فنانات غزة تشاركن أعمالهن بمعرض للفنون البصرية المعاصرة

شاركت 6 فنانات من قطاع غزة في معرض للفنون البصرية المعاصرة بعنوان "مبني للمعزول"، والذي عكس من خلال الأعمال المقدمة واقع الشباب/ات في المدينة المحاصرة منذ عام 2007.

رفيف اسليم

غزة ـ أقيم معرض للفنون البصرية على مدى يومين، في مركز رشاد الشوا الثقافي غرب مدينة غزة، تم خلاله عرض العشرات من اللوحات والمجسمات الفنية التي تعكس مدى مرارة الظروف التي يعاني منها الشباب/ات منذ أعوام طويلة.

على هامش معرض الفنون البصرية الذي أقيم في الـ 28 و29 أيلول/سبتمبر، قالت إحدى الفنانات المشاركات في المعرض شيرين عبد الكريم كونها تسكن مدينة محاصرة فإن الأفكار هي التي تختارها، لذلك ومن خلال الواقع المعاش تجسدت فكرة مشروعها "مثقوب بإبرة" ليكون نتاج مجتمعي يهدف لطرح نتائج الواقع في قطاع غزة، عبر تحويله من معاناة فردية ذاتية لذاكرة ألم مشتركة بين جميع السكان الذين عايشوا الهجوم المتكرر والحصار.

وأوضحت أنها استخدمت التكنولوجيا الحديثة في عرض ذكريات المدينة خلال المعرض عبر تقنية الواقع الافتراضي وهي تقنية حاسوبية توفر بيئة ثلاثية الأبعاد تحيط بالمستخدم وتستجيب لأفعاله بطريقة طبيعية، وعادة ما يكون ذلك من خلال وسائل عرض مثبتة برأس المستخدم، كما تستخدم قفازات أحياناً لتتبع حركة اليدين من خلال خاصية اللمس.

وأضافت أن تلك التقنية تعد جديدة بالنسبة لقطاع غزة لذلك كان من الصعب الحصول عليها وإدخالها للقطاع، خاصة أنها مرتفعة الثمن، إضافة لصعوبة تجسيد البرامج والذكريات وبرمجتها لتناسب المشاهد وتعكس الواقع، مشيرةً أنها تلقت الدعم خلال عملها على المشروع من مؤسستي شبابيك والهلال الأحمر.

 

 

بينما شيماء حسنين حملت معها طفولتها لتجسد فكرة مشروعها "ستالايت" فقد كانت طفلة شقية تبحث عن صحن الستالايت لتجلس به برفقة مخدتها التي تسند عليها رأسها متأملة السماء لعلها تلتقط أفكار جديدة، لتكبر ويكبر معها ذلك الحلم الذي حققته في أعمالها بالجمع ما بين الفن والإشارة اللاسلكية خلال عام 2019، مشيرةً أن المشروع يمثل أحلام الشباب/ات المعلقة في غزة.

وأوضحت أنها تواجه صعوبات بتوفير المواد الخام، عدا مادة واحدة وهي الليزر الأحمر التي يمنع الاحتلال دخولها للقطاع، مضيفةً أنها لمحت الاستغراب في عيون الزوار الذي يبدأ بالتبدد شيء فشيء عند قراءة اللوحة المكتوبة التي تصف العمل.

 

 

واختارت حليمة الكحلوت الجمع بين الفن والأعمال المنزلية في عملها "على قيد المتابعة"، الذي يروي معاناة المرضى في صرف العلاج نظراً لارتفاع ثمنه وعدم توافره في بعض الأحيان بالأسواق المحلية، فيعيش المريض مرارة الانتظار تحت وطأة الألم، لتذهب أيام الصبر سدى.

ولفتت إلى أن الفنان يتأثر بمن حوله فكانت إصابة والدتها بمرض السرطان هو إلهامها الأول، خاصة أنها عايشت تلك اللحظات لتجسدها عبر عمل فني فجمعت وصفات علاج والدتها، مضيفةً أن الفكرة لاقت قبول واسع بين الزوار لأن الكثير منهم قد عاشوا تلك التجربة من قبل وفهموا معنى أن يتملك الأنين شخص يمثل الحياة بالنسبة لهم.

وقالت هيفاء البرعي وهي إحدى الزائرات، أنها استمتعت بالمعرض الذي جسد ما تعايشه هي والكثير من الشباب/ات في قطاع غزة، مثل الأمل الذي يحتاجه أي شخص، وإعادة التدوير، والسفينة التي تحمل أحلام الشباب وآمالهن من خلال الهجرة الغير شرعية ثم تتهاوى بالمياه التي تسحقهم وربما قد تنهي حياتهم، لافتةً أن تجسيد الهجوم على غزة بعمل ثلاثي الأبعاد يوصل لأي شخص مرارة ما يعانيه الإنسان تحت وطأة الحرب.

وأضافت شيماء البرعي أن مشاعر الانكسار، وعدم وجود إشارة هذا ما يعاني منه الشباب/ات بغزة وربما جميع الوطن العربي، فيكون لديهم طموحات كبيرة لكن لا يعملون إلى أي مكان من الممكن أن يتجهون لطلب المساعدة فينتهي الحل أن يرموا بأنفسهم داخل عزلة طويلة ليس من السهل الخروج منها، متمنية أن يصف المعرض القادم انجازات المدينة وسكانها وتحسن الوضع بكافة النواحي.