في اليوم الأربعين لوفاة مهسا أميني... احتجاجات حاشدة في جميع المدن

يصادف اليوم الاربعاء 26تشرين الأول/أكتوبر، الذكرى الأربعين لوفاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، والتي أشعلت وفاتها احتجاجات عارمة في جميع مدن إيران وشرق كردستان.

مركز الأخبار ـ دعت منظمات وطلاب/ات وناشطات حقوقيات إلى تنظيم تجمعات حاشدة اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم الأربعين لوفاة مهسا أميني، تحت شعار "Jin jiyan azadî".

نفى أحد أفراد عائلة مهسا أميني، تقارير وسائل الإعلام الإيرانية حول عدم إقامة مراسم اليوم الأربعين لمقتل مهسا الأربعين، وقال إن عائلتها تنسق للحضور على قبرها بمقبرة آيتشي في سقز اليوم الأربعاء 26تشرين الأول/أكتوبر.

فبعد ضغوط مكثفة من قبل النظام الإيراني على أسرة مهسا أميني لعدم إقامة مراسم الذكرى الأربعين، كتبت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية بياناً أعلنت فيه الأسرة أنها لن تقيم مراسم ذكرى الأربعين، بسبب التهديدات التي تعرضت لها في الأيام الأخيرة بالإضافة إلى الضغوط الأمنية.

وأفادت منظمة حقوق الإنسان "هنغاو"، أنه عقب الضغط الأمني المكثف على أسرة مهسا أميني عشية ذكرى الأربعين، تم اعتقال أشكان شقيق مهسا أميني.

وتم نشر دعوات مختلفة للتجمع في ذكرى الأربعين لمقتل مهسا أميني في جميع أنحاء البلاد، حيث دعا مركز تعاون الأحزاب الكردستانية الإيراني، في بيان له، الرجال والنساء في جميع المدن للتجمع مرتدين الملابس الكردية "على قبور الشهداء"، وبعد الظهر في الساحات والشوارع.

كما دعت عدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة، الشعب إلى التجمع اليوم الأربعاء الساعة 5:00 مساءً في شارع شريعتي بطهران والساحات الرئيسية للمدن.

وأعلنت مجموعة "شباب أحياء طهران" في رسالة "عمدت الجمهورية الإسلامية إلى الضغط على أسرة مهسا أميني، لتعلن الأسرة عن عدم إقامة حفل الذكرى".

كما دعت مجموعة "شباب أحياء طهران" المواطنين الإيرانيين للنزول إلى الشوارع اليوم الأربعاء الساعة 11:00 صباحاً وفي الأيام التالية الساعة 3:00 في أحياء العاصمة طهران وجميع أنحاء إيران لمواصلة التظاهرات ضد النظام الإيراني.

ودعت مجموعة "شباب أحياء تبريز" إلى احتجاج اليوم الأربعاء في أحياء تبريز والمدارس والبازارات والجامعات.

 

مقتل ما لا يقل عن 234 شخصاً

وذكرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أنه قُتل ما لا يقل عن 234 شخصاً من بينهم 29 طفلاً خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهر في إيران وشرق كردستان.

وبحسب إحصائيات المنظمة، فقد سجلت حتى الآن 21 محافظة إيرانية ومدن شرق كردستان مقتل متظاهرين، وقد قتل معظم المحتجين في مقاطعات سيستان وبلوشستان ومازندران وطهران وجيلان وسنه.

هذا وتظاهر طلاب/ات في جامعات بمختلف أنحاء إيران أمس الثلاثاء 25تشرين الأول/أكتوبر، رغم القمع الذي يتعرضون له، وتبرز الشابات والتلميذات في واجهة التظاهرات التي أعقبت وفاة مهسا أميني الشهر الماضي.

وهتف طلاب في جامعة الشهيد جمران في الأهواز "قد يموت طالب لكنه لن يقبل الإذلال". ويظهر في تسجيلات فيديو طلاب يتظاهرون، في جامعة بهشتي وجامعة خوجه نصير طوسي للتكنولوجيا في طهران.

وجاءت التظاهرات الجديدة بعد يوم على اتهام ناشطين عناصر أمن بضرب تلميذات في مدرسة الشهيد الصدر المهنية للبنات في طهران الاثنين 24تشرين الأول/أكتوبر.

وأفادت بعض المصادر أن "تلميذات من ثانوية الصدر هوجمن وجردن من ملابسهن لتفتيشهن وضربن".

ونقلت تلميذة واحدة على الأقل، وهي سنا سليماني البالغة من العمر 16 عاماً إلى المستشفى بحسب قناة "1500 تصوير" التي ترصد انتهاكات قوات الأمن الإيرانية.

وقالت وزارة التعليم الإيرانية إن خلافاً وقع بين تلميذات وأهاليهن، وموظفي المدرسة بعدما طلب المدير منهن التزام قواعد استخدام الهواتف النقالة.

وعطل طلاب جامعة "قم" اجتماع المتحدث الرسمي باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، عندما حاول نفي قتل الشابة نيكا شاكرمي بيد عناصر الأمن، هتف الطلاب "أخذوا نيكا، وسلموا جثمانها".

ومن جهة أخرى، تمكن طلاب جامعة "قم" من دخول المطعم الجامعي بشكل مختلط، حيث كان النظام يحتم على الجامعات أن تمنع الاختلاط وتفصل بين الطلاب والطالبات في المطعم الجامعي.

وتأتي هذه التطورات بينما تلزم إيران الطالبات في هذه الجامعة بارتداء العباءة، كما يتم الفصل بين الجنسين في المطعم والصفوف الدراسية.

وتجمع طلاب جامعة "يادكار إمام" في شهر ري بطهران ورفعوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني.

ونظم طلاب جامعة همدان، غربي إيران، تجمعات رفعوا خلالها شعار "الرشاشات والدبابات لم تعد فعالة، أخبروا والدتي أنها أصبحت دون ابنة".

كما رفع طلاب الجامعة الأهلية بهذه المدينة شعار "هذا آخر إنذار، والهدف هو النظام"، و "لا نريد نظاماً قاتلاً للأطفال".

وفي كلية العلوم الاجتماعية بجامعة علامة، عقد الطلاب تجمعاً في ساحة الجامعة ووضعوا كفناً رمزياً، وأخذوا يضربون بأقدامهم على الأرض، ويرددون هتافات مثل "الوطن غارق في الدماء والأطفال في الكفن" و"حديثكم كذب، الجامعة أصبحت معسكراً" و"أنت العشب الضار وأنا المرأة الحرة".

بالإضافة إلى الجامعات، استمرت احتجاجات التلاميذ في المدارس، وأظهر فيديو معلمات مدرسة ثانوية للبنات في طهران التحقن بالفتيات وهن يغنين أغنية في ساحة المدرسة.

ووفقاً للتقارير، منذ بداية الانتفاضة الإيرانية ضد النظام الإيراني وحتى اليوم، نظمت احتجاجات وتجمعات طلابية في 98 جامعة على الأقل في البلاد.