بعد أن دمرت الحرب كل ما تملكه... نازحة تفتتح مركزاً صحياً

افتتحت إحدى النازحات مركزاً صحياً للياقة البدنية في مدينة كريمة شمال السودان وأقامت فعالية ترفيهية صحية رياضية شهدت حضوراً كبيراً من النساء.

ميساء القاضي

السودان ـ لم تجد إسراء سيف خياراً سوى البداية من جديد والاستقرار في مدينة كريمة شمال السودان بعد أن نزحت بسبب الحرب من العاصمة الخرطوم وفقدت مجهود سنوات ومركز الصحة واللياقة الذي أسسته هناك.

قررت مؤسسة مركز "هيرمودايت" إسراء سيف، إنشاء مركز آخر في مدينة كريمة شمال السودان والبداية من الصفر رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وكان أول نشاطاتها فعالية ضخمة صحية رياضية ترفيهية شهدت حضوراً كبيراً من النساء.

وتضمنت الفعالية جلسة دعم نفسي تناقشت فيها المدربة مع الحاضرات عن مفهوم الصحة النفسية والتغييرات التي تطرأ بفعل الضغوط والمشاكل التي تواجه الإنسان وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى أهمية الصحة النفسية للنساء وما يؤثر عليها من ظروف حياتية تمر بها المرأة على وجه الخصوص كما ناقشت الحاضرات والمدربة تأثير الحرب في السودان على الصحة النفسية وقدمت للحاضرات نصائح للتعامل مع هذه الظروف الصعبة.   

كما تضمن البرنامج فقرات لياقة بدنية منها رقصة "الزومبا" التي شاركت فيها الحاضرات في الرقص مع المدربة كما تفاعل الحضور بشدة مع المدربة في فقرة "رقص العروس" التي تعتبر من أهم طقوس الزواج في البلاد فهو موروث قديم تناقلوه عبر الأجيال.

 

 

وقالت سمر حسن وهي مهندسة مدنية نازحة من الخرطوم وكانت حضوراً في الفعالية، إنها سعيدة بالحضور فقد ساهمت الفعالية في تحسين حالتها النفسية، كما أنها تعرفت على صديقات جدد، مضيفةً "كانت هناك طاقة سلبية قبل أن آتي إلى هنا، لكن بعد أن شاركت في فقرة اللياقة البدنية أصبحت مفعمة بالحيوية".

 

 

بدورها أوضحت فاطمة بابكر وهي طالبة نزحت هي وأسرتها إلى مدينة كريمة، أن أهمية مثل هذه الفعالية لهم كنازحين تكمن في الترفيه والترويح عن أنفسهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها نتيجة للحرب والنزوح.

من جانبها قالت مؤسسة المركز واختصاصية التغذية، إسراء سيف، لوكالتنا إن البداية من جديد لم تكن سهلة نتيجة عوامل النزوح والظروف التي يمر بها الأهالي، مضيفةً "لم نغير فقط موقعنا الجغرافي فقدنا الكثير من التفاصيل وبدأنا من نقطة الصفر في مجتمع جديد علينا فأصبحنا كالطفل الذي يتعلم المشي من البداية، الأمر ليس سهلاً".

وعن الدعم النفسي الذي يقدمه المركز للنازحات عبر حملة سكينة، أوضحت أنها الآن في المرحلة الثالثة وهي حملة بدأت بعد الحرب مباشرة ومنذ الخامس والعشرون من نيسان/أبريل الماضي، وهي تستهدف المتضررات من الحرب بصورة أساسية وكان المقصود منها إيصال رسالة "أنتِ لستِ وحدكِ نحن معكِ".

وأشارت إلى أنها تضمنت جلسات دعم نفسي للأفراد والمجموعات "ساعدنا الأهالي من خلالها على التعافي من حالات ما بعد الصدمة، واستهدفت الحملة في مرحلتها الأولى 1500 امرأة في جميع أنحاء السودان، والمرحلة الثانية عملنا فيها مع 2500 امرأة وفي المرحلة الثالثة التي نجهز لها حالياً سنعمل عن قرب مع النازحات ونساء شمال السودان، كذلك ستساعدهن هذه الحملة على البداية من جديد وتقدم لهن الدعم النفسي الذي يساعدهن في التحسين من جودة حياتهن".