فعاليات مختلفة بالتزامن مع الذكرى العاشرة لثورة روج آفا

يصادف غداً الثلاثاء 19تموز/يوليو الذكرى السنوية العاشرة لانطلاقة ثورة روج آفا في مناطق شمال وشرق سوريا، والتي أحدثت تغيرات ملحوظة على مستوى العالم، وأصحبت ثورة للمرأة وأمل في بناء حياة حرة ومجتمع ديمقراطي.

كوباني/قامشلو - تقام العديد من الفعاليات في ذكرى السنوية العاشرة لثورة روج آفا التي انطلقت في الـ 19 تموز/يوليو، وعرفت بـ ثورة المرأة، مؤكدين خلالها على مواصلة النضال للحفاظ على المكتسبات التي حققتها الثورة.

ففي إطار سلسلة الفعاليات التي تقام بمناسبة حلول الذكرى السنوية العاشرة لثورة روج آفا، أصدر مؤتمر ستار بيان إلى الرأي العام، كما نظم حزب سوريا المستقبل في منطقة صرين بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا  احتفالية شارك فيها العشرات من أهالي ونساء صرين تحت شعار "دماء الشهداء منارة الحرية".

 

مؤتمر ستار يهنئ بحلول الذكرى الـ 10 لثورة المرأة

وجاء في البيان الذي أصدره مؤتمر ستار، اليوم الاثنين 18تموز/يوليو "بدايةً نهنئ الشعب الكردي والإنسانية جمعياً والنساء بمناسبة الذكرى الـ 10 لثورة المرأة في روج آفا والذي انتشر نورها في أرجاء العالم كافة، ونحيي كل شخص ساهم في الحماية وتوسيع الثورة بدأً من المقاومة التاريخية في كوباني إلى يومنا هذا، ونستذكر بإجلال وامتنانٍ كبير جميع شهدائنا الذين قاوموا وضحوا بأرواحهم في سبيل حياة جديدة ضد هجمات الاحتلال وضد كل من أراد تضييق ثورتنا وإرضاخ شعبنا للظلم. ونجدد عهدنا بحماية جميع المكتسبات والقيم التي ضحى من أجلها شهدائنا، وسنحقق الحياة الحرة التي حلموا بها".

وأضاف البيان "شاركت النساء في الثورة بكافة أعمارهن ومنذ البداية وبمستوى القيادة، إذ قادت وحدات حماية المرأة مقاومة جوهرية ضد مرتزقة داعش والاحتلال التركي، وقاومت بشجاعة وبإرادة قوية وأظهرت للعالم قوة المرأة المنظمة، كما توجهت النساء باسم الانسانية من أرجاء العالم الأربعة إلى روج آفا للمكان الذي يحمي قيم الإنسانية وانضممن إلى صفوف وحدات حماية المرأة، وضحين بأرواحهن من أجل حماية الثورة، لذا نستذكر بإجلال جميع شهيداتنا من آرين ميركان إلى آنا كامبولا من ايفانا هوفمان إلى آفيستا خابور وكذلك زيلان عرب وأمارة جرابلس وغيرها".

وأكد البيان أنه "من دون شك أن انضمام النساء إلى نضال الثورة بمستوى القيادة ذات معنى كبير. لكن منذ عام 1789 في تاريخ ثورات العالم لا نجد ثورة للمرأة نفسها، فقبل كل شيء نظمت النساء أنفسهن بشكل مستقل في الثورة ولعبن دوراً كبيراً فيها وبهذا الشكل منحن لونهن للثورة والحقيقة التي جعلت ثورة روج آفا ثورة المرأة هو هذا الاستقلال والتنظيم والحرية لأنهن أسسن أنفسهن بشكل مستقل واستطعن أن يكن فاعلاً أساسياً في إجراء التغيير في الحياة الاجتماعية والسياسية، وفي مرحلة الثورة أسست النساء نظامهن، حيث أظهرت الثورة لنا بشكل أوضح أنّ نظام المرأة الكونفدرالي وقدسيتها المستقلة تبني أساس النظام الديمقراطي العام وحرية المرأة، لذلك إن نظام المرأة المستقل له مكانة استراتيجية ومن أجل هذا نجد أن تنظيم المرأة يتمتع بمشاركة واضحة في القرارات والسياسة والحماية الجوهرية وقرارات أخرى في المجتمع".

وأشار البيان إلى أن "ثورة المرأة أظهرت بشكل واضح معايير بناء المساواة والحرية، لم تركز الثورة فقط على هيكلة الإدارة الذاتية والسياسة وإنما تجلب معها في نفس الوقت مرحلة إعادة تأسيس النظام الديمقراطي و التغيير الاجتماعي، إن قوة تنظيم المرأة الفاعلة هي الممثل الأساسي لهذا التغيير، أظهرت ثورتنا قوة المرأة الجوهرية وقدراتها، وأثبتت الثورة مدى تأثير وأهمية إرادة المرأة في حل المشكلات الاجتماعية وبناء النظام الديمقراطي من هذه الناحية أظهرت ثورة 19 تموز قوة التغيير الاجتماعي".

وأوضح البيان أن "ثورة روج آفا أخرجت المرأة من قالبها التقليدي والمتخلف، وجعلتها مركز نضال التغيير الاجتماعي ومركز الحياة والسياسة، وأن الانضمام المتساوي للتمثيل في نظام الرئاسة جعلها آمنة حتى تمكنت من تطوير نفسها ثقافياً وسياسياً مع نظام الرئاسة المشتركة والذي لا يعني تقسيم السلطة بين كلا الجنسين، وبهذا الشكل جعلت المرأة المنظمة قائدة السياسة والديمقراطية ووضعت السياسة في موقعها الصحيح، وهكذا كشفت المرأة شكل المعرفة والنضال، وصيغة السياسة العامة ونشرت المعرفة والنضال، وبدورها أظهرت النساء بقيادة وحدات حماية المرأة وبتطوير نضال الحماية أهمية الحماية الجوهرية للحياة من جميع نواحي الإدارة وأثبتن أن الإنسان لا يستطيع التخلي عنها في الحياة، وأكدن أن الحماية الجوهرية ليست محدودة بأوقات الهجمات والحرب وإنما يجب تنظيمها كنمط للحياة، وأثبتن أنهن اعتمدن على قوتهن وإرادتهن الجوهرية مثل أي وجود في الطبيعة وطورن حمايتهن الجوهرية، وهي تنطوي على أهمية كبيرة من أجل تحرير الحياة".

وعن تطور ثورة روج آفا بقيادة النساء الكرديات والتي أصبحت مع الوقت ثورة لجميع نساء المنطقة والعالم، أوضح البيان "بدأ شعار "المرأة حياة" في روج آفا وانتشر في العالم، وشاركت النساء بداية في شمال وشرق سوريا في الثورة وبعدها من كافة أرجاء العالم من هذه الناحية أصبحت ثورة روج آفا مكان لتحقيق الأحلام بالنسبة للحركات النسائية، وبنت ذهنية وعلم جديد والأهم الآن تطوير هذا من الناحية المحلية، إنّ الثورة ليست حادثة يومية وإنما مرحلة مستمرة مهما ربطنا مرحلة الثورة التي نعيشها بـ 19 تموز 2012 وبإعلان الإدارة الذاتية، إلا أنه وجدت ثورات قبل هذا، فقبل عام 2012 ومنذ 30 عاماً تم بناء أرضية حماية من الناحية السياسية والاجتماعية نتيجة التنظيم الاجتماعي بقيادة حركة حرية كردستان، وخاصةً بالجهد الذي بذله القائد أوجلان، تم تنظيم مجتمع روج آفا وخاصةً النساء واستطاع تأسيس أرضية للثورة لم تسقط الثورة من السماء بل وضعت أساساتها بجهد وتضحيات كبيرة".

وأضاف البيان "الثورة ليست حادثة حدثت وانتهت فهي لم تكتمل بعد، ولم نحل بعد مشكلتنا في الوجود والحرية، فمن ناحية هناك الفاشية التركية والدول المتخلفة والمحتلة وهجماتهم المتواصلة للقضاء على ثورتنا، ومن ناحية أخرى نواجه هجمات اجتماعية جادة، إن الثورة مرحلة تأسيس ونحن في بداية تلك المرحلة وأننا نناضل كل يوم ونعمق نضالنا كل ساعة من أجل نظام ديمقراطي خالي من السلطة ومن أجل إيصال حقيقة اجتماعية من أجل ديمقراطية تضم كل فرد، بعيداً عن ذهنية الظلم السلطوي والتعصب الجنسي الاجتماعي، وبدورنا كنساء لقد حققنا بالفعل انتصارات كبيرة في مرحلة الثورة إلا أنه يجب علينا تصعيد نضالنا ضد كافة السلطات الرجعية والتعصب الجنسي من أجل حماية وزيادة مكتسباتنا".

وأكد مؤتمر ستار من خلال بيانه أنه "مع حلول الذكرى العاشرة لثورة 19 تموز قد حان وقت تصعيد نضال الحرية ضد جميع الهجمات العسكرية والسياسية والاقتصادية، إننا كمؤتمر ستار جزء من الحركات المحلية والعالمية نشكل مصدر إلهام للنساء كما أننا أيضاً نستمد القوة من حرية نساء العالم واتحادهن، وبمناسبة ذكرى ثورة المرأة نريد تقوية ارتباطنا بالعالم فهدفنا هو جعل القرن الـ21 قرن ثورة المرأة، لذلك فإن من الأهمية جمع تجارب نضال المرأة على المستوى المحلي والعالمي لتكمل بعضها البعض ولنتمكن من بناء أرضية منظمة مشتركة، وإن الكونفدرالية الديمقراطية لنساء العالم والتي اقترحتها حركة حرية نساء كردستان هي النظام الوحيد القادر على تحقيق هذه الضرورة، إذ تستطيع المرأة ضمن نظام كونفدرالي كهذا أن تزيد قوة الحركات النسائية الاجتماعية وتستطيع تطوير اتفاقيات ديمقراطية في العالم، إننا نسعى إلى لعب دور في قيادة وبناء هذا النظام".

وأوضح البيان أنه "في الوقت الذي نستقبل فيه الذكرى العاشرة لثورتنا, فإن منطقة شمال وشرق سوريا وجميع شعوبها تواجه تهديدات احتلال جديد، كما تدعم القوى الدولية وبشكل سري أو علني هجمات الدولة التركية الفاشية، ونحن كمؤتمر ستار نؤكد أن الأهم لمواجهة جميع الهجمات هو قوة الشعب الجوهرية وإرادة الحماية الجوهرية وانسجاماً مع شعار الثورة الشيلية الذي يقول "لا تستطيع أي قوة هزيمة شعب منظم" فإن لا أحد يستطيع هزيمة شعب أساسه حرب الشعب الثورية، وبدورنا سنعزز تنظيمنا بقيادة المرأة وسنصعد حرب الشعب الثورية، ونقول للشعب إلا يفسحوا الطريق أمام المحتلين وأن يحرروا مناطقهم المحتلة بنضالهم".

وناشد البيان في ختامه "على جميع الشعوب والنساء حماية ثورتنا التي أصبحت أملاً ومصدراً للقوة  للإنسانية جمعاء وخاصةً النساء وأن نقوي تكاتفنا، ونحمي مكتسباتها ونزيدها وأن نصعد نيران الشعلة التي اشتعلت في كوباني وأن نحول عصرنا إلى عصر ثورة المرأة".

 

نساء صرين تؤكدن بأنهن من خلال الثورة حررن ذواتهن وحمين هويتهن

وخلال الاحتفالية التي نظمها حزب سوريا المستقبل في منطقة صرين بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا  قالت نائبة مجلس حزب سوريا المستقبل في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا ندى الجادر لوكالتنا "نهنئ شعبنا في كافة مناطق شمال وشرق سوريا بمناسبة ذكرى ثورة 19 تموز، وبشكل خاص المرأة لأن من أهم منجزات الثورة كانت تفعيل دور المرأة وتحريرها والحفاظ على هويتها واستقلاليتها في المجتمع"، مشيرةً إلى أنه "مرت 10 سنوات على الثورة وخلال هذه الأعوام حققت المرأة منجزات عدة من أهمها تأسيس قوات وحدات حماية المرأة ولعبت دورها في المجال العسكري والسياسي والثقافي والمجتمعي".

وأضافت "سطرت ثورة 19 تموز العديد من المنجزات خلال أعوام الثورة في تاريخ المنطقة وسوريا والشرق الأوسط بأكمله، لأنها حافظت على دور المرأة والشبيبة وعلى تآخي الشعوب في المنطقة مما حققت مكتسبات هامة وجدية على الأرض الواقع وعلى مرأى العالم".

ومع حلول ذكرى الثورة طالبت ندى الجادر العالم والدول المعنية والمنظمات الحقوقية "بوضع حد للانتهاكات والتهديدات التركية بحق سكان مناطق شمال وشرق سوريا، لأن تركيا من خلال هذه التهديدات تريد ضرب مشروع الأمة الديمقراطية والإدارية الذاتية وإفشال ثورتنا التي استمرت على مدار 10 أعوام بالعديد من المكتسبات والمنجزات".

ومن جانبها قالت إحدى النساء المشاركات في الاحتفالية حنان الحمدون "نحن سكان ونساء منطقة صرين يعتبر ذكرى الثورة يوم هام بالنسبة لنا لأننا مع انطلاق الثورة استطعنا الخروج عن العادات والتقاليد التي كانت تسيطر علينا وعلى حريتنا ومن خلال ثورة 19 تموز استطعنا بأن نحرر ذاتنا ونحمي هويتنا".

وأضافت "طرأت تغيرات كثيرة على حياتنا، وهناك فرق كبير ما قبل الثورة وبعد الثورة اليوم نحن أصبح لدينا هوية وعمل ونستطيع أبداء رأينا في المواضيع التي تخص حياتنا دون خوف أو تردد".