء والمجاعة.