دعوات دولية لإغلاق سجن قرتشك بعد سلسلة وفيات مشبوهة

في الأيام الأخيرة، فقدت سجينتان حياتهما في سجن قرتشك بورامين نتيجة إهمال تقديم الرعاية الطبية، وأصدرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية بيانًا دعت فيه إلى إغلاق السجن وإجراء تحقيق مستقل في وفاة هاتين السجينتين.

مركز الأخبار ـ أثارت سلسلة الوفيات التي شهدها سجن قرتشك قلقاً واسعاً بشأن الظروف اللاإنسانية التي تعيشها النساء داخل هذا السجن، وسط دعوات متزايدة لإغلاقه ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في بيان لها عن فقدان معتقلتين في سجن قرتشك وهما سمية رشيدي وجميلة عزيزي حياتهما نتيجة تقاعس السلطات الطبية عن تقديم الرعاية اللازمة، ووفقاً للتقارير فقد دخلت سمية رشيدي وهي معتقلة سياسية في غيبوبة إثر تدهور حالتها الصحية، بينما لم تُفلح محاولات السجينات الأخريات في نقلها إلى المستشفى، أما جميلة عزيزي فقد تم الإفراج عنها بعد ساعات من الإهمال الطبي وكانت في حالة حرجة وعيناها مفتوحتان لكنها فارقت الحياة لاحقاً.

ورداً على الحادثتين طالب مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، بإجراء تحقيق في سبب وفاة السجينتين من قبل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، محملاً مسؤولية حماية أرواح السجناء على عاتق منظمة السجون ورئيس السلطة القضائية، داعياً لمحاسبتهم.

وقال يُعدّ سجن قرتشك رمزاً للإنكار الصارخ للكرامة الإنسانية، واستمرار تشغيله وصمة عار في جبين العالم، واليوم أكثر من أي وقت مضى لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يصمت أمام هذا الانتهاك الواسع لحقوق الإنسان.

تُعدّ هاتان الوفيتان جزءاً من سلسلة وفياتٍ مُريبة في سجن قرتشك، فقبل أقل من عام توفيت فرزانة بيجني بور أيضاً بعد أن رفض الأطباء علاجها، وبحسب المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان، فإنّ الظروف في سجن قرتشك لاإنسانيةٌ للغاية بالنسبة للنساء والأمهات ولا تُلبّى فيها معايير حقوق الإنسان الأساسية، وتشمل هذه الظروف نقص التهوية والإضاءة، والمياه غير الآمنة، وسوء نوعية الطعام، ونقص الخدمات الصحية، والمعاملة المهينة.

سجن قرتشك، الذي كان في السابق مزرعة دواجن تحول الآن إلى مكان لاحتجاز السجينات بمن فيهن السجينات السياسيات، وغالباً ما تُفصل الأمهات اللواتي تولدن أطفالهن في هذه البيئة عن أطفالهن بعد بلوغهم عامين، فلا تتمكنّ من متابعة مصيرهم.

ودعت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية مجدداً المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان وجميع المطلعين إلى التحرك لإنهاء أنشطة سجن قرتشك، وأكدت المنظمة أن إغلاق هذا السجن لن يكون خطوة ضرورية نحو إعمال حقوق السجناء فحسب، بل سيكون أيضاً رمزاً للالتزام العالمي بالعدالة والكرامة الإنسانية.