فعاليةٌ في تعز تحتفي بالنساء وإحياء التراث الشعبي

وسط التحديات التي تواجه المجتمع اليمني، نظمت مؤسستا ميون للثقافة والإعلام وأرنيادا للتنمية الثقافية بمشاركة مبادرة "عسجتي"، فعاليات "عيدنا تعز " تحت شعار "أهازيج وحكايات الجدات" في مدينة تعز جنوب غرب اليمن.

رانيا العبد الله

اليمن ـ تميزت فعالية "عيدنا تعز" بتنوع الأنشطة التي جمعت بين السرد الشعبي، والأهازيج النسائية، والألعاب التراثية، والمعارض الفنية، مما جعل منها فرصة مثالية لإحياء الذكريات وتعريف الأجيال الجديدة بعراقة الثقافة اليمنية.

في أجواءٍ مبهجة نظمت مؤسستا "ميون" للثقافة والإعلام و"أرنيادا" للتنمية الثقافية بمشاركة مبادرة "عسجتي"، فعاليات "عيدنا تعز" تحت شعار "أهازيج وحكايات الجدات" في مدينة تعز جنوب غرب اليمن.

واستمرت الفعالية على مدار يومي 10ـ 11 حزيران/يونيو الجاري، عُرضت فيهما العديد من الفقرات الثقافية المتنوعة، منها سرد الحكايات الشعبية للأطفال وذكريات العيد في تعز قديماً، وأداء نسائي للملالة الشعبية وأغانٍ يمنية قديمة وحديثة بأصوات مجموعة من الفنانات الواعدات، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية المتنوعة.

وتضمنت الفعالية معرض صور لشخصيات نسائية معروفة، وعرض محطات من تاريخ نساء يمنيات ومسيرتهن الفنية والثقافية، كما عُرضت أزياء شعبية ومستلزمات منزلية تعكس طابع البيوت اليمنية القديمة في مدينة تعز، وُقُدّمت وجبات شعبية أُعدّت بالطرق التقليدية، مثل استخدام المرهى (حجر يُستخدم في الطحن)، وأوانٍ فخارية من الموروث المحلي.

وتوالت الفقرات الغنائية التي أحيتها الفنانة والإعلامية حنين أحمد، والفنانة تسنيم المقطري، إلى جانب منتسبات في فريق كورال تعز فريدة الحمادي والفنانة جميلة في فقراتٍ تحاكي التراث الغنائي المرتبط بالمرأة اليمنية منذ القدم، كما تم تخصيص ركن للتصوير التراثي للنساء والأطفال بالأزياء الشعبية التي يتميز بها اليمن، ومدينة تعز على وجه الخصوص.

وعلى هامش الفعالية قالت أمل أحمد إحدى الحاضرات "إن هذه الفعالية التي تهتم بالموروث الثقافي والشعبي المُقدم من النساء، وعرض مسيرة النساء اليمنيات في الفن والغناء أمرٌ مهم، وأن إقامة هذه الفعالية بمناسبة العيد فرصة جميلة للتعريف بدور النساء في الجانب الثقافي والتراث الفني".

وأوضحت رئيسة مبادرة "عسجتي" هناء الشرجبي أن "مثل هذه الفعالية التي أقمناها من شأنها أن تُخرج الناس قليلاً من إطار المشاكل فهي مهمة وليست رفاهية بل احتياج إنساني خصوصاً في المناسبات".

من جانبها قالت سماء الفضلي إحدى عضوات فريق العمل إن الحرب والصراع يحاولان محو التراث والموروث الثقافي خصوصاً النسائي، وتأتي هذه الفعالية لتعطي النساء الحق في الظهور وإقامة الطقوس التي تمثلهن "العيد فرصة لتكون الفعالية أكثر حضوراً وفرصة للترويح عن النفس، خصوصاً للنساء والأطفال في ظل الصراع والحرب الذي تشهده المدينة، فهذه الفعالية تمثل لهم مساحة للفرح بمناسبة العيد".

في ختام الفعالية عُرضت مجموعة من الأفلام القصيرة التي تناولت سير أعلام الغناء النسائي في اليمن، منهن الفنانات منى علي، وأمل كعدل، وفائرة عبد الله، ليُختتم المشهد بفيديو مُسجل من القاهرة للفنانة الشابة فاطمة مثنّى التي شاركت بذكرياتها عن العيد في الغربة.

وتأتي هذه الفعالية ضمن اهتمامات المنظمين بالتراث اللامادي، وإحياء التراث الشعبي المتعلّق بالمرأة اليمنية، وتأكيدًا على دورها الفاعل في حفظ إرث اليمنيين.