بيروت... ناشطات وتنظيمات وجمعيات نسوية تندد باضطهاد المرأة في إيران

نددت مجموعة من الناشطين/ات خلال اعتصام نظم في لبنان بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى لمقتل جينا أميني على يد شرطة الإرشاد التابعة للسلطات الإيرانية، بالتعدي على الحقوق والحريات خاصة تلك المتعلقة بالنساء.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ أحيت عدة منظمات وجمعيات نسوية وناشطات في لبنان، الذكرى السنوية الأولى لمقتل جينا أميني وانطلاق الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان، التي خلفت آلاف الضحايا واعتقل على إثرها المئات من المدنيين والصحفيين/ات والناشطين/ات.

أقامت مجموعات "أنقذ لبنان"، "المجلس العالمي لثورة الأرز"، مجموعة "نون النسائية" بالتنسيق مع ناشطين مستقلين ومعارضين، اعتصاماً أمس السبت 16 أيلول/سبتمبر في العاصمة اللبنانية بيروت، بمناسبة مضي عام على مقتل جينا أميني وانطلاق الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان.

وطالب المشاركون/ات في الاعتصام بمنح النساء والفتيات والناشطين/ات والصحافيين/ات والمحاميين/ات حقوقهم، والحد من ممارسة الظلم والاستبداد والقتل والإعدام، ورفعوا لافتات تندد بالقمع الممارس من قبل السلطات الإيرانية.

وعلى هامش الاعتصام قالت مديرة "المجلس العالمي لثورة الأرز" وعضوة تجمع "نساء مقاومات" المحامية رجينا قنطرة أن السلطات الإيرانية تسعى من خلال ممارساتها الممنهجة إلى تهميش النساء والقضاء عليهن، فهو يرى أن دور المرأة يقتصر على خدمة الرجال والأسرة والمنزل فقط، مشيرةً إلى أن الذهنية الذكورية التي تسيطر على المجتمعات تحد من دور النساء.

وأكدت على تضامنهن مع جميع النساء المضطهدات سواء في لبنان أو إيران أو العراق أو اليمن أو سوريا، وتساءلت "لماذا لا يزال المجتمع الدولي يلتزم الصمت حيال ما يتعرض له أهالي إيران، لماذا ما يزال هذا النظام قائما؟ لماذا لم تتحقق العدالة بعد؟".

وأضافت "على العالم أجمع الوقوف في وجه السلطات الإيرانية المعادية للنساء، وفرض على المجتمع قيوداً سلبت من خلالها الحقوق والحريات".

 

 

من جانبها قالت عضوة "المجلس العالمي لثورة الأرز" الناشطة باسكال نهرا "من خلال هذا الاعتصام الذي نظم في العاصمة بيروت، نعرب عن تضامننا مع النساء في إيران اللواتي تتعرضن للقمع والاضطهاد".

وأوضحت أنه لا يمكن تجاوز قرار الأمم المتحدة 1325 المتعلق بالمرأة والأمن والسلام، ويجب إشراك النساء في كافة القرارات المتعلقة بإدارة البلاد، مشيرةً إلى أنه على النساء الاستمرار في النضال حتى الحصول على رحيتهن وحقوقهن وإلغاء إلزامية ارتداء الحجاب، الذي يعد ارتداءه من عدمه حرية شخصية.

ونددت بتدخل السلطات الإيرانية بالشأن اللبناني من خلال "حزب الله"، وقمع الحريات في لبنان، من خلال اغتيال الناشطين/ات والصحفيين/ات.

 

 

بدورها قالت الناشطة زينة يوسف "كفى لقمع واضطهاد النساء"، مشددةً على ضرورة لعب النساء دورهن في المجتمع، مطالبة بإلغاء القيود المفروضة على النساء في إيران، خاصة تلك المتعلقة بأجسادهن كقضية ارتداء الحجاب إلزاماً.

 

 

وأكدت الناشطة نوال المعوشي وهي عضوة مجموعة "نون النسوية"، على أن الحرية هي أساس المجتمع الديمقراطي، مؤكدةً على استمرارهم في الدفاع عن حقوق الإنسان.

وحول الانتفاضة الشعبية التي قادتها النساء في إيران وشرق كردستان تقول "لا يجب أن ننسى أن هذه الانتفاضة استمرت لأشهر في مواجهة حكم إجرامي مارس أشد أشكال القمع للبقاء في السلطة، لقد استطاعت هذه الانتفاضة الحصول على الدعم العالمي، وأظهرت شجاعة المرأة، ومدى قدرتها على النضال من أجل حقوقها".

فيما نظمت رابطة نوروز الثقافية في ذكرى تأسيسها التاسعة احتفالاً بمشاركة مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام ومؤتمر ستار، في العاصمة اللبنانية بيروت.

وقالت نائبة رئيس رابطة نوروز حنان عثمان خلال الفعالية أن الانتفاضة الشعبية التي انطلقت على إثر مقتل جينا أميني، أحدث تحولاً جذرياً في واقع النساء، لتصبحن المحرك الرئيسي لعملية التغيير.

 

 

وعلى هامش الفعالية جددت عضوة مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي ميادة أوريا عرابو العهد بالسير على طريق المناضلات من أجل الحرية، ضد العبودية والذهنية الذكورية التي تشل المجتمع، منددة باضطهاد السلطات القوميات المختلفة في إيران وشرق كردستان.

واستنكرت فرض ارتداء الحجاب على النساء ومحاسبتهن على عدم الالتزام به، مشيرةً إلى أن ذلك يعد اعتداءً على الحريات الشخصية، وهو ما يتنافى مع القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة.

 

 

من جانبها اعتبرت الناشطة الكردية ديلان حسن أن الاعتداء على الشابة الكردية جينا أميني بالضرب ما أدى إلى فقدانها حياتها، لا يعد اعتداء على المرأة الكردية وانتهاك لحقوقها فحسب فهو يمس جميع نساء العالم "أشعر بالأسى عندما أرى فتيات في مقتبل العمر تتعرضن للظلم والاضطهاد بسبب أفكارهن وانتمائهن ومعتقداتهن وقومياتهن ولباسهن".