بمشاركة نسوية معرض فني يجسد التراث والتاريخ الليبي

تحت عنوان "أنا التاريخ أنا ليبيا" شاركت مجموعة نساء من داخل مدينة بنغازي وخارجها في المعرض الثقافي الفني الأول من نوعه في ليبيا والذي سيستمر حتى 20 من الشهر الجاري.

هندية العشيبي

بنغازي ـ أكدت المشاركات في العرض الفني الذي أقيم في مجلس الثقافة العام في مدينة بنغازي على أنه يجب أقامه مثل هذه المعارض من أجل تعريف الأجيال القادمة بالتاريخ الليبي وتراثه ومن أجل إبراز هوية البلاد وثقافتها.

شاركت مجموعة من النساء من داخل مدينة بنغازي وخارجها في المعرض الثقافي الفني الأول من نوعه في ليبيا "أنا ليبيا أنا التاريخ" والذي افتتحت فعالياته في 15كانون الثاني/يناير، ويستمر حتى 20 من الشهر الجاري في مجلس الثقافة العام في بنغازي، بحضور عدد من الاديبات والمثقفات والسياسيات والفنانات الليبيات والمهتمات باعتباره الحدث الأبرز مطلع هذا العام ويسرد المعرض التاريخ الليبي منذ عصر ما قبل التاريخ إلى مرحلة استقلال ليبيا 1951.

كما شاركت فنانات وطالبات من كلية التربية الفنية بجامعة بنغازي في تجسيد حقب تاريخية مختلفة للمعرض من خلال الرسم والنحت والتجهيز للمعرض.

وعلى هامش المعرض أوضحت رئيسة قسم التربية الفنية بكلية التربية جامعة بنغازي أميرة بلاعو أن المشاركة في هذا المعرض هي مشاركة نوعية على الصعيد الفني لأحياء التراث الليبي والتعريف بتاريخه عبر العصور والازمنة المختلفة، مؤكدة على دور الليبيات في أحياء التراث الليبي والحفاظ عليه.

وبينت أن للطالبات المشاركات دوراً في المعرض من خلال أعمالهن التي تجسد التاريخ الليبي وإبراز قوته "المرأة الليبية تتمتع بحس فني عالي وقادرة على ابراز الجمال في الجوانب التي تشارك بها".

 

 

وساهمت الفنانة التشكيلية وعضوة في اللجنة التنظيمية للمعرض شفاء البرعصي في تصميم غرف المعرض وتنفيذه وإخراج هويته بالشكل المطلوب "شاركت في هذا المعرض لميولي لقصص التاريخ وأحداثه، بالإضافة لتخصصيي المعماري ومهنتي في الفن التشكيلي، واستطعت من خلال كل هذه التخصصات إخراج هوية تاريخية وتراثية وأثرية للمعرض بشكل جيد".

وعن رأيها في اقامة مثل هذه المعارض في ليبيا قالت "أنا ليبيا أنا التاريخ، معرض تاريخي لم يسبق وأن تم تنفيذ  معرض شبيه له، لم يتناول الحضارات الاغريقية والرومانية وفترة الاستعمار التركي والايطالي فقط في ليبيا، بل تناول تاريخ ليبيا قبل التاريخ، من خلال النقوش والرسومات للإنسان البدائي في كهوف الجبال جنوب ليبيا وغربها وغيرها من الأثار".

وشددت على أهمية هذه المعارض التي تذكر الناس بأهمية ليبيا قبل التاريخ وعبر العصور والحضارات المختلفة والتي عاشت على أراضيها لقرون وأزمان مختلفة، مؤكدةً على حاجة البلاد لوجود متاحف فنية وتراثية وأثرية مختلفة يزورها الجميع للتعريف بتاريخ ليبيا وأرثها الحضاري المتنوع.

 

 

وبدورها قالت الفنانة التشكيلية أنجي الفسي عن مشاركتها في معرض أنا ليبيا انا التاريخ "شاركت في معارض محلية وخارجية كان أخرها في الاردن ومصر، وتم اختياري رفقة فريق فني شبابي للتجهيز لمنحوتات فنية للمعرض تجسد موضوعات وحقب تاريخية في ليبيا، وتعكس في نفس الوقت هوية البلاد وثقافتها".

وأوضحت "جهزنا أكثر من 25 منحوتة تمثل لوحات معدنية للحضارات التاريخية المتعاقبة في ليبيا، بالإضافة لتصميم ونحت عدد كبير من الشواهد والدروع التي تستخدم خلال الحروب في فترة الحضارة الاغريقية"، مؤكدةً على ضرورة الاهتمام بالفنانين الليبيين ودورهم في تجسيد التاريخ والحفاظ على الهوية التراثية الليبية من خلال أعمالهم التي تصل للناس بشكل بسيط.

وشددت على أهمية تنظيم مثل هذه المعارض والأنشطة الفنية والتاريخية بشكل مستمر لتعريف الأجيال المختلفة بتاريخ ليبيا وقوتها عبر العصور، موضحةً أنها "تعمل من خلال أعمالها الفنية في المحافظة على الهوية الليبية بتنفيذ أعمال تجسد الثقافة والتراث الليبي".

 

 

وتضمنت أروقة المعرض مقتنيات مختلفة منها 40 قطعة أثرية حقيقية تحاكي المراحل الزمنية في التاريخ الليبي و 25 عملة معدنية منحوتة، بالإضافة لشواهد للقبور ودروع في شكل مجسمات كانت ضمن تعاون قسم الفنون بكلية التربية مع اللجنة التحضيرية للمعرض، ونموذج من أهرامات الحيطة، وجانب يوضح جبال أكاكاوس والرسومات التاريخية عليه، وجرى أرفاق شرح توضيحي بجانب اللوحات والمقتنيات الاثرية تشمل المعلومات التاريخية والمراحل الزمنية المختلفة لهذه المقتنيات، كما أقيمت العديد من الناشطات الثقافية والأدبية على هامش المعرض خلال الفترات الصباحية والمسائية.