بعد عامين من الحرب... 93 % من أطفال غزة يعانون من سلوك عدواني

كشف تقييم أممي أن أكثر من 90% من أطفال غزة يعانون من سلوك عدواني واضطرابات نفسية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين وانهيار الخدمات الأساسية.

مركز الأخبار ـ تركت الحرب في غزة التي استمرت أكثر من عامين آثاراً مدمرة على الأطفال، حيث يعيش الأطفال بين فقدان الأمان، النزوح والجوع، فضلاً عن صدمات نفسية طويلة الأمد تهدد مستقبلهم.

وفقاً لتقييمات أصدرها الشركاء العاملون في مجال سلامة الطفل، ونشرها مكتب الأمم المتحدة المعني لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الخميس 13 تشرين الثاني/نوفمبر، أظهر أكثر من 90% من أطفال غزة سلوكاً عدوانياً نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين في القطاع، وذلك بعد أن تراجع شعورهم بالأمان والاستقرار مع انهيار الخدمات الأساسية اليومية.

وكشف التقييم أن 93% من أطفال غزة يعانون من سلوك عدواني، فيما أبدى 90 % منهم عنفاً تجاه الأطفال الأصغر سناً، كما أن مشاعر الحزن والانعزال تكاد أن تكون بنفس الدرجة من الانتشار إذ بلغت 86 % إلى جانب اضطرابات النوم والتي قدرت بـ 79 % ورفض واسع النطاق لمتابعة الدراسة والتي سجلت 69 %.

وأكد العاملون في المجال الإنساني، أن تعافي هؤلاء الأطفال يستلزم جهوداً طويلة الأمد ومستدامة بما يضمن استعادة إحساسهم بالأمان والاستقرار.

وعلى الرغم من استمرار وقف إطلاق النار، فإن العنف المميت وحالة انعدام الأمن لم تتوقف تماماً، إذ تتواصل الضربات العسكرية الإسرائيلية بالقرب أو شرق ما يعرف بـ "الخط الأصفر"، وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن هذه المنطقة ما زالت تشهد انتشاراً للقوات الإسرائيلية، وتشكل أكثر من نصف مساحة قطاع غزة.

ويعيش نحو مليون شخص من أصل 2.1 مليون نسمة في غزة حالياً داخل 862 موقع نزوح، أكثر من نصفها تتركز في أقصى الجنوب بمنطقة خان يونس، فيما يوجد 264 موقعاً في دير البلح، و180 موقع في مدينتي غزة وشمال غزة، إضافة إلى ثمانية مواقع في رفح، وتعاني العديد من هذه المخيمات من الاكتظاظ الشديد، الأمر الذي يفاقم المخاطر على الفتيات والأطفال لاسيما ذوي الإعاقة، الذين يواجهون تهديدات متزايدة بالعنف والإهمال فضلاً عن صعوبات بالغة في الوصول الآمن إلى مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة.

وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى استمرار وجود عوائق كبيرة تحول دون توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية بالسرعة والكفاءة المطلوبة، مؤكداً على ضرورة فتح معابر إضافية لتخفيف الاختناقات، وضمان تسهيل عمل الوكالات الإنسانية بشكل كامل، إضافة إلى توفير ضمانات أمنية لحماية القوافل أثناء تنفيذها مهامها.

وأفاد الشركاء العاملون في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة بأن السلطات الإسرائيلية ما زالت تمنع إدخال المعدات الأساسية اللازمة لتطوير البنية التحتية الحيوية ومعالجة التحديات الصحية في غزة، مشيرين إلى أن غياب هذه التجهيزات داخل القطاع يفاقم المخاطر الصحية ويزيد من تدهور أوضاع النظافة والصحة العامة المتردية أصلاً في مناطق مختلفة من غزة.