دعم عالمي للاحتجاجات في إيران وفرض عقوبات على شرطة الأخلاق

لا زالت الاحتجاجات تجوب مدن إيران وشرق كردستان تنديداً بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني وانتهاك حقوق النساء في البلاد، وفرض الحجاب الإلزامي عليهن.

مركز الأخبار ـ نددت المنظمات غير الحكومية الدولية بالقمع "الوحشي" للتظاهرات في إيران والتي اندلعت عقب إعلان وفاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في البلاد، بسبب الحجاب الإجباري.

لليوم السادس على التوالي تجددت الاحتجاجات في كبرى المدن الإيرانية أمس الخميس 22 أيلول/سبتمبر، غداة ليلة صاخبة عاشتها أكثر من 100 مدينة إيرانية، وسط هتافات غاضبة، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها.

وعم الغضب في أنحاء البلاد احتجاجاً على قضايا من بينها تقييد الحريات الشخصية بما يشمل فرض قيود صارمة على ملابس النساء، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.

واندلعت اشتباكات ليلية مصحوبة بإطلاق نار في شوارع "سنه" بشرق كردستان، كما هاجم المحتجون مقراً للشرطة في مدينة أشنوية، وامتدت التظاهرات إلى تبريز والأهواز، وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية إطلاق نار على المحتجين، وإصابة أحدهم في الأهواز.

ونُشرت صور من طهران تظهر تجمع مجموعة من النساء في شارع وصال شيرازي، وهن تشعلن النار بأوشحتهن أمام صورة للمرشد علي خامنئي.

 

خنق حرية التعبير

منذ بدء التظاهرات تباطأت الاتصالات وحجبت السلطات الإيرانية بعد ذلك الوصول إلى تطبيقي التواصل الاجتماعي إنستغرام وواتساب، أمس الخميس 22 أيلول/سبتمبر، بعد ستة أيام من الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني.

وكان انستغرام وواتساب التطبيقين الأكثر استخداماً في إيران منذ حجب منصات مثل اليوتيوب والفيسبوك وتلغرام وتويتر وتيك توك في السنوات الماضية، بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الانترنت يخضع لقيود من قبل السلطات.

وقال خبراء حقوق الانسان لدى الأمم المتحدة أن هذا الحجب "يأتي عموماً ضمن جهود تهدف إلى خنق حرية التعبير والحد من التظاهرات".

وبحسب ما تداوله وسائل الإعلام فقد خلال تلك الاحتجاجات حوالي 17 شخصاً حياته على الأقل، لكن الحصيلة قد تكون أعلى إذ أعلنت منظمة "ايران هيومن رايتس" غير الحكومية المعارضة في أوسلو، أن حوالي 31 شخصاً قتلوا في التظاهرات.

 

تنديد دولي وفرض عقوبات على شرطة الأخلاق

وقد أعلنت واشنطن الخميس فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الأخلاق الإيرانية والعديد من المسؤولين الأمنيين لممارستهم "العنف بحق المتظاهرين" وكذلك على خلفية مقتل مهسا أميني.

وأعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في بيان، أن هذه العقوبات تستهدف "شرطة الأخلاق الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المسؤولين عن هذا القمع".

وأيد مسؤولو دول العالم وشخصيات مختلفة الاحتجاجات في إيران مطالبين السلطات بوقف قمعها العنيف للمواطنين، وقد دعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى إنهاء حملة الانتهاكات العنيفة والممنهجة بحق النساء والفتيات.

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اعتزام بلادها إحالة واقعة مهسا أميني إلى مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، محذرةً من أنه "إذا لم تكن النساء آمنات، فإنه لن يكون هناك مجتمع آمن في هذا العالم، ولهذا السبب؛ فإن الهجوم الوحشي على النساء الشجاعات في إيران هو هجوم على الإنسانية".

 

أكثر من 100 فنان وكاتب إيراني يدعمون الاحتجاجات

ودعا أكثر من 100 فنان وكاتب وشاعر وصحافي إيراني في الخارج، خلال بيان يدعم احتجاجات الشعب الإيراني عقب مقتل مهسا أميني، المجتمع الدولي إلى إنهاء استرضاء النظام غير الشرعي والرجعي الإيراني.

وجاء في البيان "في هذه الجريمة، سلك النظام الإيراني طريق الكذب والإنكار كما فعل في قتل المتظاهرين خلال الأعوام 1999، 2009، 2018، 2019، وكذلك إطلاق النار على الطائرة الأوكرانية، ولولا دعم الأسرة وشرف أطباء مهسا، لكانت قد انضمت إلى العديد من النساء اللواتي أصبحن ضحايا العنف الممنهج للنظام الإيراني، واللواتي لا تزال أسماؤهن ورواياتهن مسكوت عنها".

وطالب كل من إيرج جنتي عطايي، وشيرين نشاط، ورضا دقتي، وداريوش آشوري، وشهيار قنبري، ومانا نيستاني، وغيرهم، خلال البيان، بمحاكمة الآمرين والمرتكبين لهذه "الجريمة" التي تشمل كافة السلطات.

وبينما وصلت الاحتجاجات في إيران وشرق كردستان إلى ذروتها، يحرم السجناء في سجن إيفين من الاتصال الهاتفي مع عائلاتهم وأقاربهم ولم يعد بإمكانهم التواصل مع العالم خارج السجن، وفي ظل ذلك يخشى أهالي الأسرى من تعرض المعتقلين للمضايقة في السجن.

والجدير ذكره أن النساء تجبرن في إيران على تغطية شعرهن وتمنعهن شرطة الأخلاق من ارتداء المعاطف التي تصل إلى مستوى الركبة والسراويل الضيقة والجينزات المثقوبة والملابس ذات الألوان الزاهية.