دعوات إلى تحرك دولي عاجل مع اقتراب اليمن من حافة مجاعة واسعة النطاق
في ظل تدهور غير مسبوق في الأمن الغذائي، حذرت الأمم المتحدة من أن اليمن يقترب سريعاً من حافة مجاعة واسعة النطاق، داعيةً إلى تحرك دولي عاجل لتفادي كارثة إنسانية قد تكون من بين الأسوأ في التاريخ الحديث.

اليمن ـ أدت الحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن إلى انهيار البنية التحتية وتفاقم الفقر والبطالة، وتراجع حاد في توفر الغذاء والماء والخدمات الصحية.
حذرت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء 12آب/أغسطس، من أن اليمن يقترب سريعاً من حافة مجاعة واسعة النطاق، في ظل تدهور غير مسبوق في الأمن الغذائي، داعيةً إلى تحرك دولي عاجل لتفادي كارثة إنسانية قد تكون من بين الأسوأ في التاريخ الحديث.
وفي إحاطة أمام مجلس الأمن، قال مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية OCHA إن "المجاعة في اليمن ليست حتمية، لكنها تقترب، ويمكن منعها إذا تحرك المجتمع الدولي الآن عبر زيادة التمويلات الإنسانية وتمكيننا من الوصول العاجل إلى الفئات الأكثر ضعفاً قبل فوات الأوان".
وأشار إلى أن اليمن بات واحداً من أكثر بلدان العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، حيث تتضافر أزمات الصراع المستمر، وانهيار الاقتصاد، وانقطاع سبل العيش، وارتفاع أسعار الغذاء، لتدفع ملايين اليمنيين إلى حافة الجوع القاتل.
أكثر من 17 مليون يعانون حالياً من الجوع
وبحسب الأرقام الأممية الصادمة، فإن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون حالياً من الجوع، كما يواجه نصف الأطفال دون سن الخامسة سوء تغذية حاد، فيما يعاني نحو نصفهم من التقزم، وسط تضاعف خطر وفاتهم من أمراض شائعة بمعدل يتراوح بين تسعة إلى 12 ضعفاً مقارنة بالمعدل العالمي، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي.
وكشف المسؤول الأممي عن مشاهد مأساوية رصدتها فرق التقييم الميداني في تموز/يوليو الماضي، حيث وثّقت في مخيمات النازحين بمديرية عبس بمدينة حجة، حالات وفاة لأطفال نازحين جراء ما وصفه بـ"الجوع البطيء والصامت"، مؤكداً أن هذا ليس استثناءً بل هو واقع يومي لآلاف الأسر في أنحاء البلاد.
المساعدات ليست حلاً دائماً
وشدد على أن المساعدات الإنسانية قادرة على إنقاذ الأرواح، لكنها ليست حلاً دائماً، لافتاً إلى أنه من دون حل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والتدهور الاقتصادي، ستظل أزمات اليمن تتكرر وتتعاظم، ولن يكون بمقدور أي حجم من المساعدات منع الانهيار الكامل.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه اليمن واحداً من أطول النزاعات وأكثرها تدميراً في المنطقة، حيث تسببت الحرب، منذ اندلاعها قبل أكثر من ثماني سنوات، في تمزيق البنية التحتية وتفاقم الفقر والبطالة، وسط تراجع غير مسبوق في فرص الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية.