في الذكرى السادسة لتحريرها... نساء الطبقة من التهميش إلى مراكز صنع القرار

بعد تحرير مدينة الطبقة من قبضة مرتزقة داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، استطاعت نساء الطبقة إعادة تنظيم أنفسهن وإبراز دورهن في المجتمع على جميع الأصعدة في ظل مشروع الأمة الديمقراطية.

ملاك المحمد

الطبقة ـ في الذكرى السادسة لتحرير مدينة الطبقة من براثن مرتزقة داعش، نساء الطبقة تؤكدن على أنهن استطعن تحقيق تقدم ملحوظ بالرغم من أنه لم يمضي وقت طويل على تحرير المدينة، في ظل مشروع الأمة الديمقراطية وفكر القائد عبد الله أوجلان.

خلال السنوات الثلاث التي سيطر فيها مرتزقة داعش على مدينة الطبقة سعى جاهداً إلى سلب المرأة حقوقها وحرمانها من المساواة مع الرجال في الحقوق والواجبات وتهميش دورها في المجتمع وحبسها في المنزل، وفي حال خرقها لهذا الحبس فأنها ستتلقى عقاباً قاسياً حتى تكون عبرة لغيرها من النساء.

في ظل داعش كانت المرأة تتعرض لأي أشكال العنف والانتهاك كالضرب والرجم والعض كما تم بيعها في أسواق النخاسة، فضلاً عن ارتكاب العديد من الجرائم بحقها كالاغتصاب والتحرش الجنسي من قبل داعش كونه القوى التي كانت تسيطر على المدينة في ذلك الوقت.

لكن بعد تحرير مدينة الطبقة على يد قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة وحدات حماية المرأة في 10 أيار/مايو عام 2017، تحول واقع المرأة من أسيرة في قبضة داعش إلى عنصر فعال لا يستهان بدوره ومحور أساسي يستند عليه المجتمع، كما باتت صاحبة رأي وكلمة ومكانة بين فئاته.

وفي الذكرى السادسة لتحرير مدينة الطبقة قالت الإدارية في إدارة المرأة في الطبقة ولاء الناجي "إن يوم تحرير مدينة الطبقة على يد قوات سوريا الديمقراطية يعتبر يوماً تاريخياً عظيماً بالنسبة لأهالي هذه المدينة عموماً والمرأة خصوصاً بعد سنوات من الانتهاك على يد مرتزقة داعش الذي أراد أن يجعل المرأة كائن أصم وأبكم لا يتفاعل مع العالم الخارجي وإبعادها عن جوهرها الحقيقي، كما سعى لإقناعها بأن دورها في المجتمع يقتصر على الإنجاب وخدمة الزوج والأبناء، وأن تقطع جميع علاقاتها بمن حولها وأن تبقى بعيدة عن التطور والعلم، حاول داعش بكل الوسائل والأساليب السيطرة على كيانها وفكرها الذي كان يخاف منه فهو يعلم حق المعرفة أن نهايته ستكون على يد المرأة حيث كان يجبرها على الخضوع لدورات شرعية".

وأوضحت أنه "بعد تحرير الطبقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، استطاعت نساء هذه المدينة من نفض غبار التهميش والعبودية، والعودة إلى جوهرهن الحقيقي حيث بدأن بتنظيم أنفسهن ولعب دور ريادي على كافة الصعد سواء السياسي أو العسكري أو الاجتماعي، وذلك من خلال المجال الذي فتحه لها مشروع الأمة الديمقراطية للانخراط في المجتمع كتأسيس مجالس المرأة في الطبقة".

وأضافت "وصول المرأة إلى هذه المرحلة وهذه المكانة كانت بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان لذلك نهديه يومنا المميز ونتمنى الحرية الجسدية له"، كما باركت ولاء الناجي الذكرى السنوية السادسة لتحرير مدينة الطبقة على أهالي شمال وشرق سوريا عموماً والمرأة خصوصاً.

ومن جانبها قالت الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في الطبقة وريفها سميرة حبش "شهدت مناطق شمال وشرق سوريا تطور كبير في الحياة الاجتماعية للمرأة ودورها خاصة بعد تحريرها من إرهاب داعش الذي كان يفرض قيوده عليها في كافة المجالات والنواحي، لكن بعد تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية أصبح للمرأة دوراً فعال وكبير في المجتمع، حيث تمكنت من تنظيم نفسها وتحررت من الذهنية الذكورية من خلال مشاركتها بكافة المجالات السياسية والعسكرية وحققت مكانتها في المجتمع".

وأضافت "وصلت المرأة لما هي عليه الآن بفضل الشهداء والشهيدات الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحرية لتكون المرأة منارة للمستقبل، نحن كتنظيمات نسوية ندعم جميع النساء اللواتي تساهمن لوصول صوتهن وتحقيق أهدافهن في المجتمع".