دعوات أممية للحد من انتشار ظاهرة ختان الإناث
حذرت الأمم المتحدة من أن مكافحة ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مهددة جراء إرسال الفتيات اللواتي يُراد إخضاعهن لهذه الممارسة إلى بلدان أخرى لا تحظرها.
مركز الأخبار ـ تعرضت أكثر من 200 مليون امرأة على قيد الحياة لتشويه أعضائهن التناسلية، الظاهرة التي تركت العديد من الآثار السلبية على حياتهن كالشعور بالألم والقلق والخوف، مما يعكر صفو حياتهن ورفاههن لسنوات طويلة.
قالت الأمم المتحدة أمس الجمعة 14حزيران/يونيو، أن مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مهددة جراء لجوء الأسر في الدول التي تحظر ختان الإناث إلى السفر لدول مجاورة أو إلى أماكن أبعد حيث تكون هذه الممارسة إما مشروعة من الناحية القانونية أو لا تطبق القوانين التي تجرمها.
ودعت الدول إلى تقويض النضال العالمي الذي يهدف إلى القضاء على ختان الإناث، والتحرك بشكل عاجل من أجل القضاء على هذه الظاهرة والتصدي لها.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن الكثير من الدول تعمل على القضاء على ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، إلا أن هذه الممارسة مازالت مستمرة في جميع أنحاء العالم، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى الطبيعة السرية لهذه التنقلات عبر الحدود التي تتحايل على الخطر.
وأكدت أن هذه الظاهرة التي من الصعب قياسها تؤثر بشكل خاص على الفتيات اللواتي تعشن في الدول الأوربية أو الولايات المتحدة غالباً خلال العطلات المدرسية، مشيرةً إلى أن هناك مناطق أخرى تتأثر بها.
وأوضحت أن ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث عبر الحدود ظاهرة موجودة منذ زمن بعيد، وأحد العوامل التي تشجع على هذه الممارسة حالياً في إفريقيا هو اختلاف التشريعات بين البلدان وفقاً للتقرير الذي يشير إلى أن غالبية البلدان في القارة "تجرم هذه الممارسة بالتحديد".
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث جزء من سلسلة متواصلة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولا مكان له في عالم يحترم حقوق الإنسان، مطالباً بضرورة ضمان اعتماد نهج عالمي منسق لمعالجة أسباب هذه الممارسة وعواقبها لاسيما من خلال مواءمة أطرها القانونية والسياسية، إذا كانت تريد حقاً احترام التزامها بوضع حد لهذه الممارسة الضارة في كل مكان في العالم.
وبحسب الأمم المتحدة التي لم تحدد في تقريرها هذه البلدان، أن الفتيات في بعض الأحيان تنتقلن إلى بلدان تشكل ما يشبه مراكز عابرة للحدود الوطنية لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، داعياً البلدان إلى تعزيز جمع البيانات على الرغم من تأكيده أن الطبيعة السرية لهذه التحركات تجعل من الصعب قياسها كمياً ويسجل نقص في الإحصائيات بشكل خاص في الشرق الأوسط وآسيا.
وكشف صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة على قيد الحياة تعرضن للختان، وفي عام 2024 أشارت التقديرات إلى أن 4.3 مليون فتاة تواجهن احتمال التعرض لهذه الممارسة.
بدورها لفتت المفوضية السامية إلى أنه إذا استمرت هذه الظاهرة بهذا المعدل الحالي فمن المقدر أن عدد الفتيات اللواتي ستخضعن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ما بين عامي 2015 ـ 2030 سيبلغ 68مليون نسمة، مضيفاً أن هناك 600 ألف امرأة في الاتحاد الأوربي خضعن لتشويه أعضائهن التناسلية كما تتعرض 190 ألف فتاة لهذا الخطر.