'بقوة المرأة وقيادتها سيتم تدمير الحكومات والأنظمة الليبرالية'
أكدت الناطقة باسم دار المرأة بإقليم الفرات سميرة محمد علي، أن حادثة مقتل الشابة أرميتا غراوند على يد شرطة الأخلاق في إيران ما هي إلا تهديد لنضال النساء، ودليل على استمرار السلطات الإيرانية في ممارساته اللاإنسانية ضد النساء وحقوقهن.
برجم جودي
كوباني ـ تتواصل الانتفاضة الشعبية في شرق كردستان وإيران تحت شعار "Jin Jiyan Azadî"، التي بدأت بمقتل الشابة جينا أميني، ليتجدد روح النضال بعد جريمة مقتل أرميتا غراوند البالغة من العمر 16 عاماً.
حول التطورات الراهنة في شرق كردستان وإيران وتجدد الانتفاضة بعد مقتل الشابة أرميتا غراوند وممارسات السلطات الإيرانية ضد النساء، قالت المتحدثة باسم دار المرأة بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا، سميرة محمد علي "السلطات الإيرانية تخشى من وعي الشعب وأفكاره، إن النظام القائم في البلاد يستند إلى قوانين دينية، وكافة المؤسسات تدار وفقاً لذلك، ويعمل على صب كافة المجالات في مصلحته، بهذه السياسة حاول النظام الإيراني إلقاء نظرة قاتمة ومظلمة على أهالي شرق كردستان وإيران من أجل الحد من الأفكار التي يسعى المحتجون/ات لنشرها، وذلك لحرمان المجتمع من حقوقه الثقافية والفكرية والقانونية وغيرها".
وأشارت إلى أن "شرطة الأخلاق في إيران هي قوة لترهيب المجتمع وقمع إرادته، لقد منحت السلطات تلك القوات صلاحيات محاسبة أفراد المجتمع دائماً من أصغر المؤسسات إلى أكبرها، أما على المستوى العالمي فهناك جهاز أمن مسؤول عن تنظيم المجتمع وتنفيذ القوانين لكنه لا يمارس سلطته بهذه الطريقة، بينما في إيران الأمر مختلف".
وأضافت "لدى مجتمع شرق كردستان قاعدة من العلماء والمثقفين الذين يعتمدون على الفلسفة الزرادشتية، لأن شعبها ينظر إلى القضايا بنظرة واعية وتفسيرية وحكيمة، ولهذا السبب فإن الموقف الواعي لهؤلاء الناس ضد السياسة والدمار أمر طبيعي للغاية، حتى عندما يفسر الشخص تاريخ شرق كردستان، فإنه يلاحظ الفكر والذكاء وقوة تفسير الحقائق، أن اختيار الشعب لشعار "Jin Jiyan Azadî" لتمثيل الانتفاضة يتطلب معرفة عميقة، سار الشعب بهذه الفلسفة وعمل وتعرف على النظام وثار وحول وعي النظام الإيراني إلى أجندة عالمية، ولهذا السبب اجتمع الشعب في إيران بكل أطيافه مع هذه الانتفاضة ودعمها لتنعكس فوراً على المستوى الدولي، إلى درجة عقدت العديد من المؤتمرات والأنشطة متخذين ذات الشعار، هذه النقطة تؤكد لنا أنه بقوة المرأة وقيادتها سيتم تدمير الحكومات والأنظمة الليبرالية".
وفي تقييمها لممارسات الحكومة الإيرانية والقيود التي تفرضها على النساء تقول "جريمة مقتل الشابة جينا أميني أنهت حياة العديد من النساء الأخريات فجرائم قتل النساء مستمرة بلا هوادة، كان آخرها مقتل الشابة أرميتا غراوند بنفس الطريقة والعقلية، وهذا يدل على تأكيد النظام الإيراني على استمرارية عقليته الرجعية، لكن رغم كل ذلك لم تتراجعن"، لافتةً إلى أن أرميتا غراوند لم ترتكب أي جريمة بعدم تقيدها بقواعد الحجاب الإلزامي، لكنها رغم ذلك تعرضت للضرب على يد شرطة الأخلاق ونتيجة لذلك فقدت حياتها.
وأضافت "نتابع الاضطرابات والمواقف اليومية التي تحصل في إيران، ولهذا السبب نؤكد أن نضال المرأة سينتصر، وعلى إثره سيتم إجراء تغييرات في النظام الإيراني وعلى رأسها إيقاف عمل شرطة الأخلاق، هذا التغير نابع من قوة وإرادة المرأة التي تراكم لديها القمع والاضطهاد على مدار سنوات عدة".
وعن موقف الرأي العام والمنظمات الحقوقية والمحامين من هذه الإجراءات تقول "نرى أن هناك صمتاً قاتلاً، وبالطبع هذا القمع لا يقتصر على النظام الإيراني فقط، فعندما تنظر إلى كردستان ترى أن نفس العقلية والنظام موجود في جميع أنحاء كردستان، وقد تختلف أساليب هذه الأنظمة، فالسلطات تعمل من أجل مصالحها ورغباتها فقط، كما أن هناك انتقادات خاصة موجهة للدوائر والمؤسسات الناشطة في بناء المجتمع"، مشيرةً إلى أن "المرأة الهدف الأول للأنظمة المهيمنة لقد شهدنا ذلك في تركيا وإيران وكذلك العراق وسوريا، وفي كافة المجالات تبذل الجهود لإبعاد كردستان عن حقوقه ووجوده وهويته وثقافته ومنظوره ومكانته، وإخضاعه بالكامل لسيطرة الأنظمة الحاكمة، المرأة بنضالها وقوتها وقيادتها ستتمكن من إيقاف كل السياسات التي تنتهك حقوقها، كما كان واضح في ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا".