دراسة تكشف تعرّض نساء "البرباشة" للعنف والانتهاكات

كشفت دراسة أعدها اتحاد المرأة التونسية أن حوالي 8 آلاف امرأة تمارسن عمل تجميع وفرز النفايات أو ما يسمّين بـ "البرباشة"، وذلك ضمن ندوة أقيمت بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تجوب 8 آلاف امرأة تعلمن في "البرباشة" يومياً شوارع تونس الكبرى لفرز النفايات، َوتتعرضن خلال عملهن في الفرز لجميع أشكال العنف والانتهاكات.

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يتزامن مع اختتام الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة نظم الاتحاد الوطني للمرأة التونسية أمس الأثنين التاسع من كانون الأول/ديسمبر، ندوة لتقديم نتائج دراسة حول واقع النساء "البرباشة" في تونس الكبرى.

وقدمت مها البرقاوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد والمشرفة على أعداد الدراسة نتائجها، لفتت خلالها إلى أن 8 آلاف امرأة تقريباً تعملن في عمل "البرباشة" وهو قطاع غير مهيكل وغير منظم وتعاني فيه النساء من الاضطهاد والتمييز على أساس النوع الاجتماعي.

وذكرت أن جذور أغلبهن تعود إلى مناطق الشمال الغربي لتونس وتقطنّ حالياً في الأحياء الشعبية الفقيرة وتمارسن هذا النشاط بشكل كامل بنسبة 62 %، وتعتمد 77%  منهن عليه كمصدر وحيد، كما تعمل 39٪ يومياً لأكثر من 7 ساعات و44 تنقلن ما يجمعنه على ظهورهن.

 

وقالت مها برقاوي إن "الهدف من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على ظاهرة نساء "البرباشة" بقصد التعرّف عليهن ومساعدتهن على تجاوز معاناتهن خاصة وأنهن تعملن في قطاع هش وغير منظم "قمنا بهذه الدراسة خلال فصل الصيف واخذنا عينة من 116 امرأة بتونس الكبرى ووجدنا أن 56 ٪ منهن أميات تعملن من 7ـ 13 ساعة في اليوم و 25% منهن تعملن في عمل ثاني".

كما أن 37 امرأة التحقت بهذا العمل بسبب الانفصال عن الزوج أو المرض أو الوفاة، وكانت 37 امرأة عاملات منزليات وهناك من لديها أطفال ذوي إعاقة أو في السجن أو يزاولون تعليمهم كما توجد من تعاني من الإعاقة.

وأشارت إلى أن هؤلاء النساء تعملن دون تغطية اجتماعية ودون دفتر علاج، وقدمت شهادة لواحدة منهن ليس لها عائلة تعاني من مرض القلب وتعمل يومياً بهذا القطاع وإلى ساعة متأخرة من الليل، وتقطن لدى امرأة ولكن عندما تتأخر في جمع البلاستيك تنام على الأرض أمام أحد المنازل رغم قساوة البرد.

وخلصت القول إلى أنهم سوف يعملون ما في وسعهم لإيصال أصوات هؤلاء النساء "سوف نواصل الدراسة بالتركيز في مرحلة الثانية على النساء في مراكز التجميع وفي مرحلة ثالثة على العاملات في المصبات الكبرى".

ومن توصيات الدراسة في مجال الصحة والرعاية توفير دفاتر علاج مجاني وتيسير وصولهن إلى الخدمات الطبية، نظراً لطبيعة عملهن الشاقة وفي مجال القروض والدعم الاقتصادي لابد من إدراجهن ضمن برامج القروض الصغرى.

كما أوصت الدراسة بمطالبة الجهات المختصة بإصدار قوانين تنظم هذا النشاط وتضمن حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية مع رفع توصية لوزارة الشؤون الاجتماعية لإقرار نظام تغطية اجتماعية لفائدة العاملات في هذا القطاع.

 

من جانبها قالت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي "في ختام الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة والاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان أردنا تسليط الضوء على النساء البرباشة أو المجدّدات لأنهن تعانين من جميع أشكال العنف".

وأوضحت أن هذه الشريحة تعاني من العنف الاقتصادي خاصة استغلال الوسيط لمجهوداتهن وتعاني من العنف الأسري والعنف الجنسي في الشوارع والتنمر والنظرة الدونية واحتقار مهنتها وهي عرضة أيضا لعديد من الأمراض الجلدية والجرثومية التي تنتقل عبر النفايات والإبر التي تجمعها وأمراض الظهر والمفاصل.

وأشارت إلى أن الاتحاد اكتشف بعد إعداد الدراسة أن هذه الشريحة تقوم يومياً بعمل جبار ويساهمون في إدخال العملة الصعبة لتونس عبر الفرز وإعادة رسكلة (التدوير) وإعطاء حياة جديدة للبلاستيك أو غيره من المواد التي يتم فرزها كما تقمن بدور كبير في حماية المحيط والطبيعة خاصة في ظل تخلي بعض البلديات عن دورها.

وأكدت في ختام حديثها أنهم اليوم يحتفلون باليوم العالمي لحقوق الإنسان "أردنا القول أن هؤلاء النساء من حقهن الحياة الكريمة والتمتع بالعمل اللائق الذي يحفظ كرامتهن".