'ضمان مستقبل سوريا يكمن في فكر المرأة'

أكدت الباحثة في دراسات النوع الاجتماعي بهار زماني، أن هجمات الدولة التركية على إقليم شمال وشرق سوريا هو انتهاك للقوانين الدولية، مبينة أن "المخرج الوحيد من الأزمة في سوريا هو الخطاب النسوي".

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ بعد سقوط النظام السوري واعتلاء المجاهدين المدعومين من تركيا، الحكومة المؤقتة في سوريا، أصبح مستقبل المرأة غير مستقر كما أن المرأة الكردية في إقليم شمال وشرق سوريا تتعرض لهجمات الدولة التركية ومرتزقتها وهو ما يثير المخاوف على مستقبلهن.

بهار زماني محللة سياسية وباحثة في دراسات النوع الاجتماعي، تحدثت عن الأوضاع الراهنة في سوريا قائلة "إن قضية سوريا مليئة بالتحديات والحل هو فكر المرأة. هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة في الحقيقة هي نفس المرتزقة التي استخدمتها الدولة التركية لشن هجمات على إقليم شمال وشرق سوريا خلال السنوات الماضية"، مشيرةً إلى أن القوى الديمقراطية وخاصة النساء كانوا من أهم المقاتلين ضد داعش.

 

"مؤشرات ضمان مستقبل المرأة ليست إيجابية"

وبينت أن الحوار القانوني في سوريا يقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية، وهو الحوار المتسلسل، الحوار السوري العربي، والحوار العلماني، لكن يجب الانتباه إلى أن هناك حوارات مختلفة في سوريا خاصة الحوار النسائي في إقليم شمال وشرق سوريا لأنه من المهم جداً أن يكون هناك العديد من الحوارات التي يجب مناقشتها.

وأوضحت أنه "إذا أردنا قياس ضمان مستقبل المرأة بمؤشرات فلا أراها إيجابية، لكن حلول الخروج وضمان مستقبل سوريا لا يزال في فكر المرأة، كما أن الخطاب العربي، المساواة، الأخوة التي اختفت في زمن حافظ الأسد لم يتمكنوا حتى الآن من إعادة بنائها بعد، ولا تزال هناك مسألة الاستقطاب في سوريا، العشائرية، وهناك غياب للاتفاقيات، وحتى اليوم تم الحفاظ على أمنها بفضل القوات العسكرية".

وقالت بهار زماني إن "الضوء الوحيد هو أننا نجري نفس المحادثة حول القضية الفلسطينية، نحن نتحدث عن حقوق الأطفال والسلام، وهو ما يديره الغرب بالفعل"، لافتةً إلى أن احتلال الدولة التركية لأراضي سوريا ما هو إلا "عدوان إقليمي على إقليم شمال وشرق سوريا"، وانتهاك للقوانين الدولية.

 

انتهاك حقوق

وأشارت إلى أن قائد قوات سوريا الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا مظلوم عبدي، حرص على إحلال السلام في المنطقة وهو ما أثار بالفعل مخاوف الرئيس التركي أردوغان "نعترف بأن أردوغان لم يأخذ أي من الاتفاقيات على محمل الجد خاصة المنطقة العازلة فوجوده في سوريا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، كما أنه ينتهك الحقوق المدنية للمواطنين بتلك المناطق".

وأضافت "فيما يتعلق بتشكيل حكومة متماسكة في سوريا، إذا تم تشكيلها فإن الأطروحة التي اتخذها أردوغان ستؤدي إلى انتهاك حقوق المواطنين، فلماذا يصر على تجهيز الجيش قبل كتابة الدستور ونزع سلاح القوات التي كانت تحفظ أمن المنطقة؟".

 

"أردوغان ليس الشخص المناسب لهذه المفاوضات"

وأكدت أنه في عهد الأسد لم يتم الاعتراف بحقوق الكرد في إقليم شمال وشرق سوريا كمواطنين، وهذه ليست مسألة يمكن تجاهلها على الإطلاق "أردوغان نفسه ليس الشخص المناسب لهذه المفاوضات، مما يعني أننا نعلم أن الاتفاقيات مع أردوغان لن تؤدي إلى الاعتراف بحقوق المواطنة وأخذ حقوق المرأة بعين الاعتبار، تلك النساء اللاتي تتمتعن بالقوة لدرجة أنهن قاتلن ضد داعش في غياب القوات العسكرية أو في المنافسة مع القوى العظمى، وبينما يبدو أن تحرير سوريا هذا يحافظ على الأمن في ظل قوتين أخرتان، إلا أنني أعتقد أن سوريا تواجه تحدياً كبيراً سواء على مستوى الحقوق المدنية أو العسكرية".

وقالت إن خروج بشار الأسد كان وسيلة أدت إلى فراغ في السلطة، فعندما يقوم زعيم حزب أو رئيس حكومة أو أي شخص لديه واجب حفظ الأمن بوضع البلاد في فراغ أمني فهذا هو القدر فعلاً "لا يمكننا تحسين المعادلة السورية بشكل كامل، ما لم يتم تحديد السلطة فقط بالمال والسلاح، فإن المجاهدين سيضطرون إلى فعل ما تريده تركيا".

وعن صمت المرأة الإيرانية تجاه ما يحدث في سوريا، لفتت إلى أنه عندما يتم طرح شعار Jin Jiyan Azadî فالمشكلة ليست فقط النساء من مكان معين، إنها مسألة إعادة تعريف الفاعلية السياسية "لسنا في نفس البرلمانات التي تجمعنا علاقات أعلى وأدنى، ونطبّع التمييز، ونطبّع قتل النساء والأطفال باسم الردع وباسم الحرب، لهذا السبب نرى النساء صامتات في المعارضة أو في موقف إيران".

وفي ختام حديثها أكدت بهار زماني أن قضية المرأة في كل مكان هي قضية كل النساء ويجب أن تؤخذ على محمل الجد كما هو الحال في فلسطين، يجب على جميع الناشطات أن تكشفن ما يجري في سوريا وإقليم شمال وشرق سوريا للمجتمع المدني، الخطاب الوحيد الذي يمكن أن يضمن السلام هو فكرة الدفاع عن حقوق المرأة وإعادة تعريف القضية السياسية والسلوك السياسي.