بعد تسع سنوات من التحرير... نساء كزوان تقمن بإدارة جبل كزوان

في الذكرى التاسعة لتحرير جبل كزوان في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، دعت مهاتي محمد النساء إلى تعزيز تنظيمهن وتصعيد نضالهن من أجل حماية جبل كزوان.

سوركل شيخو
الحسكة ـ
جبل كزوان هو الأعلى في مقاطعة الجزيرة يتراوح ارتفاعه من 290 إلى 350 متراً ويبلغ طوله 85 كيلومتراً ويبدأ من الشرق إلى الغرب ويبلغ عرضه حوالي 15 كيلومتراً، وله مكانة مهمة في خريطة إقليم شمال وشرق سوريا من الناحية السياسية والجغرافية والاستراتيجية، ويمكن رؤية جبال شنكال من جبل كزوان.
كانت حكومة دمشق تسيطر على جبل كزوان (جبل عبد العزيز) حتى نهاية عام 2012، ومع بداية عام 2013، هاجمت جبهة النصرة المنطقة وأقامت قواعدها هناك وبعد تحرير مقاتلي وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب YPJ/YPG مدينة سري كانيه من مرتزقة جبهة النصرة وإفشال مخططاتها، قامت نفس المرتزقة بتسليم جبل كزوان إلى داعش، ومن هناك بدأت داعش بمهاجمة تل تمر والحسكة، وأصبح جبل كزوان حلقة وصل لهم بالموصل في العراق والرقة في سوريا.
وبعد الهجوم الأكبر على مدينة تل تمر في 23 شباط/فبراير 2015 واختطاف 250 آشورياً، وبناءً على نداء أهالي جبل كزوان وعشائر وشيوخ المنطقة، بدء مقاتلو وحدات حماية المرأة وحدات حماية الشعب في السادس من أيار/مايو من نفس العام بحملة تحرير جبل كزوان، وفي 21 أيار/مايو 2015، رفع المقاتلون علم النصر على قلعة "سكرة" بجبل كزوان وأعلنوا تحرير الجبل لأهله ونسائه.
وبعد 9 سنوات من التحرير أصبح الآن تحت إدارة الأمة الديمقراطية ومن يديره هم النساء، وحول المراحل التي مرت بها المرأة ومدى تأثير كل مرحلة عليها، قالت الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة خيرا في جبل كزوان مهاتي محمد أن "نظام البعث قام بتسليم جبل كزوان لمرتزقة جبهة النصرة وانسحب من المنطقة دون إطلاق رصاصة واحدة. عانينا كثيراً لأننا واجهنا الإرهاب، خاصة خلال عامين من سيطرة داعش ولم يكن من الممكن رؤية النساء في الشوارع والأحياء والقرى وفي الحقول والمصانع حيث فرضوا قوانين قاسية على المرأة وواجهت القتل والعنف والتعذيب، ومن ناحية أخرى، كان هناك عنف الوعي الأبوي مفروضاً عليها، وكانت نساء الحسبة المنتميات إلى داعش تجلدن نساء المنطقة".
وأوضحت إنه بعد 9 سنوات من التحرير، تتولى المرأة اليوم إدارة جبل كزوان "من أجل الانتقام من داعش وتطرفها والرد على الألم والمعاناة، بعد التحرير اندفعت نساء الجبل إلى الميدان كأمواج البحر ونظمن أنفسهن، كما لعبن دورهن في تشكيل الكومينات وأظهرن طابعهن كرئاسة مشتركة لذلك الكومين، ومع بداية عام 2016 رسخن نظامهن، وفي لجان المرأة والدفاع ومن خلال إنشاء مجلس المدينة استطعن إدارة القرى والبلدات وجبل كزوان، ومن أجل تطوير المنطقة وتعريف المرأة بالقوانين وحقوقها، كانت النساء في موقع صنع واتخاذ القرار في مؤتمر ستار ودار المرأة والبلدية واستطاعت نساء الجبل أن تخطين خطوات نوعية بفكر القائد عبد الله أوجلان، وأصبحت المرأة الآن تعود إلى طبيعتها وحياتها المجتمعية". 
ولفتت مهاتي محمد إلى نضال المرأة ضد الوعي الذكوري وداعش "على الرغم من أننا حققنا العديد من الإنجازات، إلا أن نضالنا مستمر وخاصة نضال المرأة، لأن النساء لا تقاتلن فقط ضد مجموعة من المرتزقة، بل تخضن نضالاً طويل الأمد ضد المجتمع الذي أساء فهمهن. لن يتغير وعي الرجال والمجتمع بين عشية وضحاها، ولكن يمكننا مواصلة هذا النضال حتى النهاية وتحقيق نتائج جيدة، ومن الضروري أن تعزز النساء تضامنهن حتى نتمكن من حماية بلدنا من الهجمات المحتملة وضمان إنجازاتنا من خلال حماية هويتنا".