دراسة جديدة: من المتوقع أن يهاجر 96 مليون طفل بسبب فيضانات الأنهار

أظهر تحليل جديد لليونيسف أن فيضانات الأنهار وحدها من المتوقع أن تؤدي إلى تهجير قرابة 96 مليون طفل خلال الأعوام الثلاثين المقبلة.

مركز الأخبار ـ تسببت الكوارث الناجمة عن الاحترار المناخي في نزوح 43.1 مليون طفل في 44 دولة خلال ست سنوات، أي قرابة 20 ألف طفل يومياً، وتستعرض الدراسة التوقعات للسنوات الثلاثين المقبلة، والتي تشير إلى أنه من الممكن أن تؤدي فيضانات الأنهار لوحدها إلى تهجير قرابة 96 مليون طفل.

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، اليوم الجمعة 6 تشرين الأول/أكتوبر، دراسة جديدة أوضحت أن الكوارث الناجمة عن الطقس تسببت في تهجير ما لا يقل عن 43.1 مليون طفل في 44 دولة خلال 6 سنوات، أي قرابة 20 ألف طفل يومياً.

وتعد الدراسة التي جاءت تحت عنوان "الأطفال المهجرون في مناخ متغير"، أول دراسة عالمية تسلط الضوء على عدد الأطفال المهجرين من منازلهم في الفترة ما بين (2016 ـ 2021)، بسبب الفيضانات والعواصف والجفاف وحرائق الغابات.

وأشارت الدراسة إلى أن 95% من حالات النزوح المسجلة خلال الفترة التي ذكرناها سابقاً كانت ناتجة عن الفيضانات والعواصف، أي نزوح 40.9 مليون طفل، ويرجع ذلك جزئياً إلى تحسين قنوات الإبلاغ وتوسيع عمليات الإجلاء الوقائي، فيما تسببت موجات الجفاف في تهجير أكثر من 1.3 مليون طفل، بينما تسببت حرائق الغابات في تهجير 810 آلاف طفل، أكثر من ثلثهم نزح في عام 2020 وحده.

وبحسب الدراسة فإن كندا وإسرائيل والولايات المتحدة سجلت أكبر حالات هجرة، فيما تعد الصين والفلبين من بين الدول التي سجلت أعلى الأعداد من نزوح الأطفال بسبب تعرضهما لطقس مناخي قاسي، ووجود عدد كبير من الأطفال فيهما، والتقدم المحرز في قدرات الإنذار المبكر والإخلاء.

وعلى أساس نسبة الأطفال إلى مجموع السكان أظهرت اليونيسف في دراستها أن الأطفال الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة مثل دومينيكا وفانواتو، هم الأكثر تضرراً من العواصف، بينما الأطفال في الصومال وجنوب السودان هم الأكثر تضرراً من الفيضانات.

وأوضحت اليونيسف أنه يمكن أن تكون قرارات الانتقال مفاجئة وقسرية في مواجهة الكوارث أو نتيجة للإخلاء الوقائي، حيث يتم إنقاذ الأرواح، لافتةً إلى أن الأطفال يتعرضون لخطر التهجير بدرجة أكبر في البلدان التي ترزح تحت أزمات متداخلة، كالصراعات والنزاعات والفقر.

وأشارت الدراسة إلى أنه باستخدام نموذج مخاطر التهجير بسبب الكوارث، الذي أعده مركز رصد النزوح الداخلي، من الممكن التوقع أن تؤدي فيضانات الأنهار إلى تهجير قرابة 96 مليون طفل خلال السنوات الثلاثين المقبلة، مستنداً إلى بيانات المناخ الحالية، وأن تسفر الأعاصير والعواصف عن نزوح 10.3 مليون و7.2 مليون طفل على التوالي في الفترة نفسها، ومع تصاعد وتيرة الظواهر الجوية وتزايد قسوتها نتيجة لتغير المناخ، من الشبه مؤكد أن الأعداد الفعلية ستكون أعلى.

وحثت اليونيسف الدول لاتخاذ خطوات لحماية الأطفال والشباب المعرضين لخطر النزوح في المستقبل وتهيئتهم مع مجتمعاتهم، وحماية الأطفال والشباب من آثار الكوارث والنزوح التي يفاقمها تغير المناخ من خلال ضمان أن تكون الخدمات الحيوية للأطفال قادرة على معالجة الصدمات ومتنقلة وشاملة للجميع، بمن فيهم الأطفال الذين هُجروا من منازلهم فعلاً، بالإضافة إلى تهيئة الأطفال والشباب للعيش في عالم متغير المناخ من خلال تحسين قدرتهم على التكيف والصمود، وتمكين مشاركتهم في إيجاد حلول تشاركية.