دعوة نسائية لتحريره جسدياً... "القائد أوجلان رمز للتحرر والمساواة"
أكدت نساء مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا أن القائد عبد الله أوجلان حوّل سجن إمرالي إلى مصدر لفكر وفلسفة الحياة الحرة، مشيرات إلى أن أفكاره ألهمت نضال المرأة من أجل الحرية والكرامة.

نغم جاجان
قامشلو ـ هناك تطورات متسارعة وخطوات تُتخذ في إطار السعي نحو السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، إلا أن الدولة التركية ما تزال تماطل في اتخاذ إجراءات فعلية لرفع العزلة المفروضة على القائد أوجلان، والتي تُمارس بشكل ممنهج ومستمر، ما يشكل عائقاً أمام تحقيق تقدم حقيقي في مسار الحل الديمقراطي.
"عزلة القائد أوجلان مستمرة رغم مبادراته للسلام"
في مستهل حديثها، أكدت عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ثريا مصطفى أن العزلة المفروضة على القائد أوجلان لا تزال مستمرة رغم عقود من النضال والمقاومة "بعد خمسين عاماً من الكفاح من أجل حياة حرة وكريمة، ورغم تقديمه مشاريع ديمقراطية تهدف إلى تحرير المجتمع، تعرض القائد أوجلان لعزلة في سجن إمرالي من قبل القوى الدولية، التي ما فتئت تعمّق عزله يوماً بعد يوم".
وأضافت أن القائد أوجلان حوّل سجنه إلى منبع غني بالأفكار وفلسفة الحياة الحرة، حيث ألّف مئات الكتب وقدم رؤى وتوجيهات حول كيفية بناء مجتمع قادر على إدارة نفسه ذاتياً، وتحقيق التعايش بين جميع مكوناته في إطار من العدالة والديمقراطية.
"لا يمكن تحقيق السلام من جانب واحد"
وأشارت ثريا مصطفى إلى أن القائد أوجلان لطالما نادى بالسلام وبناء مجتمع ديمقراطي يضمن التعايش بين جميع المكونات، مؤكدةً أن الدولة التركية لم تبادر حتى الآن باتخاذ خطوات جدية في هذا الاتجاه "لقد حظيت دعوته للسلام والمجتمع الديمقراطي بتأييد واسع من مختلف الشعوب والقطاعات، لكنها واجهت عراقيل من أطراف لا ترغب في إنهاء الصراع وتحقيق السلام الحقيقي".
وأضافت أن القائد أوجلان طرح رؤية لبناء مجتمع كومينالي قائم على الإدارة الذاتية وتفكيك مشاريع الهيمنة والسلطة، مشيرةً إلى أن وفد حزب DEM نقل توجيهاته إلى الجهات المعنية للمساهمة في صياغة مشاريع سلام شاملة، كما استجاب حزب العمال الكردستاني (PKK) لهذه الدعوة، فعقد مؤتمره الثاني عشر، معلناً تحوّل نضاله من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي والاجتماعي.
وشددت على أن السلام لا يمكن أن يتحقق من طرف واحد، داعيةً الدولة التركية إلى إجراء تغييرات جوهرية واتخاذ خطوات فعلية نحو تبني مشروع السلام والمجتمع الديمقراطي.
"حرية القائد أوجلان هي حرية المرأة"
وقالت ثريا مصطفى إنه على الدولة التركية أن تتعامل بجدية مع الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن استمرار المجازر والقتل والتهجير يهدد بتصاعد الحرب العالمية المسلحة "لا بد من إيجاد حلول جذرية لهذه المآسي، والقائد أوجلان يسعى إلى بناء مجتمع كومينالي يقوم على المساواة والسلام بين جميع مكوناته".
وأكدت أن نضال النساء يجب أن يتصاعد لتحقيق مشروع السلام والمجتمع الديمقراطي، مشددةً على أن "حرية القائد أوجلان هي حرية المرأة"، فهو ناضل من أجل تحرير المجتمع بأسره، وجعل من حرية المرأة محوراً أساسياً في فلسفته ومشروعه التحرري.
"نحن النساء نريد أن نحرر القائد أوجلان جسدياً"
بدوها، قالت خيرية خلف، عضوة مجلس عوائل الشهداء، إن القائد عبد الله أوجلان قدّم خطوات عديدة في سبيل تحقيق السلام، إلا أن الدولة التركية والمجتمع الدولي لم يبادروا بأي تحرك فعلي لإنهاء عزله "رغم مبادراته المستمرة، لا تزال العزلة المفروضة عليه قائمة حتى اليوم".
وأكدت أن النساء يواصلن نضالهن من أجل تحرير القائد أوجلان جسدياً "نحن في الساحات، نقاوم ونكافح بلا توقف، إن حلم القائد أوجلان هو وطن حر وحياة كريمة، حيث تعيش جميع المكونات في سلام، أمان، ومساواة".
"نريد القائد أوجلان حراً من أجل المرأة والعدالة"
من جانبها، أكدت دلال بدور، أن حرية القائد عبد الله أوجلان تمثل في جوهرها حرية المرأة، مطالبةً الدولة التركية بإنهاء العزلة المفروضة عليه، مشيرةً إلى أن أفكاره أحدثت تحولاً جذرياً في واقع المرأة، إذ حررها من القيود المتجذرة، وعزز حضورها الفاعل في مختلف المجالات.
وأضافت "القائد أوجلان يقف ضد السلطة بكل أشكالها، ونحن النساء نطمح برؤيته حراً، ونطالب الدولة التركية باتخاذ خطوات عملية تنهي عزله وتستجيب لمطالبة شعبية واسعة بالحرية والعدالة".