فتاة بعمر الـ 16 عاماً تحافظ على فن الغناء الكردي
المغنية الشابة سورخوين سدون، من مدينة ديرك في إقليم شمال وشرق سوريا، تصون وتعزز الثقافة والفن الكردي من خلال فنها الغنائي.

زينب عيسى
ديرك ـ سورخوين سدون، البالغة من العمر 16 عاماً، تمارس فن الغناء الشعبي الكردي الـ (Dengbêja)، حيث عُرف صوتها وفنها بإحياء روح التاريخ الكردي وتجديده بطريقة تنبض بالحياة.
أدركت سورخوين سدون أهمية الإرث الموسيقي للأغاني التي ورثتها من الأجيال السابقة، مؤكدةً على دورها في الحفاظ على اللحن الأصيل الذي يروي القصص، واليوم، مع تطورات ومكتسبات ثورة روج آفا، تقدم فنها الكردي بفخر وإصرار.
"منذ 12 عاماً وأنا أغني الشعبية"
تحدثت سورخوين سدون عن بداياتها في تعلم فن الغناء التقليدي "نشأت في عائلة مهتمة بالفن، حيث كانت والدتي مغنية، وكل فرد في عائلتي كان يمارس الأغاني الشعبية، وعندما كنت في الثانية عشرة من عمري، بدأ والدي من تمكيني في هذا الفن، وكنت دائماً أعمل على تطوير صوتي لأتمكن من إتقانه وممارسته، لأن الغناء الشفهي جزء من تراثنا، وهو إرث أجدادنا، يجب علينا تعلمه وتحديثه للحفاظ عليه، بالطبع، عندما كنت أدرب صوتي، كنت أواجه صعوبات كبيرة، لأن لا شيء يأتي بسهولة، بل يجب العمل بجد حتى نحقق النجاح".
"في مركز بارغين سجلت أول أداء لي"
أوضحت سورخوين سدون أنها، منذ صغرها، قامت بتسجيل أداء غنائي الشعبي، مضيفة "في البداية، كان والدي يقدم لي الكثير من الدعم لتعلم الغناء التقليدي، كنت أتدرب باستمرار، وكان أصدقائي من حولي يشجعونني أيضاً، الجميع كان يقول إن صوتي جميل، وكانت كلماتهم تمنحني القوة لمواصلة الغناء، عندما كنت صغيرة، ذهبت إلى مركز بارغين وسجلت أول أداء صوتي هناك، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلتي، وواصلت تطوير مهاراتي بشكل أكبر".
"لا تنسوا فنكم بل طوروه"
أكدت سورخوين سدون، التي شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات، هدفها في الحفاظ على فن الشعبي وتحديثه "في الماضي، كان أجدادنا الرحالة يُعرّفون الناس على تراثهم من خلال الغناء الشفهي، لذا أردت أن أتعلم هذا الفن كي أجدده وأنقذه من الاندثار، وفي سن صغيرة، من الصعب ممارسته، ولذلك قررت أن أكون مثالاً للأطفال الصغار كي يشقوا طريقهم في هذا الفن".
وعبرت عن انتمائها إلى هذا الفن "أنا جزء من ثقافة وفن دجلة، وأؤدي في فرقة جودي، حيث شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات، مثل احتفالات المرأة وعيد نوروز، بالنسبة لي، الغناء الشفهي هو رمز الفخر والاعتزاز، في المستقبل، أتمنى أن أعلم الأطفال الأكبر سناً هذا الفن ليتمكنوا من التعرف على تراثهم وعدم فقدانه، أقول للجميع تعرفوا على ثقافتكم، لا تنسوا فنكم، بل طوروه".