ديواندره... نساء تتعرضن للتحرش في وسائل النقل العامة

تنتشر ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء في وسائل النقل العامة بشكل كبير، وهو يؤثر سلباً على صحتهن النفسية مسبباً لهن الشعور بالغضب والخزي والإحباط.

أكرين حسيني

ديواندره ـ تلتزم معظم النساء اللواتي تجبرن على ركوب سيارات الأجرة للمضايقة والتحرش الجنسي والاعتداء من قبل الرجال؛ الصمت وتسامحن الجناة خاصة في بلاد كإيران المعادية للمرأة.

يعرف التحرش الجنسي على أنه شكل من أشكال العنف والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، وهو سلوك لفظي أو جسدي ذي طابع جنسي ويضم العديد من أشكال الاهتمام والإيحاءات الجنسية غير المرغوب فيها.

وفي وسائل النقل العام يعني ذلك أي لمس غير مرغوب فيه يتم ارتكابه عمداً كالاصطدام عن طريق الخطأ بشخص ما أو الجلوس بالقرب منه، وقد يفضي التحرش لاحقاً إلى اعتداء جنسي، وعادة ما تلتزم النساء والفتيات الصمت خوفاً من الوصم المجتمعي، ويعود ذلك عليهن بتأثير سلبي خاصةً على نفسيتهن.

تقول "ب. ر" وهي من بين النساء اللواتي تعرضن للتحرش في وسائل النقل "أنا امرأة عاملة واستخدمت وسائل النقل العام لسنوات عديدة للذهاب إلى مكان عملي، لقد تعرضت خلالها للمضايقة والتحرش، شعرت بالخجل للإفصاح عما تعرضت له، لذا بدأت بالنزول من سيارة الأجرة قبل الوصول إلى وجهتي"، مشيرةً إلى أن بعض الرجال ينتهكون المساحة الخاصة بالركاب الآخرين دون مراعاة حقوقهم "عندما كنت أقول للرجال أن يفسحوا بعض المجال كانوا يبدون ردود فعل فظة أو لا يبالون من الأساس، أعتقد أنها مشكلة ثقافية ونحن بحاجة إلى المزيد من العمل على تربية أولادنا".

وعن عدم احترام حقوق المواطنين في سائل النقل العامة تقول "س. ش" التي تعرضت كذلك للتحرش والمضايقة "لقد واجهت هذه المشكلة عدة مرات لأنني معلمة ويجب علي الانتقال إلى القرية المجاورة، وعندما كنت أوجه لهم الملاحظات، كانوا يقولون لي لا تنزعجي، وهو ما كان يثير غضبي، لدرجة أن ذلك كان يؤثر عليّ في بيئة العمل".

وأضافت "منذ فترة صعدت سيارة أجرة وكان هناك رجل يجلس بجواري، ولكن كان الأمر كما لو أنه لم يكن يعلم أنني في السيارة، لذا وجهت له ملاحظة على طريقة جلوسه، إلا أنه أجاب بطريقة فظة قائلاً هل آتي وأجلس على رأسك؟، لقد غضبت جداً من إجابته وحزنت كثيراً لأن السائق لم يبدي أي ردة فعل بل كان يبتسم، عند توجيهي تحذير لأي رجل أقابل بالإهانات وكانت في بعض الأحيان تحمل إيحاءات جنسية".

بدورها تقول "ب. ن" عن تجربتها مع المضايقة في وسائل النقل "أسوأ حادثة كانت عندما ركبت سيارة أجرة في الصباح بنية الذهاب إلى العمل، لقد حذرت رجلاً كان جالساً بلا مبالاة أساء التصرف في البداية ثم اضطر إلى تصحيح جلوسه، لكن عندما نزل من السيارة قال أشياء سيئة للغاية، وركاب سيارة الأجرة الآخرون من الرجال لم يبدوا أي رد فعل. منذ ذلك الحين، أفضل الانتظار طويلاً بما يكفي للجلوس في المقدمة".