بعد أيام من اعتقالها غموض يلف مصير نرجس محمدي

أثار اعتقال الناشطة الحقوقية نرجس محمدي قلقاً لدى عائلتها ومحاميها، الذين أكدوا تعرضها للضرب ورفض السلطات إجراء فحص طبي مستقل، فيما أعلنت محاميتها أنها ستلجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية، معتبرةً القضية دليلاً على حملة القمع ضد النشطاء في إيران.

مركز الأخبار ـ تُعد الناشطة نرجس محمدي، من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة وإلغاء عقوبة الإعدام في إيران، حيث قضت عشر سنوات من حياتها خلف القضبان، وخلال وجودها في السجن، حصلت على جائزة نوبل للسلام تقديراً لنشاطها الحقوقي الممتد لثلاثة عقود.

أكدت عائلة الناشطة الحقوقية الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي ومحاميها، أنهم لا يملكون أي تفاصيل عن مكان احتجازها أو وضعها الصحي، على الرغم من مرور أربعة أيام على اعتقالها، وكانت السلطات الإيرانية قد أوقفت نرجس محمدي يوم الجمعة الماضي في مدينة مشهد، عقب مشاركتها في مراسم تأبين المحامي خسرو علي كردي، حيث وصفت وفاته بأنها "مريبة".

وقال شقيق نرجس محمدي، إن العائلة تملك معلومات محدودة للغاية عن وضعها الصحي وظروف احتجازها، معبراً عن قلقه البالغ إزاء طريقة معاملتها، مشيراً إلى أن هذه المخاوف ازدادت بعد اتصال قصير أجراه شقيق آخر لها داخل إيران معها مساء الاثنين، دون الكشف عن اسمه لأسباب أمنية.

وأوضح أن نرجس محمدي أكدت خلال مكالمتها الهاتفية القصيرة تعرضها للضرب على الرأس والوجه والرقبة أثناء اعتقالها، وأنها تتوقع مواجهة تهمة "التواطؤ ضد الجمهورية الإسلامية".

وأضاف أن قوات الأمن اعتقلت نرجس محمدي مع ما لا يقل عن 39 ناشطاً، موضحاً أن نرجس محمدي طالبت السلطات بإجراء تقييم طبي مستقل لحالتها، غير أن الطلب قوبل بالرفض.

وأفاد المدعي العام في مدينة مشهد، أن نرجس محمدي وشقيق المحامي الراحل علي كردي أدليا بتصريحات وُصفت بـ "الاستفزازية" خلال مراسم تأبينه، لافتاً إلى أن كليهما شجعا على إطلاق "شعارات مخالفة للأعراف".

وقالت المحامية الفرنسية شيرين أردكاني، إن السلطات الإيرانية تعتزم تفعيل الأحكام الصادرة بحق نرجس محمدي مع وقف التنفيذ، وإحالتها قريباً إلى قاضٍ، لافتةً إلى أنها لم ترتكب أي جريمة سوى ممارسة حرية التعبير، مؤكدة أنها ستعرض القضية على المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها دليلاً على حملة القمع التي يشنها النظام الإيراني ضد النشطاء.

ونددت منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان بإعادة اعتقال نرجس محمدي وطالبت لجنة نوبل السلطات الإيرانية بكشف مكانها على الفور، كما دعا الاتحاد الأوربي إلى إطلاق سراحها مع مراعاة حالتها الصحية الهشة، وكذلك جميع الذين اعتُقلوا ظلماً بسبب ممارسة حقهم في حرية التعبير.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان، إن المشاركين في مراسم التأبين التي اعتقلت خلالها نرجس محمدي رددوا شعارات مناهضة للنظام، من بينها "نقاتل ونموت ولا نقبل الذل".