ندوة لتحليل رسالة القائد أوجلان وأهميتها إقليمياً ونسوياً
أكدت الرئيسة المشتركة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في تركيا تولاي حاتم اغولاري، على أهمية ما تضمنته رسالة القائد أوجلان، من دعوة للسلام والايمان بقدسية النساء لاعتبارهن الكون الذي يدور حوله الرجل، فتحريرهن هو تحرير للمجتمعات.

زهور المشرقي
تونس ـ نظم تحالف ندى النسوي ندوة عبر الزووم، لتحليل رسالة القائد عبد الله أوجلان لأجل السلام والمجتمع الديمقراطي وأهميتها إقليمياً ونسوياً، وتزامن توجهيها مع الثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة.
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف الثامن من آذار وجه القائد عبد الله أوجلان رسالة إلى جميع النساء قال فيها "يا أيتها النساء ذوات القيم الفاضلة، لم أتخلَّ عن حياة مشتركة معكن قط، فقد أصبحت طريقة الحياة هي الدافع الذي يجعلني أصمد وأستمر، لكن حقيقة كون البداية الأولى مهيبة وحرة، تؤكّد على أنّها ستكون مهيبة مثل باقي البدايات، ولا تزال قضية حرية المرأة تحتفظ بأهميتها، إن العملية الشيوعية الديمقراطية هي الوضع الجديد للتنشئة الاجتماعية للمرأة الرائدة، ولا يمكن الوصول إلى الحقيقة الاجتماعية إلّا بهذه الطريقة ولن تظهر الحقيقة الاجتماعية على الصعيد السياسي والأخلاقي والديني ما لم يتم القضاء على ثقافة الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، وكما ثبت من الماركسية، فإنّ نجاح الاشتراكية ليس ممكناً إلّا إذا تمّ القضاء على ثقافة الهيمنة الذكورية المتغلغلة في عمق مجتمع العصر الحديث.
أن طريق الاشتراكية يمر بحرية المرأة، ولا يمكن أن تتحقق الاشتراكية ما لم تتحقق حرية المرأة، كما لن تكون هناك اشتراكية من دون ديمقراطية، تحددت تجربتي الأولى مع الاشتراكية بأسلوب حديثي مع امرأة، فالشخص الذي لا يعرف كيف يتحدث مع امرأة لا يمكن أن يكون اشتراكياً، لأن اشتراكية الرجل تعتمد على علاقته بالمرأة، إنها قدسية المرأة، إنّ المرأة نفسها هي الكون والرجل كوكب يدور حول هذا الكون".
كلمات الرسالة تؤكد على تقديس النساء والإيمان بدورهن، فالقائد عبد الله أوجلان هو فكرة والفكرة لا تموت مادام الإيمان بها قوياً ومستمراً كإيماننا به وبدفاعه عن النساء حتى وإن كان محتجزاً، يصلنا صوته ودعمه بل نتحسس كل التقدير والحب لنساء تساهمن في بناء الكون.
وأيماناً برسالة القائد أوجلان التي دعا فيها إلى إلقاء السلاح جانباً لإحلال السلام ورسالته بمناسبة يوم المرأة العالمي، نظم تحالف ندى النسوي ندوة عبر الزووم أمس السبت الثامن من آذار/مارس، لتحليل رسالة القائد عبدالله أوجلان لأجل السلام والمجتمع الديمقراطي وأهميتها اقليمياً ونسوياً.
وأكدت الرئيسة االمشتركة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب تولاي حاتم اغولاري على أهمية ما احتوته الرسالة من دعوة للسلام الحقيقي ووضع السلاح جانباً، بعد أن تبين واتضح أن لغة السلاح والعنف لا يمكن أن تساهم في تحقيق الديمقراطية التي طالما انتظرتها شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت إن ربيع الشعوب تحول إلى شتاء عربي وإلى كابوس حقيقي تضررت منه النساء بشكل مضاعف بعد أن تم ضرب مكتسباهن وحقوقهن وتم استغلالهن كأداة حرب، معتبرةً أن رسالة القائد أوجلان المؤمن بقدسية النساء لاعتبارهن الكون الذي يدور حوله الرجل كانت في صميم ضرورة استمرار النضال والمقاومة من أجل تحريرهن في سبيل تحرير المجتمعات.
وأشارت إلى أن القائد أوجلان طالما آمن بتجربة الإدارة الذاتية في تمكين المرأة سياسياً وتشريكها في الحكم والهيئات بشكل متساو مع الرجل، لافتةً إلى أنها تجربة حقيقية في تحقيق المساواة التامة والفعلية بين الجنسين بعيداً عن ثقافة الإقصاء والعقلية الذكورية والأبوية التي لا تؤمن بالنساء ولا بدورهن في تحرير الشعوب وعيش حالة الحرية التي تتوازى أهميتها وضرورتها مع أهمية وضرورة أهم مقومات الحياة.
وعن تجربة حزبها في التشاركية بنسبة 50%، على غرار تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال شرق سوريا، والتي أعطت النساء حق الترشح والتمركز بالتناصف، أعربت عن أملها في أن تعمم التجربة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكدت أن ذلك يمكن أن يتحقق بالنضال النسوي والتضامن وتبادل التجارب والخبرات، وإبراز إيجابيات تلك العملية للنساء لتقتنعن بفكرة الحرية أولاً، لاسيما وأن عيش حالة الديمقراطية تتحقق بوعي النساء قبل كل شيء.
وأوضحت أن الوضع الذي تعيشه سوريا اليوم مخيف وخطير وسيؤثر على المنطقة المشتعلة، خاصةً مع التحريض على الطائفية، محذرةً من التنكيل العلني والسافر للعلويين أمام شاشات التلفزيون وأمام صمت إقليمي ودولي مخزي.
وشددت على أن اللعب على وتر الطوائف والإثنيات والأديان سيؤدي حتماً إلى فوضى وحرب أهلية حقيقية، مؤكدة أن القائد عبد الله أوجلان نبه من هذا السيناريو الخطير في سوريا وتحدث عن تأثير ما يقع في سوريا على دول الجوار "لتركيا دور كبير في إشعال الوضع في سوريا واللعب على الطائفية، مستغلة التنظيمات التكفيرية وحالمة باسترجاع أمجاد الدولة العثمانية".
وأكدت أن الواقع في سوريا اليوم يعيد إلى الذهن دعوات القائد عبد الله أوجلان بضرورة التضامن النسوي العابر للحدود لوقف آلة العنف والقتل والتهجير القسري، وهي الآلية الوحيدة لنشر السلام "أن فلسفة وفكر القائد أوجلان تعتمد محورياً على قضية حرية المرأة، وأن التشبيك والتحالف والنضال النسوي المشترك والفاعل والجماهيري والمنظم، والمرتكز إلى مبدأ الدفاع عن النفس، هو الذي سيساهم أساساً في نهضة الشعوب والوصول بمجتمعاتنا وبالمنطقة إلى بر الأمان، وأن هذا أيضاً هو البداية لتحقيق عصر التنوير النسائي كسبيل حتمي وضروري لأجل تنوير شعوب المنطقة جمعاء".