بنسبة لا مثيل لها في العالم... أزمة سوء التغذية تهدد حياة آلاف الأطفال في اليمن

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من تفاقم أزمة سوء التغذية التي تهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال في اليمن، حيث يعاني أكثر من 537 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد.

اليمن ـ في ظل استمرار الصراع في اليمن، يهدد انتشار سوء التغذية حياة الأطفال والذي يؤدي إلى إضعاف جهازهم المناعي وتأخير نموهم، مما يحرمهم من إمكانياتهم الطبيعية، فضلاً عن تأثيراته السلبية على صحة الأجيال القادمة.

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أمس الثلاثاء 25 آذار/مارس، أن أكثر من 50 بالمئة من أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية وهو أخطر أشكال الجوع الذي قد يؤدي إلى الوفاة، وهي نسبة لا مثيل لها تقريباً في العالم، محذرة من تفاقم أزمة سوء التغذية التي تهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال في اليمن.

ووصف ممثل المنظمة في اليمن، الوضع الإنساني بأنه أزمة تتسم بالجوع والحرمان، مشيراً إلى أن التصعيد الأخير يجعل الأمور أكثر خطورة.

وقال أن طفلًا من بين كل طفلين دون سن الخامسة يعاني من سوء التغذية الحاد، وهو ما يعكس حجم الكارثة التي تواجه الجيل القادم في اليمن، لافتاً إلى أن سوء التغذية لا يهدد حياة الأطفال فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى إضعاف جهازهم المناعي وتأخير نموهم، مما يحرمهم من إمكانياتهم الطبيعية.

وأضاف أن الوضع الحالي لا يتعلق فقط بأزمة صحية، بل هو بمثابة حكم بالإعدام على الآلاف، في ظل استمرار الصراع الذي يدمر البنية التحتية ويعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضرراً.

وفي سياق متصل، كشف الممثل أن أكثر من 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية وهو ما يزيد من خطر وفيات الأمهات والرضع فضلاً عن تأثيراته السلبية على صحة الأجيال القادمة، مؤكداً أن أكثر من نصف سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، وهو ما يعكس مدى عمق الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2014، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، وأدت إلى انهيار اقتصادي وتدهور غير مسبوق في الخدمات الأساسية.

وعلى الرغم من التحديات الأمنية والظروف الصعبة، شدد ممثل اليونيسف على استمرار المنظمة في العمل ميدانياً لتقديم المساعدات الغذائية والطبية للأطفال الأكثر احتياجاً، إلا أن ذلك يتطلب دعماً مالياً كبيراً، مشيراً إلى أن المنظمة بحاجة إلى 157 مليون دولار إضافية لعام 2025 لضمان استمرار جهودها في اليمن وإنقاذ أرواح الآلاف من الأطفال الذين يواجهون خطر الموت بسبب الجوع.

وفيما يتعلق بالضربات الجوية الأميركية الأخيرة، أوضح الممثل أن هذه الضربات كانت موجهة بدقة وتسببت بصدمة كبيرة للسكان المدنيين، خاصةً أن ثمانية أطفال لقوا حتفهم في القصف الأخير شمال اليمن، مؤكداً أن أي تصعيد عسكري يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، ويؤثر بشكل غير مباشر على الجهود الإغاثية التي تبذلها المنظمات الإنسانية.

وفي ظل هذا الواقع القاتم، طالبت اليونيسف المجتمع الدولي بتكثيف الجهود الإنسانية وتوفير التمويل اللازم لضمان استمرار عمليات الإغاثة، محذرةً من أن عدم التحرك العاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون من الجوع والمرض، في وقت لا تزال فيه الحرب تفرض واقعاً مأساوياً على الملايين من اليمنيين.