عضوة الجنولوجيا تستحضر نضال ناكيهان أكارسال ومسيرتها الملهمة
أكدت عضوة أكاديمية الجنولوجيا، ليمان شيخو، أن ناكيهان أكارسال رسمت مساراً نضالياً فريداً، جمع بين الفكر، المقاومة، والإرادة الحرة، لتصبح رمزاً خالداً في ذاكرة الحركة النسائية الكردية والعالمية.

نغم جاجان
قامشلو ـ بقلمها منحت ناكيهان أكارسال الملقبة بـ "زيلان" القوة للبعد الفكري لنضال النساء، وبقولها "علم المرأة هو التعبير العلمي عن الإصرار على الوجود من خلال تجربة الحياة"، لم تُعرّف الجنولوجيا كمجرد تخصص أكاديمي، بل اعتبرته في الوقت نفسه انعكاساً لنضال الحرية.
في مقال بعنوان "نضال حرية المرأة هو مرآة حرية المجتمع"، سلطت ناكيهان أكارسال الضوء على واقع النساء غير المرئي، قصصهن المجزأة، وكلماتهن غير المسموعة.
كانت من مؤسسات أكاديمية الجنولوجيا، وأسست البنية الفكرية لنضال الحرية، ومن خلال دروسها في الأكاديمية وكتاباتها، شجعت النساء على معرفة تاريخهن وميراثهن الثقافي، ولعب دور ريادي في الحياة الاجتماعية، حيث بدأت ناكيهان أكارسال أعمال الجنولوجي في عام 2017 في إقليم شمال وشرق سوريا، وانطلقت بقيادتها من مدينة عفرين وانتشرت لاحقاً لمدن أخرى، وقد لعب تأسيس مراكز نسائية في كل من الشهباء، حلب، ديريك، الطبقة، منبج، كوباني، والحسكة دوراً كبيراً، ففي هذه المراكز، حيث كانت النساء يمتلكن المعرفة الأكاديمية، إلى جانب النشاط الاجتماعي.
وفي كتابها المعنون بـ "المرأة والذاكرة الاجتماعية"، وثّقت التاريخ الجماعي للنساء الكرديات وذاكرتهن الثقافية، وناقشت فيه تمثيل النساء في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية من منظور الجنولوجيا.
"إرث ناكيهان أكارسال حيّ فينا وسنواصل السير على دربها"
شكلت حياة ناكيهان أكارسال مصدر إلهام لنضال النساء، فكتاباتها ومؤلفاتها ساهمت في الاعتراف بالجنولوجيا كتخصص عالمي، وفي الذكرى الثالثة لاستشهادها، تحدثت عضوة أكاديمية الجنولوجيا، ليمان شيخو، عن حياتها ونضالها، مؤكدةً على إرثها العميق في مسيرة النساء نحو الحرية والمعرفة.
وقالت "علينا أن نتذكر أولئك الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل أوطانهم، فهم منارة نضالنا، وناكيهان أكارسال كانت تمتلك طاقة هائلة، ومرتبطة بالحياة ارتباطاً عميقاً، تناضل من أجلها وتعيش تفاصيلها بكل شغف، كانت فتاة قوية، فضولية، تسعى لتعلم كل شيء، وتكرّس وقتها للبحث والمعرفة".
"الكتابة والإعلام في مشروعها التحرري"
وأكدت ليمان شيخو أن هدف ناكيهان أكارسال كان إيصال صوتها إلى جميع النساء دون استثناء، مشيرةً إلى أن علاقتها بالنساء كانت قائمة على المساواة والاحترام، ولم تكن تؤمن بأي تفرقة أو تمييز "كانت ترى في كل امرأة مرآة لذاتها، وتحمل في قلبها آلام النساء كافة، وتسعى لفهم قصصهن المختلفة، ومناقشة تجاربهن، ونقل نتائج تلك الحوارات إلى العلن".
وكانت تؤمن بأن الحلول يجب أن تُستخرج من الكتابة، الإعلام، المجلات، والندوات، وأن هذه المنصات يمكن أن تكون أدوات للتغيير الحقيقي كما أوضحت ليمان شيخو "استهدافها في السليمانية لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة موقفها الرافض لمشاريع الدول، وصوتها الذي تجاوز الحدود، وأسلوبها غير التقليدي في التعبير عن قضايا النساء".
وأضافت "الأنظمة الذكورية لا تتقبل النساء اللواتي يطمحن إلى أن يكنّ سياسيات، ويطالبن بحقوقهن، لذلك تلجأ إلى اغتيالهن"، مؤكدةً على إيمان ناكيهان أكارسال العميق بمقولة القائد أوجلان "المرأة الحرة تصنع مجتمعاً حراً"، مشيرة إلى أن هذا الإيمان كان جوهر نضالها.
فلسفة ناكيهان أكارسال في نضال النساء
وأكدت ليمان شيخو أن أعضاء أكاديمية الجنولوجيا سيواصلون السير على درب الشهيدة ناكيهان أكارسال، التي كانت تمثل نوراً لكل امرأة "كل امرأة تتألم، فإن ألمها هو ألمي أيضاً"، مشددةً على أن الجنولوجيا، كعلم للمرأة والحياة، هو علم التعايش الحر والعلم الاجتماعي، وسيستمر في أداء دوره من خلال البحث والدراسة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن إرث ناكيهان أكارسال لم يُحتجز في الذاكرة فقط، بل تُرجم إلى واقع ملموس، حيث تم افتتاح مكتبات تحمل اسمها في كل من حلب والسليمانية، تخليداً لمسيرتها الفكرية والنضالية.