دعوات دولية لحرية التغطية في غزة وسط تصاعد القتل والاستهداف

وقع مئات الصحفيين والناشطين من أكثر من 60 دولة على عريضة تُطالب السلطات الإسرائيلية بالسماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة.

مركز الأخبار ـ تصاعدت المطالب الدولية الموجهة إلى السلطات الإسرائيلية، للسماح بدخول الصحفيين الأجانب المستقلين إلى قطاع غزة، وسط تحذيرات من تعتيم إعلامي غير مسبوق في ظل الحرب المستمرة.

دعت 28 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى إنهاء الحظر المفروض على دخول الصحافة الأجنبية إلى قطاع غزة بعد أكثر من 22 شهراً على بداية حرب الإبادة، وبضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين داخل القطاع المحاصر.

وأكد الموقعون على العريضة الصادرة عن "التحالف من أجل حرية الإعلام"، وهو تجمع دولي يضم حكومات تدافع عن حرية الصحافة، أن نقل الحقائق من مناطق النزاع أمر جوهري في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة "الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يؤدون دوراً محورياً في تسليط الضوء على الواقع المدمر للحرب، وأن منعهم من الوصول إلى غزة يقوض هذا الدور الحيوي".

ولم تقتصر العريضة على المطالبة بحرية التغطية، بل شمل أيضاً دعوات لوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، إلى جانب التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي.

كما أدان التحالف الدولي جميع أشكال العنف ضد الصحفيين، مشيراً إلى "العدد المرتفع للغاية من القتلى والاعتقالات"، ومؤكداً أن "الاستهداف المتعمد للصحفيين أمر غير مقبول"، متهماً القوات الإسرائيلية باستهداف صحفيين في غزة.

وأكد التحالف أن استمرار منع الإعلام الدولي من دخول غزة يمثل "تعتيماً إعلامياً غير مسبوق في الحروب الحديثة"، ويقوض الدور الأساسي للصحافة في نقل الحقائق ومساءلة أصحاب القرار.

وأشار الموقعون على العريضة إلى أن الحرب الدائرة تُعد "الأكثر دموية بالنسبة للصحافيين على الإطلاق"، حيث قُتل ما لا يقل عن 242 صحفياً في غزة منذ بدء الحرب بحسب الأمم المتحدة، وهو رقم يثير القلق بشأن سلامة الإعلاميين في مناطق النزاع.

ورغم المطالب المتزايدة، تواصل السلطات الإسرائيلية رفضها السماح بدخول الصحفيين بحرية، متذرعةً بخطورة الوضع الأمني في القطاع، فمنذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، لم يُسمح إلا لعدد محدود من الصحفيين الأجانب والإسرائيليين بدخول غزة، وذلك تحت إشراف القوات الإسرائيلية وبشروط رقابة صارمة.

ويرى مراقبون أن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى السيطرة على الرواية الإعلامية، وتجنب كشف حجم المأساة الإنسانية التي تنكرها، ما يزيد من الضغوط الدولية عليها.

وجاءت العريضة بعد سلسلة من البيانات والنداءات التي أطلقتها مؤسسات إعلامية وصحفيون مؤخراً حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون، ومن بينهم الصحفيون في قطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة.