دور كبير ينتظر النساء في تونس من أجل إصلاح المنظومة التعليمة

نظم خبراء/ات في مجال التربية بتونس ندوة صحفية حول واقع التعليم في البلاد، بعد أن انخفضت ميزانيته إلى 12.5% مما ترك أثراً سلبياً على المنظومة التربوية.

زهور المشرقي

تونس ـ سلط خبراء/ات في مجال التربية والتعليم في ندوة صحفية الضوء على أسباب انهيار منظومة التعليم في تونس، مؤكدين/ات أن للنساء دور كبير في إصلاح هذه المنظومة.

نظم خبراء/ات في مجال التربية بتونس ندوة صحفية تقييمية أمس السبت 27 كانون الثاني/يناير، حول واقع التعليم بعد سنوات من الثورة، وأجمع الحاضرون/ات على مأساوية الوضع في قطاع انخفضت ميزانيته من 22.5% عام 2008 بما يعادل ربع ميزانية الدولة إلى 12.5% أو أقل اليوم الأمر الذي يعد ضرباً واضحاً لأكثر القطاعات أهمية.

وانتقدوا ما يعرف اليوم بمخطط إصلاح التعليم في تونس، وأرجعوا الانهيار إلى الأزمة السياسية والاقتصادية للبلد، مؤكدين/ات أن تونس التي عرفت بمجانية تعليمها منذ الاستقلال تضم اليوم 20% من الأميين/ت وأغلبهن نساء.

وتطرقت الندوة إلى أبرز المشاكل التي تواجهها المنظومة التعلمية والتي أدت إلى ارتفاع نسبة الانقطاع المبكر عن التعليم، وتتمثل في غياب حوكمة المنظومة التربوية الذي ضيع بوصلة تناغمها مع الواقع المعيشي اليوم سواءً وطنياً أو دولياً، فضلاً عن البيروقراطية الإدارية في اتخاذ القرار التي تعتبر مأساة التعليم، لاسيما وأن قرار طرد تلميذ مثلاً يتطلب رسالة من الوزير.

وتم انتقاد بناء الحوكمة على المركزية التي تجعل قرار إسعاف تلميذ على سبيل المثال في أي معهد في  البلاد، يرتبط بإمضاء وموافقة أو رفض وزير في تطبيق لتلك المركزية الظالمة، بالإضافة إلى النعرات الجهوية التي لازالت موجودة في تونس وتتسبب في ضرب المنظومة التربوية بمنع بناء معهد في منطقة أو أرض، ما  يتسبب  بمشاكل ينأ عنه القطاع التعليمي.

وأكد المشاركين/ات أن مسألة الانتدابات العشوائية منذ الثورة والتي شملت أبناء العفو التشريعي العام أثقلت كاهل المدرسة وضربت النظام.

وعلى هامش الندوة، قالت الناشطة المدنية سلوى التارزي،  أن للنساء دور كبير في إصلاح المنظومة التربوية المنهارة، لأنهن تمثلن النسبة الأكبر في التعليم سواء كمربيات أو إداريات لذلك يجب أن تنخرطن في مسار الإصلاح وبرامج الجودة حتى تكون مساهمتهن كبيرة في المنظومة التي يسعى التونسيون للوصول إليها.

وحول رأيها في واقع التعليم لفتت إلى أن الوضع أصبح صعباً خلال السنوات الأخيرة، حيث بات القطاع يعاني من نسبة تسرب كبيرة للطلبة، نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تواجهها العائلات.

وأكدت أن التعليم يكتسب الأهمية القصوى لكنه يواجه مشاكل وجب التوقف لفهمها ومحاولة حلها، لافتةً إلى أن المدارس التونسية عرفت العديد من الإصلاحات وآخرها الاستشارة الوطنية التي يتمنى الأولياء أن تعطي نتائج إصلاحات عميقة وجادة تنقذ الأطفال وتنهض بالتعليم الذي يتخبط في ضعف مردودية النتائج المدرسية، وارتفاع التسرب المدرسي خاصةً في صفوف الفتيات.

 

 

ومن جانبها، قالت الدكتورة المختصة في الهندسة الكهربائية هدى بن عطية إن "منظومة التعليم لن تكون ناجحة ومميزة إذ لم تكن مسيرة حسب المعايير الدولية المعروفة التي طبقت في البلدان المتقدمة وأعطت نتائجها"،  مشيرةً إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار تطبيق تلك الخطوات لإدارة الحكومة مما سيحدث نقلة نوعية في مجال التعليم بتونس.

وأشارت إلى أن هيكل دعم الجودة يمكن أن يكون نموذج يتم تطبيقه في كل المؤسسات التعليمية لإصلاح المنظومة التربوية بشكل كلي، لتحقيق تسيير محكم للمدارس والمعاهد والوزارات، مؤكدةً ان المعايير الدولية هي معاير منصوص عليها بالمنظمة العالمية للمعايير ومعيار الجودة لازال حديثاً ويمكن الالتحاق به كخطوة سريعة في مسار الإصلاح.