في اليوم العالمي للمرأة الريفية... نساء يحتفلن بصمودهن رغم التحديات

تواجه المرأة الريفية الكثير من التحديات والصعوبات، ومع ذلك فالكثيرات منهن تغلبت عليها وواجهن المجتمع، وتعملن على إعالة أنفسهن وأسرهن من خلال مشاريعهن الخاصة.

أسماء فتحي

القاهرة ـ تسعى النساء الريفيات اللواتي تواجه العديد من الأزمات وتتعرض لانتهاكات عديدة، وعلى رأسها العنف بمختلف صوره سواء كان لفظيٌ أو جسدي، إلى تحقيق اكتفائهن الذاتي وقد بات الوضع بحاجة للتدخل بحملات توعوية إلى جانب العمل على تمكينهن اقتصادياً.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية احتفلت مؤسسة "دعم التنمية" بمشاركة مبادرة "المرأة الريفية"، أمس الأربعاء 16 تشرين الأول/أكتوبر، بحضور ممثلين عن الجمعيات والمؤسسات والمبادرات المهتمة بالملف، وكذلك العديد من النساء القادمات من الريف، مسلطين الضوء على أبرز الأزمات التي تعاني منها النساء اللواتي تعشن في المجتمعات الريفية بتحدياتها المختلفة.

وتخلل الاحتفال أنشطة طُرحت من خلالها عدد من الأفكار عن التعاونيات والعمل التشاركي في المجموعات الانتاجية وتأثيره على واقع الريفيات، كما شاركت العديد من الريفيات تجاربهن مع المشاريع التي تتم داخل نطاق الأسرة وعدم عدالة ما يوزع من عائد عليهن، وهو الأمر الذي وجده الحضور أنه يجب العمل عليه من أجل تغييره، وأيضاً السعي للتأثير في الثقافة المجتمعية والأفكار المتعلقة بالنساء ونمطية أدوارهن داخل القرى المختلفة.

وعلى هامش الاحتفال قالت رشا عصام عبد الفتاح وهي إحدى الريفيات القادمات لحضور الاحتفال، أنها إحدى المستفيدات من مشروع تنمية المرأة الريفية في قريتها ضمن برامج عمل جمعية "رائدات المستقبل"، وقد حصلت على "جاموسة صغيرة"، وتمكنت من رعايتها حتى كبرت وفي الوقت الراهن باتت الجاموسة الصغيرة مصدر دخل للأسرة.

وعن التحديات التي تواجه الريفيات تقول إنها وغيرها من النساء تعانين من مسألة توفير الطعام للمواشي، لأنهن يستأجرن الأراضي الزراعية، لافتةً إلى أن القيمة الايجارية ترتفع كل عام، وأن أحد الأزمات التي تواجههن أيضاً تتمثل في التسويق، لأن التاجر الوسيط يحصل على إنتاجهن بسعر بخس لا يعادل ما يتم بذله من جهد في الإنتاج والرعاية.

وتطمح في التطور وزيادة قيمة ورأسمال مشروعها الذي يواجه العديد من التحديات منها ارتفاع أسعار الأعلاف التي يحصلون عليها وماله من مردود على الإنتاج، وكذلك أسعار "التقاوي" و"الكيماوي" الذي يتم استخدامه في زراعة طعام الماشية وهو ما أثر سلباً على مشاريع الريفيات الصغيرة.

واعتبرت أن دعمهن في المشاريع أمر هام وضروري، لأنه يحسن الأوضاع المعيشية بدرجة كبيرة خاصة في ظل ارتفاع الأسعار التي طالت كل شيء وتأثرت به الأسر بقدر كبير، موضحةً أن وجود دخل مناسب ومستمر ينتج المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة وهي واحدة من أهم أدوات التمكين الاقتصادي.

 

 

وحول مبادرة المرأة الريفية وعملها المستهدف لتحسين واقع النساء، قالت عضو مؤسسة مبادرة "المرأة الريفية" لمياء لطفي، أن المبادرة بدأوا بها في محافظة الشرقية ويتوسعون حالياً في عدد من المحافظات الأخرى للعمل من أجل التمكين الاقتصادي للنساء الريفيات لتحويلهن من مستهلكات لمنتجات قادرات على الكسب والاستقلال الاقتصادي.

وأشارت إلى أنهم يعملون على رفع الوعي بين الريفيات وعلى دعمهن في التسويق وخلق أسواق خارج القرى فضلن عن تمكينهن من المشاركة الاجتماعية بمعناها الواسع سواء بالتواجد في تنظيمات اقتصادية تساعدهن في ظل التضخم وارتفاع الاسعار وأيضاً تنظيمهن في النقابات لعزوف الكثيرات عنها بسبب القيادة الذكورية لها خاصة في المجال الزراعي.

وأوضحت أن المرأة الريفية بحاجة لأن يكون لها صوت وأن تعبر عن مشاكلها بقوة مع الوصول لها والإنصات لأزماتها لأن قنوات التواصل مع النساء غير مكتملة، لافتةً إلى أنهم قرروا أن يذهبوا للريفيات العام المقبل حيث أنهم سوف يحيون ويستمعوا لهن ويحتفلوا معهن مع التأكيد على حقوقهن ومشروعية مطالبهن.

 

 

وعن المجموعات الإنتاجية والتشاركية الضرورية لتحسين أوضاع الريفيات، أكدت هبة محيي الدين، على أن الحديث عن المجموعات الإنتاجية هام جداً لما له دور في ضمان استدامة أعمال النساء وزيادة رأس المال لديهن، معتبرةً أن أحد أهم المشاكل التي تواجه الريفيات هو وجودهن وسط أسر وعائلات لا يمكنهن الاستقلال عنها، فضلاً عن ضرورة رفضهن لقرارات الآخرين مقابل الأكل والمعيشة مهما بذلن من مجهود وعمل وحققن دخل مادي كبير.

وأضافت أن هناك أمور ضرورية يمكنها أن تحسن وضع المرأة الريفية، وأهمها هو الحصول على التقدير مقابل ما تقوم به من عمل، فضلاً عن ضرورة استقلاليتها والعمل لحسابها الخاص، حتى لا يكون مردود جهدها ذاهب لشخص آخر يتحكم حتى في حجم ما تحصل عليه من طعام وملبس وغير ذلك، مشيرةً إلى أن المرأة في الريف تواجه العديد من الأزمات وتتعرض لانتهاكات عديدة، وعلى رأسها العنف بمختلف صوره سواء كان لفظيٌ أو جسدي، وهو الأمر الذي بات بحاجة للتدخل بحملات توعوية بجانب العمل من أجل التمكين الاقتصادي.