في أول مؤتمر للمرأة في شرق السودان النساء تناقشن قضاياهن
طالبات النساء بتمكين المرأة في المناطق الريفية والطرفية في السودان اقتصادياً بدعم مشاريعها، وإشراكها بنسبة أكبر في العملية السياسية.
السودان ـ تعاني النساء في شرق السودان طيلة السنين الماضية من التهميش المجتمعي وسلب حقوقهن وإقصائهن سياسياً ومجتمعياً من كل الحقوق، ويعتبر مؤتمر قضايا المرأة نقلة كبيرة في حياة النساء بشرق السودان.
ضم المؤتمر جميع قطاعات النساء بولايات السودان الشرقية كل من كسلا والقضارف وبورتسودان وهو أول مؤتمر تداولي لنساء شرق السودان وناقش عدة قضايا تهم المرأة بشرق السودان، منها التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي وكذلك المشاركة السياسية.
وأختتم اليوم الثلاثاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، مؤتمر قضايا المرأة بشرق السودان، والذي بدأت فعالياته أمس الإثنين 25 تشرين الثاني/نوفمبر بالعاصمة الإدارية بورتسودان شرقي السودان الذي جاء تحت شعار "المرأة نهضة وطن".
وركز المؤتمر على ضرورة الاهتمام بتعليم المرأة بشرق السودان وفتح مدارس للفتيات، وناشد الحكومة بتوفير مستلزمات التعليم للفتيات وتوعية الاباء للسماح لبناتهم بمواصلة تعليمهن وعدم إيقافهن من المدارس، مشدداً على ضرورة توعية مجتمعات شرق السودان بمخاطر زواج القاصرات والأضرار والمشكلات التي يمكن أن يسببها لهن.
وقالت مقررة اللجنة العليا لمؤتمر قضايا المرأة بشرق السودان عازه إيرا إنها استطاعت بمساعدة صديقاتها من شرق السودان إقامة أول مؤتمر تداولي للنساء يناقش قضايا المرأة بصورة علمية للخروج بمقترحات تسهم في معالجة مشاكل النساء في التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والمشاركة السياسية الفاعلة وصناعة السلام.
وأضافت أنهن كنساء شرق السودان للمرة الأولى يجتمعن بمختلف ألوانهن السياسية والاجتماعية والقبلية ويسطرن خارطة طريق لمعالجه قضايا المرأة بشرق السودان بمنظور نسائي علمي متقدم لافتةً إلى أنهن قدمن حلول عملية مبتكرة كسودانيات وسلمنها للجهات ذات الصلة مع تكوين آلية رقابة ومتابعه لتنفيذ مخرجات المؤتمر.
وأكدت على أنهن ستجنين ثمرة هذا المؤتمر وتقفن على تنفيذ مخرجاته خطوة بخطوة ويسعين إلى أن تنال نساء الشرق حقوقهن كاملة غير منقوصة.
وطالبت المؤتمر بضرورة تعليم النساء في شرق السودان، حيث تعاني النساء هناك بنسبة كبيرة من الأمية والتي تصل إلى 80 بالمئة، فالمجتمعات هناك ما زالت تحكمها العادات والتقاليد البالية التي تمنع وتحرم تعليم النساء خاصةً المناطق الطرفية والمجتمعات الرعوية والبدوية.
وقالت رئيسة اللجنة العليا للمؤتمر مدينة ابو فاطمة إن المؤتمر ناقش قضايا مهمة ومحورية لمعالجة قضايا المرأة من جذورها، مشيرةً إلى أنه لا بد من وجود آلية لتنفيذ المخرجات والتوصيات التي تم تقديمها لمجلس السيادة والجهات المعنية حتى يتسنى للمرأة أخذ حقوقها التي حرمتها منها الثقافة المحلية في شرق السودان وأنه يجب أخذ حقوقها كاملة غير منقوصة لمواجهة الظروف والتحديات في ظل الأزمة الحالية.
وأفادت مديرة إدارة تعليم الفتيات بولاية البحر الأحمر مريم محمد إن الولايات الشرقية بالسودان تعتبر من الولايات المتأخرة جداً في قضية التعليم وخاصة تعليم النساء لذا تفشى وسطها الجهل والمرض، مشددةً على ضرورة تعليم الفتيات "إنه حق يجب أن تحصل عليه جميع النساء لا سيما النساء بالمناطق الريفية والطرفية التي تنتشر فيها الأمية بشكل كبير".
وبرغم كل محاولات الحكومة والمجموعات النسوية والناشطات المجتمعيات من تغيير مفاهيم مجتمعات شرق السودان لوقف زواج القاصرات لتقليل وفيات الأمهات أثناء الولادة ولكن كل هذه المحاولات لم تجد أذناً صاغية فمازالت مجتمعات شرق السودان تجبر الطفلات في سن الـ 12 عاماً على الزواج، ولهذا السبب تكثر وفيات الأمهات والأطفال بشرق السودان وهذا ما أكدته الدكتورة هيسات يحيى الطبيبة بوزارة الصحة السودانية ومناقشة ورقة الصحة بمؤتمر قضايا المرأة.
وبينت أن هناك مشاكل طبية كبيرة تواجه النساء بشرق السودان أولها الصحة الإنجابية لعدم توفر مستشفيات بالأرياف والمناطق الطرفية وهذا تسبب في وفيات عدد كبير من الحوامل اثناء رحلتهن من الأرياف والأطراف لمستشفيات الولادة بالمناطق الكبيرة، مشيرةً إلى ضرورة التنمية الريفية والوقوف على ترقية غرف العمليات.
وطالبت المشاركات بالمؤتمر الحكومة والجهات المعنية بدعم المشاريع النسائية وتمكين النساء اقتصادياً خاصةً في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها السودان إذ اثبتت النساء في كثير من المجتمعات انهن قادرات على النجاح اقتصادياً وفي استطاعتهن تنمية اقتصاد بلادهن من خلال مشاريعهن التي يقمن بها، وكذلك طالبن بضرورة إشراك المرأة بنسبة أكبر في العملية السياسية.
ولفتن إلى الدور الكبير الذي لعبته المرأة خلال حرب السودان ووقوفها مع الجيش السوداني ومشاركتها في معسكرات التدريب والاستنفار واستعدادها للقتال بجانب الجيش السوداني.
وفي ختام المؤتمر قالت المشاركات إن كل هذه المخرجات والتوصيات سيتم رفعها للجهات المختصة والحكومة وستتابعن تنفيذها على أرض الواقع من أجل نهضة المرأة بشرق السودان.