برنامج الأغذية العالمي يحذر من أزمة تمويل تهدد ملايين الأرواح

في ظل أزمة تمويل غير مسبوقة تهدد 6 من أبرز عملياته الإنسانية حول العالم، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن الملايين من البشر مهددون بفقدان المساعدات الغذائية المنقذة للحياة في العديد من الدول من بينها السودان وهاييتي.

مركز الأخبار ـ يعرض نقص التمويل الإنساني السكان في عدد من الدول التي تشهد نزاعات وحروب لخطر المجاعة وسوء التغذية الحاد، كما أنها تضعف قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة مما ينذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق في مناطق النزاع والفقر.

في يوم الأحد التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر، أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير جديد له نداءً عاجلاً حذر فيه من أزمة تمويل غير مسبوقة تهدد سته من أبرز عملياته الإنسانية المنتشرة في أنحاء مختلفة من العالم.

وتنذر الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم بحرمان ملايين البشر من المساعدات الغذائية التي تمثل شريان حياة لهم في ظل الظروف القاسية الذي يعيشونها.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين، إن الفجون بين ما يحتاجه البرنامج وما يستطيع تنفيذه لم تكن أوسع مما هي عليه اليوم، محذّرةً من أن العالم قد يخسر عقوداً من التقدم في مكافحة الجوع.

وفي ظل الأزمة المتفاقمة، حذر التقرير من استمرار تراجع التمويل الإنساني والذي سيؤدي إلى خسارة ملايين الأرواح، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لتفادي وقوع كارثة إنسانية وشيكة.

وأشار إلى أن قرابة 13.7 مليون شخص إضافي قد ينزلقون من مرحلة الأزمة إلى الطوارئ في مستويات سلم انعدام الأمن الغذائي، هذه القفزة التي تقارب الثلث، لا تعني فقط مزيداً من الجوع، بل تعني أيضاً انهياراً في قدرة المجتمعات على الصمود، وتفاقماً في المعاناة اليومية.

وبحسب التقرير، فإن من بين الدول الأكثر تضرراً السودان حيث يواجه قرابة نصف السكان أي نحو 25 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي بينما لا تصل المساعدات الإنسانية إلا إلى أربعة ملايين فقط شهرياً ما يعكس فجوة هائلة بين الحاجة والاستجابة.

أما في جنوب السودان، فالوضع لا يقل سوءاً، إذ يتلقى جميع المستفيدين حصصاً غذائية مخفضة، وسط تحذيرات من نفاد بعض المواد الأساسية بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

الصومال أيضاً يشهد تصاعداً في معدلات الجوع حيث يعاني 4.4 مليون شخص من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، ومع فجوة تمويلية تتجاوز 98 مليون دولار، والذي سيُخفض عدد المستفيدين من المساعدات من 1.1 مليون إلى 350 ألف فقط، ما يهدد حياة مئات الآلاف.

أما في الكونغو الديمقراطية تقلصت المساعدات لتشمل 600 الف شخص فقط بعد أن كانت تصل إلى 2.3 مليون، وسط تحذيرات من توقف كامل للبرامج الإنسانية بحلول شباط/فبراير 2026، وفي هاييتي توقف برامج الوجبات الساخنة ولم تعد العائلات تتلقى سوى نصف الحصة الشهرية، مما يزيد من معاناة السكان في ظل تأزم الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة وفقاً للتقرير.

وعلى الرغم من تفاقم سوء التغذية وانتشار حالات الهزال الحاد، لا تصل المساعدات إلا إلى أقل من 10% من المحتاجين للسكان في أفغانستان ما يضع ملايين الأرواح في دائرة الخطر، ولا تعكس هذه الأرقام مجرد نقص في التمويل، بل تشير إلى أزمة إنسانية متصاعدة تتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي قبل فوات الأوان.