ذكرى جمعة زاهدان الدموية... كُلرخ إيرائي توجه رسالة من السجن

نشرت كُلرخ إيرائي ناشطة مدنية وسجينة سياسية معتقلة في سجن إيفين، رسالة بمناسبة الذكرى الثانية لجمعة زاهدان الدامية، كتبت فيها "لم يكن لديه سوى القتل والنهب والاستغلال والعبودية من الجغرافيا من الحدود التي عبرها".

مركز الأخبار ـ نشرت الناشطة المدنية والسجينة السياسية كُلرخ إيرائي، اليوم الثلاثاء الأول من تشرين الأول/أكتوبر، رسالة بمناسبة الذكرى الثانية لجمعة زاهدان الدامية.

جاء في نص الرسالة التي نشرتها الناشطة كُلرخ إيرائي المعتقلة في سجن إيفين في العاصمة الإيرانية طهران "في عام 2022، بعد أيام قليلة من مقتل جينا أميني، أثار نشر خبر قيام قائد في الحرس الثوري الإيراني باغتصاب فتاة مراهقة في بلوشستان غضباً شعبياً. ودعا بعض المسؤولين الحكوميين في محافظة سيستان ـ بلوشستان، يليهم عدد من الشخصيات الدينية، الناس إلى ضبط النفس وطلبوا منهم عدم الانخداع بـ "الشائعات"".

وبينت أنه "صدر هذا الإعلان بينما كانت عائلة الفتاة التي تعرضت للاغتصاب تتعرض للتهديد، وأجبرت على التزام الصمت تحت ضغط قوات الأمن. وبحسب الناشطين البلوش، فإن سكان المدينة أغلقوا المدينة احتجاجاً على ما حدث. أصبح هذا الغضب والاحتجاج العام معروفاً باسم "حركة ماهو" بعد فترة وجيزة وأصبح جزءاً من انتفاضة الشعب على مستوى البلاد واستمر لعدة أشهر".

ولفتت إلى أن "الاحتجاج، الذي استهدف القمع المنهجي، تم تأطيره على أنه "انتهاك للشرف البلوشي" مع قمع القوات العسكرية وما يوازيه من قبل الزعماء الدينيين وبالطبع بمرافقة ما يسمى بالتيارات العلمانية. وبهذه الطريقة، تم تحييد المحتوى المتمرد للحركة الاحتجاجية لشعب بلوشستان وبقي الدور الهام للمتظاهرين البلوش، وخاصة المتظاهرات والقياديات في الإقليم، مخفياً".

وأكدت أنه كان إحجام الأسرة عن الكشف عن المأساة يتجاوز تهديدات الحكومة "الخوف من العار الذي تسبب في إخفاء أبعاد ما حدث عن الرأي العام، يظهر البنية التقليدية والقمعية للعشائر ورجال الدين. العشائر التي تشكل الإطار ونمط الحياة وحتى العلاقات الخاصة في العائلات. المولويون الذين وجدوا السلطة السياسية في فراغ القوة الثورية والتقدمية في بلوشستان لم يتم قبولهم في النسيج التقليدي والديني للمجتمع فحسب، بل تم الاعتراف بهم أيضاً من قبل بعض المثقفين والشخصيات المتعلمة في منصب القيادة ووجدوا إمكانية أنه في عاصفة الأحداث ومع وقوع مآسي مثل "جمعة زاهدان الدامية" وما تلاها، ما حدث في مناطق أخرى من المحافظة وأدى إلى إعدام وسجن وإطلاق نار مباشر على العشرات من معارضي النظام وفي الشوارع، تم قطع طريق الاستياء من خلال الدعوة إلى ضبط النفس وإزالة الأجواء الثورية".

وأضافت أنه "أدت هذه العملية إلى تكثيف القمع ضد شعب بلوشستان. خلال انتفاضة عام 2022، كان ستون بالمئة من الجلادين وشهداء الانتفاضة من بلوشستان. جريمة ممنهجة مستمرة في بلوشستان حتى اليوم بأرقام مروعة وتقتل عدداً كبيراً من الأشخاص كل يوم، بالإضافة إلى الإحصائيات المقدمة؛ من إطلاق النار على الشباب البلوش في الشارع من قبل مجهولين، وفقدان أو اختفاء المعارضين البلوش، ومقتل رجال الإطفاء والقتلى والجرحى أو اعتقال الأشخاص في الاشتباكات الحدودية التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها للعامة".

وترى أنه تم استهداف بلوشستان بشكل كبير من قبل السلطات الإيرانية "بلوشستان التي تعرضت لبذخ الإمبريالية، والتي لم يكن وجودها في المنطقة سوى تفاقم التخلف والركود للشعب البلوشي. الأشخاص الذين نظروا دائماً إلى الحياة من الأعماق وشكل الفقر والحرمان نسيج كيانهم ولم يستفيدوا من ميزانية البلاد، ولسنوات طويلة بسبب التوسع السري أحياناً للحرس الثوري وإنشاء شركات تجارية سرية والأحواض العسكرية، اضطر الكثير منهم إلى الهجرة إلى حد ما، مما أدى إلى تغيرات جذرية في التركيبة السكانية في سواحل المحافظة".

وانتقدت غياب التنظيم لمواجهة التحديات "في غياب تيار ثوري تقدمي، يتجه معارضو النظام نحو القوى الأصولية الدينية التي تسعى إلى تحقيق أهداف رجعية وانتهازية. إن الشعب البلوشي، وهو القسم الأكثر اضطهاداً وأضعف في المجتمع، يعاني دائماً من الأساليب الفاشية للحكومة. ولمزيد من السيطرة استغلوا حتى الفقر والحرمان المفروض على الناس، ومن خلال توظيف المرتزقة، أطلقوا مجموعات مسلحة لخلق حالة من انعدام الأمن في المحافظة بالاغتيالات والسرقة والمضايقات بشكل ممنهج. أدى انعدام الأمن الذي خلقه إلى سيطرة الشرطة على المنطقة، ونتيجة لذلك، وجدت القوات العسكرية والأمنية المزيد من الفرص والمبررات لتدمير الأحياء الفقيرة حول المدن والقضاء على المعارضين بسهولة أكبر. وفي السعي لتحقيق هذا النظام والأمن يكون من الأسهل إطلاق النار على المتمردين وأي حركة لا تتفق بشكل كامل مع النظام بنية قتلهم".

واختتمت رسالتها بالتأكيد على أن "التحرر لا يمكن إلا بثورة في التفكير وإيجاد طريقة لفتح الأبواب أمام تغييرات اجتماعية جوهرية لصالح المظلومين، والتي لا تتناسب مع إطار مخططات وأفق وأصل الظالمين وإرادتهم ليس لديها أي توافق أو قواسم مشتركة مع العناصر المساومة".