"بنات السياسة"... كتاب يوثق النواة الأولى للحركة النسوية في تونس

"بنات السياسة" كتاب يتناول النضال النسوي ضد الأنظمة المستبدة عبر شهادات حية لمناضلات اليسار التونسي المنتميات إلى حركة "آفاق" ويوثق ما عانينه داخل السجون.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ  شكل كتاب "بنات السياسة" منذ صدوره محل اهتمام الكثيرين وخاصة المتابعين للشأن النسائي، لما له دور في حفظ ذاكرة النضالات النسوية ويدفع نحو مواصلة النضال خاصةً في ظل التهديدات التي تعيشها المرأة التونسية في مجال الحقوق والحريات.

نظمت جمعية أصوات نساء أمس الجمعة 18 تشرين الثاني/نوفمبر، لقاءً فكرياً أدبياً تناول كتاب "بنات السياسة" في إطار نشاطها الثقافي واللقاءات الشهرية التي يقوم بها نادي الكتاب النسائي التابع لها.

وعلى هامش اللقاء الفكري الأدبي قالت المكلفة بالبرامج في جمعية أصوات نساء سنية بن ميلاد، أن الجمعية منذ تأسيسها عام 2011، وهي تعمل على المناصرة من أجل إدراج النوع الاجتماعي في السياسات العامة في تونس والتصدي لجميع أشكال التمييز ضد المرأة على أساس النوع الاجتماعي.

وأوضحت أن الجمعية تنظم شهرياً لقاءات فكرية في إطار نادي الكتاب النسائي، الذي يعمل على التعريف بكتب مؤلفيها نساء وتتناول قضاياهن، الصادرة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والنهوض بالثقافة النسوية في تونس.

ولفتت إلى أنه تم اختيار كتاب "بنات السياسة" لأنه يوثق شهادات لمناضلات تعرضن للاعتداءات والسجن منذ ثلاثين سنة فقط لأنهن ناشطات لم تتفقن في الرأي مع السلطة.

 

 

من جانبها أوضحت المشرفة على إدارة اللقاء الفكري الأدبي درة ويدر، أن كتاب "بنات السياسة" الذي نشر من قبل دار زنوبيا للفن والإبداع، كتب بأقلام ست نساء وهن الصحافية أستاذة الفلسفة آمال بن عبا، دليلة محفوظ الجديدي، زينب بن سعيد الشارني، ساسية الرويسي بن حسن، عائشة قلوز بن منصور، المؤرخة ليلى تميم بليلي، لافتةً إلى أنه توثيق للنواة الأولى للحركة النسوية في تونس ويتحدث عن نضال طالبات في الجامعة.

وأشارت إلى أن الكتاب يعطي لمحة على فترة منسية من تاريخ تونس وهي فترة تعرضت فيها النساء للتعذيب داخل السجون لأنهن طالبن بالحرية، ولقبن ببنات السياسة للتفريق بينهن وبين سجينات الحق العام في سجن النساء بمنوبة.

ونوهت إلى أن هذا الكتاب "سوف يدفعنا إلى السعي أكثر في مجال التغيير ويعطينا الكثير من الأمل في هذه الفترة الصعبة رغم أنه يتضمن الكثير من الألم ويدفعنا إلى التقدم بالبلاد في كل المجالات وخاصة مجال الحقوق والحريات".