في أعقاب الإعصار المدمر... الصحفيات تواكبن عملهن بحماس وجد
أودى إعصار "دانيال" الذي ضرب ليبيا قبل نحو أسبوعين، بحياة أكثر من 20 ألف شخص، كما تسبب بنزوح حوالي 43059 شخصاً.
هندية العشيبي
بنغازي ـ تضطلع المؤسسات الإعلامية خلال الكوارث الطبيعية بأدوار هامة، كتوفير معلومات صحيحة ودقيقة في أوقات قد يعم فيه الهلع وتنتشر الشائعات، وبث الوعي ونشر إرشادات وتعليمات الأمان والسلامة، والتعريف بحجم الكارثة وأسبابها والآثار الناجمة عنها.
شهدت ليبيا أزمات وصراعات وحروب أثرت على الصحفيات وسلامتهن خلال تغطيتهن للأحداث، ولكن ما حدث في مدن الشرق الليبي من فيضانات وأعاصير تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من 40 ألف شخص، ضاعف من عمل الإعلاميات والصحفيات اللواتي حاولن تغطية الكارثة بمختلف الموضوعات الإنسانية والبيئية وغيرها.
تقول الصحفية هدى العبدلي إنها خلال تغطيتها الصحفية للموضوعات المتعلقة بإعصار دانيال خاصة في الساعات الأولى قبل الكارثة وانهيار سدي درنة، كان عملها يعتمد على التغطية الخبرية للموضوعات المتعلقة بحجم الضرر الناجم عن الإعصار وكميات الأمطار وغيرها، ولكن عند ورود أنباء بانهيار السدين "أدركت حينها حجم الكارثة والعمل الجدي الواجب علينا القيام به، فحجم الكارثة كان يتزايد كل ساعة".
وبينت أنها عملت خلال التغطية الصحفية للكارثة على تعزيز التعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، للحصول على البيانات والمعلومات الحقيقية، مع غياب المعلومات كاملة خاصة في الأيام الأولى للكارثة وعدم تغطية الحدث بشكل كافي من قبل القنوات الفضائية المحلية.
وعبرت عن ألمها الشديد وأسفها للكارثة التي تعرضت لها مدن الشرق الليبي وخاصة درنة والوردية وسوسة ورأس الهلال، التي تعرضت للغرق بشكل كامل، بل وتعرضت مئات المنازل والمؤسسات الخاصة والعامة والمحال التجارية للغرق والجرف داخل البحر بما تحتويه من بشر وأدوات.
وعن دور الإعلام الدولي والمحلي في تغطية الأحداث الأخيرة التي شهدتها درنة ومدن الشرق الليبي، ترى أن الإعلام الدولي له دور هام في إبراز وإظهار حجم المعاناة التي تعيشها درنة وحجم الضرر الذي طالها نتيجة الإعصار، بالإضافة للمدن الشرقية كسوسة وشحات والوردية والبيضاء وغيرها "نعمل ليلاً ونهاراً لتغطية كل الموضوعات وتقديم معلومات حقيقية ودقيقة للجمهور في ظل الشائعات التي تنتشر بشكل متسارع عبر المنصات الإلكترونية".
من جانبها قالت محررة أخبار في وكالة الأنباء الليبية سليمة الخفيفي، إن وتيرة الأخبار تصاعدت مع تصاعد الضرر وحجمه "تلقينا خبر الكارثة التي حلت بمدن الشرق الليبي بذهول وحزن كبيرين، خاصة أن ليبيا لم تسجل فيها أية كوارث طبيعية من قبل".
وأوضحت أنها وبالتنسيق مع عدد من زملائها الصحفيين شكلت خلية للعمل لتسهيل تغطية الموضوعات صحفياً، وضمان تجنب الشائعات والمعلومات غير الدقيقة.
وتحدثت عن دور وسائل الإعلام المحلية في مساعدة المتضررين ونشر استغاثتاهم خلال الكوارث الطبيعية من خلال التواصل معهم أو نشر المعلومات المتوفرة حولهم.
وبينت أن العمل تضمن التركيز على القصص الإنسانية بالإضافة للموضوعات المتعلقة بفرق الإغاثة المحلية والدولية والمساعدات الإنسانية التي وصلت للمدينة من داخل ليبيا وخارجها.
وقالت أن تضارب المعلومات وغياب البيانات الرسمية أثر على العمل الصحفي بشكل كبير في تغطية كارثة درنة "اعتمدنا على البيانات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة بالحكومة الليبية فقط".
وعن المعوقات التي أثرت على العمل الصحفي خلال الكوارث الطبيعية في ليبيا هو الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وانقطاع الانترنت والاتصالات بشكل كامل عن المناطق والمدن المنكوبة في شرق ليبيا نتيجة الإعصار.
وقدّرت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، عدد النازحين بسبب اعصار دانيال في ليبيا بحوالي 43059 شخص، ويُضاف هذا الرقم إلى إحصاءات غير رسمية تتحدث عن وفاة وفقدان نحو 20 ألف شخص، ما يجعل نسبة المتأثرين مباشرة من كارثة درنة 25 في المائة.