من أمام بلدية سرت: لسنا خائفات وسنحمي إرادتنا
قالت النساء المحتجات على تعيين أمين عام لبلدية سيرت "لا ينبغي لأحد أن يجلس في هذا المقعد الذي لم ننتخبه"، مؤكدات على أنهن ستدافعن عن إدارتهن.
مدينة مامد أوغلو
سرت ـ حكمت المحكمة الجنائية العليا الخامسة في ديار بكر (آمد) على رئيسة بلدية سرت صوفيا ألاغاش، التي قُدِّمَت لها دعوى قضائية بتهمة "الانتماء إلى منظمة إرهابية" أثناء عملها كصحفية، بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر، في أعقاب الحكم الصادر بحقها، قامت وزارة الداخلية بتعيين وصي على البلدية.
بعد تعيين وصي لبلدية سيرت، تم تعيين أوصياء لإجمالي 10 بلديات في 10 أشهر، 8 منها كانت تحت إدارة حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية (DEM) و2 منها كانت تحت إدارة حزب العدالة والتنمية.
رغم انتخاب عبد الله زيدان لعضوية بلدية وان الكبرى في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار/مارس الماضي، كانت هناك محاولة لمنح شهادته للمرشح الثاني عن حزب العدالة والتنمية عبد الله أرفاس، وذلك لأن المحكمة العليا ألغت قرار "إعادة الحقوق المحرمة" الممنوحة لعبد الله زيدان، وهذا القرار قوبل بمقاومة شعبية في وان، وتراجعت حكومة حزب العدالة والتنمية عنه.
تم انتخاب وصي عام للبلدية وفقاً لنموذج "إجماع الحضري"
وفي وقت لاحق، في 3 حزيران/يونيو الماضي تم تعيين وصي على بلدية جوليمرك، وتم القبض على رئيس البلدية المشارك صديق أكيش ورئيس بلدية إسنيورت من حزب الشعب الجمهوري أحمد أوزر، الذي انتخب وفق نموذج "الإجماع الحضري"، تم اعتقاله في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024، بتهمة "الانتماء إلى منظمة إرهابية"، تم تعيين جان أكسوي نائباً لوالي إسطنبول بدلاً من أحمد أوزر.
تعيين أوصياء لثلاث بلديات في نفس الوقت
في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تم تعيين أوصياء لبلدية متروبوليتان ميردين، وبلديتي إيليه ورها، التابعتين لحزب الديمقراطية الاجتماعية.
في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، تم تعيين أوصياء لبلدية ديرسم التابعة لحزب الديمقراطية الاجتماعية وبلدية بولور (أوفاجيك) التابعة لحزب الشعب الجمهوري، وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر، تم إقالة رئيس بلدية وان التابع لحزب DEM، أيواز هازير، من منصبه وتم تعيين وصي في مكانه.
كما تم اعتقال رئيسيّ بلدية مرسين من الحزب الديمقراطي المسيحي نورية أرسلان وهوشيار سارييلديز في 10 كانون الثاني/يناير، وتم تعيين وصي لبلدية سرت بعد 4 أيام، بالإضافة لتعيين آخر وصي لبلدية سيرت في 29 كانون الثاني/يناير الجاري.
ومن خلال سياسة الوصاية التي تحولت إلى سياسة، تم اغتصاب إرادة الشعب في أكثر من 100 مقاطعة ومنطقة وبلدة منذ عام 2016.
أول إجراء للموصي
كشف أول تحرك لمحافظ مدينة سرت كمال كيزيلكايا، الذي تم تعيينه وصياً، أن قرار الوصي كان متخذاً مسبقاً. وقام القائم بالمهمة الذي جاء إلى البلدية أولاً بتعليق العلم التركي في مبنى البلدية وصورة رجب طيب أردوغان في غرفته، من ناحية أخرى، في الصورة التي نشرها كمال كيزيلكايا في المكتب الرئاسي، ظهر أنه قام بإعداد "بطاقة الاسم" الخاصة به مسبقاً.
خدمات بلدية سرت
وكان رؤساء البلديات المشاركون في بلدية سرت، الذين تم استبدالهم بأوصياء، يعملون في الميدان منذ حوالي 10 أشهر، حيث نفذت البلدية، التي قدمت العديد من الخدمات في المدينة خلال 10 أشهر، مشروع جينكارت للنساء ومطعم المدينة والمرافق الاجتماعية، وكانت البلدية تقدم خدماتها بثلاث لغات.
من هي صوفيا ألاغاش؟
تم انتخاب رئيسة بلدية سيرت المشتركة صوفيا ألاغاش، التي تم استبدالها بوصي، بحصولها على 49.64% من الأصوات في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار/مارس الماضي، و صوفيا ألاغاش، التي بدأت مسيرتها المهنية كمراسلة في صحيفة أوزغور باسين في عام 2008، عملت كصحفية لمدة 17 عاماً.
اعتقلت بشكل تعسفي لمدة عام
تم اعتقال صوفية ألاغاش، مالكة المنحة ومديرة الأخبار في JINNEWS، مع 15 صحفي وصحفية آخر خلال مداهمات منزلية في آمد في 8 حزيران/يونيو 2022، وتم القبض عليها في 16 حزيران/يونيو 2022. ليتم إطلاق سراحها مع حظر السفر إلى الخارج وإجراءات الرقابة القضائية في الجلسة الأولى التي عقدت في 15 حزيران/يونيو 2023.
تم فصل ملف صوفيا ألاغاش عن ملفات الصحفيين الآخرين، وفي جلسة عقدت بالمحكمة الجنائية العليا الخامسة في ديار بكر يوم 28 كانون الثاني/يناير، حُكم على صوفيا ألاغاش بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر بسبب أنشطتها الصحفية.
وبدأت الاحتجاجات بعد تعيين وصي على البلدية، مستشهدين بالعقوبة التي صدرت بحق صوفيا ألاغاش كمبرر، وتجمعت النساء أمام مبنى البلدية ضد الوصي وأكدن أن سياسة الوصي الممنهجة لن تؤدي إلى نتائج.
وذكرت رازيا إكينجي، إحدى النساء اللواتي تنتظرن أمام مبنى البلدية منذ يومين، أنه تم تعيين الأوصياء في البلدية في عامي 2016 و2019 "لقد جاؤوا لاغتصاب إرادتنا للمرة الثالثة، نحن لسنا خائفين، وسوف نحمي إدارتنا مهما كانت النتيجة".
"لا يجوز لشخص لم ننتخبه أن يجلس على هذا المقعد"
من جانبها قالت عفيفة إرديم "لا نقبل أو نعترف بالأوصياء، لم نختارهم، ولن نتنازل عن إرادتنا مهما كان الأمر، لا يجوز لشخص لم ننتخبه أن يجلس على هذا المقعد".
بدورها لفتت عتيقة أردوغان إلى المخالفات التي شهدتها العملية الانتخابية، وقالت إنه على الرغم من كل التزوير فإن إرادة الشعب انتصرت "لا نريد هذا الوصي، عليه أن يترك هذا المقعد ويرحل، ليس لديهم عمل هنا، لو أردناهم لاخترناهم، ولكن إرادتنا وقرارنا واضحان".
وأضافت "لا يوجد عدالة ولا قانون يجب على العالم أجمع الآن أن يقول كفى لهذا الظلم والفوضى ويرفع صوته، صوتنا لأنفسنا. لقد كانوا يخدموننا، وكان الرؤساء المشتركون إلى جانب الشعب، الآن سوف يخدم الوصي مؤيديه فقط، إنهم يأتون فقط للسرقة، نحن أيضاً لا نصدق هذه المحادثات للسلام، إنهم يريدون فقط خداعنا بهذه التصريحات، لن يكون هناك سلام من خلال الوصاية أو السرقة".
"لا يمكنهم إرغام الكرد على الركوع"
كما ذكّرت زري إينان بأن كل وصي جديد يترك ديناً للبلدية، لافتةً إلى أن الأعضاء المنتخبين في حزب الديمقراطية سددوا الديون من أجل تقديم خدمة أفضل للشعب "بعد سداد هذا الدين، عندما كانوا جائعين، جاءوا وعينوا أوصياء على البلدية مرة أخرى".
وتابعت "يقولون للعالم: نريد السلام، ولكن بعد قول ذلك يذهبون ويذبحون الأطفال في إقليم شمال وشرق سوريا إنهم لا يفعلون شيئاً سوى تدمير هذه الأراضي، محادثات السلام مجرد أكاذيب، الشعب الكردي سيقاوم حتى آخر قطرة من دمه، إنهم لن يتمكنوا أبداً من إرغامه على الركوع".
"لن يتمكنوا من الفوز بالانتخابات مرة أخرى"
بدورها أشارت عائشة تاشجي إلى سياسات الأوصياء "إنهم يأتون إلى البلدية فقط لتناول الطعام والشراب"، موضحةً أن الوصي الذي بقي في السلطة لمدة 8 سنوات لم يترك للشعب سوى الديون "نحن لا نقبل هذا الوصي، إنه مجرد انعدام للقانون والظلم، ولا يوجد شيء اسمه عدالة في هذا البلد على أي حال".