"بتقدري" تحتفي باليوم العالمي للسلام بفعالية نسوية شاملة

احتفاءً باليوم العالمي للسلام، نظمت مؤسسة "بتقدري" المجتمعية فعالية نسوية سلطت الضوء على دور المرأة في تعزيز السلام ومواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتخللت الفعالية أنشطة توعوية وترفيهية وجلسات دعم نفسي بمشاركة نسوية واسعة.

ميساء القاضي

السودان ـ أكدت المشاركات في فعالية مؤسسة "بتقدري" المجتمعية على أهمية السلام كركيزة أساسية للحياة، وعلى تعزيز دور النساء في نشر ثقافة السلام ومواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي "غياب السلام ينعكس سلباً على الاستقرار النفسي والأسري، ويؤثر على الأطفال والمجتمع بأكمله".

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسلام، نظمت مؤسسة "بتقدري" المجتمعية أمس الأحد 21 أيلول/سبتمبر فعالية ركزت على أهمية السلام والعدالة الاجتماعية من منظور نسوي، وتهدف إلى تعزيز دور النساء في تحقيق السلام، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجههن في هذا السياق، وضم برنامج الفعالية عرض فيلم يناقش قضية العنف ودار نقاش حول الفيلم من المشاركات حول ما استفادوه من الفيلم والرسائل المرسلة عبره بالإضافة إلى جلسة دعم نفسي ناقشت مفهوم العنف وأشكاله وكيفية التعامل معه.

كما ضم البرنامج فقرات ترفيهية منها فقرة (غناء الدلوكة) وهي نوع من الغناء الشعبي والجلسات الجماعية للتعارف بين الحضور وخلق مجتمع داعم للسلام بالإضافة إلى بازار داعم للنساء، شاركت فيه رائدات الأعمال في المنطقة وخرجت الفعالية بعدد من التوصيات، أهمها تعزيز دور النساء في صنع القرار، ودعم مبادرات السلام المحلية.

وأكدت عائشة الوليد وهي ضابطة الحماية في مؤسسة "بتقدري" المجتمعية، على أهمية الفعالية التي نظمتها المؤسسة للتوعية بأسباب العنف القائم على النوع الاجتماعي وآثاره، ولتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في مواجهته ونشر ثقافة السلام قالت "نعمل على مكافحة العنف بكل أشكاله خاصة المبني على النوع الاجتماعي، لأنه من الضروري أن نكون جزءاً فاعلاً في هذا اليوم لنُوصل رسالتنا بوضوح، فالتوعية تشكل حجر الأساس إذ أن فهم الأسباب التي قد تدفع البعض إلى ممارسة العنف، مثل تراكمات الطفولة أو الضغوطات النفسية، يساعدنا في التعامل معه ومعالجته بشكل أفضل".

ولفتت إلى أن التعرف على ماهية العنف، وأشكاله، وأسبابه، وانعكاساته النفسية والاجتماعية، أمر بالغ الأهمية، ولهذا كان هدف الفعالية توعية السيدات الحاضرات "نحن نؤمن بأن التغيير يبدأ من النساء أنفسهن، لذلك يجب أن نرفع صوتنا ونبادر بالتغير لنضمن حياة أفضل للأجيال القادمة لأن المرأة هي أساس المجتمع، ولديها القدرة على نشر السلام ونبذ العنف في كل مكان تتواجد فيه"، مؤكدةً أنه حين تدرك المرأة حقوقها وتعي ما هو العنف تصبح قادرة على مواجهته ونشر السلام لتغذو الحياة أجمل وأكثر أماناً للجميع".

ووجهت عائشة الوليد رسالة إلى جميع النساء، دعت فيها إلى التكاتف والعمل المشترك من أجل بناء عالم يسوده السلام ويخلو من العنف "لنعمل سوياً من أجل عالم يسوده السلام، نحن الأمهات والجارات والحبيبات والصديقات نملك القدرة على التغير بكلمة طيبة وبامتداد أيدينا للسلام، وبوقوفنا إلى جانب بناتنا وأبنائنا وجيراننا، مدافعات عن الحقوق ورافضات للظلم، نحن قادرات على صنع الفرق، نحن القوة".

 

 

"السلام بر الأمان"

وشهدت الفعالية حضوراً واسعاً من النساء من مختلف الأعمار وكان من بينهن ريم عبده بلال وهي طالبة جامعية، شاركت برؤيتها الشخصية لمعنى السلام قائلة "السلام بالنسبة لي هو بر الأمان، أن أكون في حالة تصالح وسلام داخلي، فهذا شعور جميل، وأن أتمكن من نشر هذا السلام في محيطي فهذا أمر رائع، وغياب السلام عن العالم أمر مؤلم، خاصة لنا كنساء، لأننا حين نتعرض لأشكال متعددة من العنف يترك ذلك أثراً عميقاً علينا، وإن لم نتمكن من بناء السلام داخل أسرنا، فإن العنف سيحل محله بلا شك، وسنكون أول من يتأذى منه".

وعبرت عن إعجابها الكبير ببرنامج الفعالية، مشيدة بالأجواء الإيجابية والأنشطة الترفيهية التي أضفت روحاً من الفرح والتواصل بين المشاركات، وقالت "كان اليوم جميلاً الفعاليات الترفيهية مثل قعدة القهوة وغناء الدلوكة كانت رائعة أتمنى أن تقام مثل هذه الفعاليات بشكل دوري لأننا كنساء نحتاج إلى مثل هذه المساحات التي تمنحنا السعادة وتخفف من الضغوط التي نعيشها".

 

 

"لا حيادة دون السلام"

أما عزيزة بابكر وهي إحدى المشاركات في الفعالية، أوضحت أن السلام يعني الأمان، الإحساس بالوطن، البيت، الأسرة، الأطفال، كل ما يحتوي الإنسان سواء كان بيت أو بلد أو أسرة أيا كان هذا، السلام يعني بلا مشاكل بلا نزاعات وبلا حروب، لأن السلام ليس مجرد خيار بل ضرورة لا تقوم الحياة بدونها، مشددةً على أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيقه "لا بد أن نعمل المستحيل حتى يعم السلام، فبدون السلام ليست هنالك حياة".

وعن الأثر العميق لغياب السلام على النساء بشكل خاص، أوضحت أن انعدامه ينعكس سلباً على الاستقرار النفسي والاجتماعي داخل الأسر والمجتمعات "غياب السلام يعطلنا ويؤخرنا ويجعلنا غير مستقرين نفسياً ويزعزع أسرنا كما يؤثر على أطفالنا في مشاعرهم وفي مراحلهم التعليمية، لأن الإنسان بدون سلام لا يكون مستقراً، فالسلام هو الذي يمنح الإنسان التوازن النفسي، والمادي، والأسري، والعاطفي".

واختتمت الفعالية بالتأكيد على ضرورة زيادة الوعي بأهمية السلام والعدالة الاجتماعية وتعزيز دور النساء في تحقيق السلام بالإضافة إلى بناء شراكات جديدة بين المنظمات النسوية والمجتمع المحلي من أجل تعزيز مفهوم السلام ونشره على أوسع نطاق.