في الذكرى الـ 28 للمؤامرة... مسيرات جماهيرية تطالب بحرية القائد أوجلان
في الذكرى السنوية للمؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان، شهدت مدن إقليم شمال وشرق سوريا مسيرات جماهيرية تعبيراً عن رفضهم لاستمرار اعتقال القائد أوجلان.

مركز الأخبار ـ جدد المشاركون في المسيرات التي شهدتها مدن إقليم شمال شرق وسوريا، العهد بمواصلة النضال حتى إنهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان، مؤكدين أن حريته تمثل مفتاحاً لحل أزمات الشرق الأوسط وتحقيق العدالة الاجتماعية.
في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر من عام 1998بدأت المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان وانتهت باعتقاله في كينيا في الخامس عشر من شباط/فبراير من عام 1999 وتسليمه إلى تركيا، ضمن عملية شاركت فيها عدة أجهزة استخبارات دولية، واستهدفت المؤامرة مشروع القائد أوجلان الداعي إلى السلام والديمقراطية، بهدف تقويض مشروع الأمة الديمقراطية الذي يتعارض مع مصالح القوى السلطوية.
وتنديداً بتلك المؤامرة نظّم أهالي مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا اليوم الخميس التاسع من تشرين الأول/أكتوبر مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار "ندين ونستنكر المؤامرة الدولية بحق آبو ونطالب بحريته الجسدية"، تعبيراً عن رفضهم المستمر لتلك المؤامرة وللمطالبة بحريته الجسدية.
وألقت نسيم محمد كلمة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا، أكدت فيها أن القوى المعادية لمشروع الأمة الديمقراطية لم تتوقف منذ بداية المؤامرة وحتى اليوم عن محاولاتها لضرب هذا المشروع، مشيرةً إلى أن تركيا تسعى من خلال سياساتها العدوانية لإثارة الفتنة بين مكونات الشعب السوري وتصدير أزماتها الداخلية بدلاً من مواجهتها عبر إشعال الحروب واحتلال الأراضي السورية "لقد احتلت تركيا مدينتي تل أبيض ورأس العين وارتكبت هناك أبشع الانتهاكات بحق السكان المدنيين وسعت لتغيير ديموغرافية المنطقة في محاولة لإفراغها من سكانها الأصليين".
وأكدت أن هذه السياسات لا تهدد الكرد والعرب والسريان فقط، بل تهدد وحدة كل سوريا ومستقبل المنطقة بأكملها "ما تقوم به تركيا جريمة بحق الإنسانية وبحق المرأة والطفولة، فمشروع الأمة الديمقراطية الذي نحمله مشروع سلام ومساواة وعيش مشترك، هو النقيض التام لمشاريع الاحتلال والعنف والتقسيم".
وأضافت أن القائد أوجلان وجه من داخل السجن نداءات متكررة من أجل السلام، داعياً الدولة التركية إلى حل سياسي وإنهاء الصراع عبر الحوار إضافة إلى بناء مستقبل ديمقراطي مشترك، ولكن بدلاً من الاستجابة اختارت تركيا طريق الحرب والقمع لأنها تعلم جيداً أن حرية القائد أوجلان ستفتح أبواب الحرية لكل شعوب الشرق الأوسط، وستسقط أنظمة الاستبداد والهيمنة التي تقوم على التفرقة والخوف، مشيرةً إلى أن حرية القائد أوجلان ليست مطلباً شخصياً بل هي مطلب كل من يؤمن بالسلام والعدالة.
واختُتمت الكلمة بنداء موجّه إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، دعت فيه نسيم محمد إلى تحمل المسؤوليات الأخلاقية والإنسانية، والعمل الجاد على إنهاء العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، ووضع حد للاحتلال التركي ووقف الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها أبناء المنطقة.
وندّدت العضوة في مجلس العام خولة العلي باستمرار المؤامرة الدولية "لقد نُصب فخ للقائد أوجلان وتم اعتقاله بطريقة غير شرعية، دون أي سابق إنذار أو جرم يُحاسب عليه، سوى كونه من دعاة السلام، وهذا يُعد جريمة خارجة عن إطار القانون والعدالة".
وأشارت إلى أن الهدف الأساسي من المؤامرة الدولية كان يتمثل في حجب فكر القائد عبد الله أوجلان عن العالم، مؤكدة أن خيوط هذه المؤامرة نُسجت بعناية من قبل عدد من الدول العظمى، بالتنسيق مع الاحتلال التركي، التي اجتمعت على اعتقاله وزجه في سجن إمرالي "هذا المخطط كان يهدف إلى منع انتشار فكر القائد أوجلان، الذي يتعارض مع الهيمنة السلطوية التي تسعى تلك القوى إلى فرضها على العالم"، مشيرةً إلى أن المؤامرة فشلت في تحقيق أهدافها فجدران إمرالي لم تحتجز فكره أو تبعد شعبه المؤمن بفكره وأطروحاته عن نهجه أو المطالبة بحريته.
وعن أهمية الإفراج عن القائد أوجلان قالت الإدارية في مجلس العدالة الاجتماعية عبير محمد "تمر المنطقة بمرحلة حساسة تتسم بالصراعات والفتن الطائفية بين مكوناتها"، لافتةً إلى أن الرسائل الأخيرة التي وجهها القائد أوجلان إلى عشائر المنطقة حملت دعوات واضحة للتكاتف والوحدة، باعتبارها السبيل الوحيد لإفشال المخططات التي تستهدف ضرب أمن واستقرار المنطقة".
ووصفت حرمان القائد أوجلان من حق الأمل بانتهاك صارخ للإنسانية، "رغم مرور أكثر من سبعة وعشرين عاماً على احتجازه وفي ظل تقدمه في العمر لا يزال يحرم من حق الأمل، الدولة التركية تواصل خرق القوانين الإنسانية والدولية في التعامل مع قضيته".
وأوضحت أن للمرأة دور كبير في تحقيق الحرية للقائد أوجلان لأنها بفضل فكره وفلسفته تمكنت من نيل حريتها وانتصرت على الذهنية السلطوية التي همشتها ولعبت دوراً ريادياً في جميع مجالات الحياة لذا يقع على عاتقها مسؤولية المطالبة بحريته وتحقيقها "باسم أهالي الرقة نعاهد القائد أوجلان أننا سنبقى سائرون على خطاه، ولن نكف عن المطالبة بتحقيق العدالة والحرية الجسدية له، فحرية المرأة والمجتمعات تكمن في حريته الجسدية".
أهالي قامشلو ينددون بالمؤامرة الدولية
وتحت شعار "ندين المؤامرة ونطالب بالحرية الجسدية للقائد آبو" خرج الآلاف من أهالي مدينة قامشلو مؤكدين أن حرية القائد أوجلان الجسدية ستتحقق حتماً لأنها مفتاح الحل لأزمات الشرق الأوسط، وتحقيق السلام والديمقراطية.
وألقت بروين يوسف الناطقة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي كلمة عبّرت فيها عن اعتزازها بموقف أهالي مدينة قامشلو لأنهم أثبتوا للعالم أجمع أن فلسفة القائد عبد الله أوجلان تمثل السبيل الوحيد لحل قضايا الشرق الأوسط برمّتها، لافتةً إلى أن الأهالي بإصرارهم ومقاومتهم يواصلون السير على نهج وفكر القائد أوجلان رغم التحديات والضغوط التي تواجههم.
وأوضحت أن القائد عبد الله أوجلان من خلال مقاومته المستمرة في سجن إمرالي استطاع أن يكسر العزلة المفروضة عليه، إذ لم تكن جدران السجن عائقاً أمام انتشار فلسفته وتواصله مع شعبه، مضيفة أن القائد أوجلان بفكره العميق ورؤيته الفلسفية نجح في بلورة مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، معتبرةً أنه الوحيد القادرة على تحقيق السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط "كشعب إقليم شمال وشرق سوريا منذ 13عام وحتى اليوم نناضل من أجل حماية مكتسبات ثورتنا التي بنيت على أساس فكر وفلسفة القائد أوجلان، لذلك كمكونات المنطقة نرفض جميع المخططات التي تسعى لإبادة الشعوب لأننا رفضنا كافة المخططات وقاومنا حتى تجاوزنا جميع العقبات".
وأكدت أنه "لبناء مجتمع ديمقراطي حر سنسير على فكر القائد عبد الله أوجلان ولن نسمح لأي قوة أن تقف أمام حرية الشعوب وتكاتفها وسنبقى نطالب بتحرير القائد أوجلان جسدياً وسنكسر جميع القيود التي تعيق حريته".