فتيات ونساء ليبيات تشاركن في بناء السلام

يتمحور دور المرأة الليبية في المشاركات المحلية والدولية في المنتديات والندوات والمبادرات الداعمة لتحقيق السلام في البلاد بعد سنوات شهدت حروب ونزاعات.

هندية العشيبي

بنغازي ـ تؤدي المرأة الليبية منذ سنوات دوراً أساسياً في أي عملية سلام، بما في ذلك الحوار بشأن المصالحة والمساءلة من أجل النهوض بليبيا إلى مستقبل سلمي وديمقراطي، فقد عملت النساء على توفير حلول مبتكرة لبناء الزخم وتوحيد أنشطة بناء السلام في كافة المدن والمناطق.

احتضنت مدينة بنغازي شرق ليبيا، أول منتدى شبابي يدعم دور الشباب/ات في تحقيق السلام في البلاد من تنظيم مؤسسة السلام الدائم، حيث انطلقت الأربعاء 27 تموز/يوليو، فعاليات منتدى برنيتشي للسلام بمشاركة أكثر من 35 شاب وشابة من كافة المدن الليبية.

ويهدف المنتدى الذي تتواصل فعالياته على مدى ثلاثة أيام إلى رفع قدرات الشباب، وتزويدهم بالأدوات، والمعرفة اللازمة، وتعزيز دورهم في المشاركة الشبابية على المستويين المحلي والوطني في بناء السلام، من خلال التماسك المجتمعي وتحقيق الوحدة الوطنية.

 

تعزيز دور الشباب

وأوضحت مديرة مشروع المرأة في مؤسسة السلام الدائم علياء قرقوم لوكالتنا أن الملتقى يستهدف الشباب من خلال تنظيم عدد من الندوات وورش العمل المختلفة التي تعزز دور الشباب في تحقيق السلام في ليبيا.

ولفتت إلى أن الهدف من إقامة هذا المنتدى "تعزيز التماسك المجتمعي، وبناء السلام وتشجيع الشباب على صنع مبادرات داخل مدنهم ومناطقهم لتحقيق السلام".

وعن دور المرأة الليبية في صنع السلام أشارت إلى أن "النساء من أكثر الفئات وعلى مر السنوات الداعية لتحقيق السلام في ليبيا فأكثر مبادرات السلام كانت نساء من أعدت لها وقدمتها وبادرت بها"، مؤكدةً على قدرة النساء والفتيات داخل المجتمع ودورهن الفعال على صنع السلام.

 

 

مشاركات نسائية

وأضافت علياء قرقوم "شارك في المنتدى عدد كبير من النساء والفتيات وأغلبهن كانت لديهن الرغبة في تقديم مبادرات لدعم السلام في مناطقهن أو مدنهن، من خلال تنظيم ندوات تثقيفية تنبذ العنف والتطرف وأخذ الحق بالذات".

وتضمن المنتدى عدد من ورش العمل واللقاءات التي تقوم على عمل تفاعلي ما بين المشاركين، ويرتكز على تعزيز المشاركة الجماعية لتحقيق السلام، كما تناول المنتدى في الجلسات الحوارية موضوعات تتعلق بالدستور والقوانين الانتخابية والتحول الديمقراطي.

 

لقاءات فاعلة

وشاركت فدوى الحضيري وهي طالبة هندسة كهربائية بجامعة طرابلس، في المنتدى وعبرت عن تفاؤلها بكمية النقاشات التي وصفتها بالفاعلة داخل المنتدى بين الشباب، مؤكدةً على دور المرأة الليبية كونها تتمتع بحقوق وتلتزم بواجبات، في سير العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالبلاد.

وأوضحت أنه "بالرغم من نسبة مشاركة المرأة الضئيلة سياسياً واقتصادياً في ليبيا، إلا أن لها دور لا يمكن تهشميه في صناعة السلام، حيث تتمتع المرأة الليبية بأدوات ومهارات عالية تساهم في عملية بناء السلام"، مطالبةً بمنح النساء مساحة أكبر في بناء السلام والمحافظة عليه.

وعن دورها في بناء السلام في مدينتها قالت فدوى الحضيري "اليوم أجد نفسي مسؤولة على معالجة مشكلات لم يكن لي دوراً فيها في السابق، كانت أجيال سابقة قد شاركت في وضعها أو صنعها"، معبرةً عن أملها في أن تساهم في إرساء السلام في البلاد من خلال إقناع الشباب واستقطابهم في عملية السلام وصنع القرار.

 

 

الهوية الليبية في صنع السلام

من جانبها أكدت الناشطة المدنية وإحدى المشاركات في المنتدى، سالمة القمودي على أن السلام هدف يجب أن يسعى الجنسين على تحقيقه، فالمرأة الليبية لها دور لا يقل أهمية عن الرجال في مساعي ومبادرات تحقيق السلام في البلاد.

وعن دورها الشخصي في المساهمة في صنع السلام بالبلاد تقول إن الهوية الليبية الجامعة من أهم النقاط التي تعمل على تحقيق السلام وزرع المحبة في جميع المدن، مؤكدةً على أهمية مشاركة الشباب في المؤتمرات والمنتديات التي تقام داخل ليبيا والتي تعنى بتحقيق السلام، وتحطيم الحواجز التي صنعتها السياسة ولكنها غير موجودة في الواقع.