"دور المرأة في تعزيز السلم الأهلي" محور جلسة حوارية في غزة
أكدت الناشطات المشاركات في الجلسة الحوارية، على دور المرأة في تعزيز السلم الأهلي والمصالحة وإنهاء الانقسام، وضرورة سن سياسات تصب في صالح النساء بما يضمن التوازن الجنسي في المشاركة السياسية والشأن العام وتقلد مواقع صنع القرار.
نغم كراجة
غزة ـ نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" جلسة حوارية حول دور المرأة في تعزيز السلم الأهلي وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والسلام، بمشاركة ناشطات نسويات وسياسيات.
خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها "حشد"، أمس الثلاثاء 12 أيلول/سبتمبر، أكدت الناشطة السياسية مريم أبو دقة على دور المرأة الفلسطينية في تعزيز السلم الأهلي وإنهاء الانقسام وتساهم بشكل كبير في تحقيق الوحدة والسلام، إلى جانب مشاركتها الفاعلة في عمليات التفاوض والوساطة "النساء عنصر أساسي وحيوي في بناء الاستقرار والوحدة".
ولفتت إلى إحدى إنجازاتها العريقة في الساحة النضالية والعسكرية عندما أسست أكبر حراك فلسطيني وأقامت خيمة اعتصام أمام المجلس التشريعي تصدياً لمناورات الحزبين التي أدت لاحقاً إلى حدوث الانقسام السياسي، وهي أول من اعتلت بشعار "فلسطين أكبر من الجميع".
وأوضحت أن "القوة الحقيقية تكمن في المرأة، وإذا عملنا على تمكين فئات المجتمع بما فيهم النساء سنفتح المجال أمام مشاركتهن السياسية الفعالة وحفظ السلم الأهلي وبناء وطن أكثر ديمقراطية".
فيما تجد الناشطة النسوية خلود معروف أن المرأة الفلسطينية تلعب دور بارز في تعزيز السلم الأهلي والمصالحة من خلال مشاركتها في الحياة السياسية والشأن العام وتشجيع الحوار البناء بين الجهات المتنازعة وتصميم استراتيجيات السلام.
ودعت إلى ضرورة وضع سياسات تدعم زيادة تمثيل المرأة في المجالات السياسية والشأن العام وتنفيذ إصلاحات لضمان تحقيق التوازن الجنسي في الحكومة والمجالس التشريعية والبرلمانية في النزعة الذكورية التي لا تزال تعاني منها النساء.
ونوهت إلى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في القطاع تسببت في ارتفاع معدلات البطالة والفقر وبالتالي تراكم الأعباء والضغوطات وثقل المسؤولية على كاهل النساء وهذه العواقب ساعدت على تهميش دورهن، وازدياد حالات الطلاق واستياء أوضاعهن المعيشية مما أدى إلى هجرتهن مؤخراً من البلاد هرباً من التضييق باحثات عن حياة أكثر إنصافاً وكرامة.
من جانبها أوضحت الناشطة المجتمعية أسيل مطر "تمتلك المرأة دور مؤثر في تحقيق السلام والمصالحة لا يمكن تجاهله أو تقديره بقدر ما يجب فهي تعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمعات السلمية والمستقرة لما لها من دور قيادي فاعل وقوي في تعزيز السلم الأهلي والقيم المجتمعية".
كما بينت الأنماط التمييزية تجاه المرأة التي تحرمها من المشاركة المتساوية في الحياة السياسية والشأن العام، كذلك القيود الاجتماعية والثقافية التي تحد من حريتها وتقلل من شأنها وتمنعها من التواجد في مراكز صنع القرار وصياغة السياسات، إلى جانب قلة نسبة تمثيلها في المؤسسات الحكومية والبرلمانية.
بدورها قالت إحدى الحاضرات في الجلسة أماني العامودي أن المرأة الفلسطينية بدأت بتعزيز السلم الأهلي في أسرتها من خلال تعليم الأفراد وتوعيتهم بقيم السلم والاحترام المتبادل بينهم، لافتةً إلى أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها النساء في فلسطين عامة، إلا أنهن أثبتن جدارتهن وكفاءتهن في التعامل مع الأزمات والتوازن بين المهام الوظيفية والعائلية "المرأة مصممة دائماً على أن تبقى صامدة وقوية من أجل تحقيق العدالة والمساواة والسلم الأهلي مهما كلفها الأمر".