بعد أكثر من عام... عدوان جديد على قطاع غزة يستهدف النساء والأطفال

أدانت العديد من الدول العربية والأوروبية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف التصعيد.

رفيف اسليم

غزة ـ نددت المحللة السياسية رانيا اللوح بشن عدوان جديد على قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاماً، واستهداف الأطفال والنساء.

شنت القوات الإسرائيلية أمس الجمعة 5 آب/أغسطس، عدوان جديد على قطاع غزة، بعد ما يقارب عام وعدة أشهر من انقضاء عدوان أيار/مايو 2021، مستهدفة المدنيين العزل وخاصة الأطفال والنساء.

وتعليقاً على ذلك قالت المحللة السياسية رانيا اللوح لوكالتنا أنه "لا يوجد مبرر واضح سياسياً ليشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه من جديد على المدنيين والأطفال العزل في القطاع المحاصر"، مُدينة تلك الضربات العشوائية التي تستهدف الأرواح والمباني والبنية التحتية، خاصة أن مدينة غزة لم تتعافى من العدوان السابق وما زال هناك العديد من الشوارع المدمرة والأبراج السكنية الشاهدة على ذلك.

وأوضحت أن 45% من الضحايا الذين استهدفوا خلال العدوان هم أطفال ونساء، وهذا يعني أن "بنك الأهداف الذي يتباهى به أمام العالم للدفاع عن نفسه خلال استعداداته لضرب غلاف غزة هم مجموعة من الأبرياء"، مشددة على ضرورة أن "يتحمل الاحتلال مسؤولية ما يقوم به من انتهاكات خاصة فيما يتعلق في إهدار الدم الفلسطيني خلال كل عدوان يقوم به".

وأشارت إلى أن "العدوان الحالي هو وسيلة للحكومة الإسرائيلية الحالية كي تتستر على فشلها أمام الرأي العام ومواطنيها، فالمتابع للحالة السياسة يتيقن أنها بادرت بتوجيه الضربات دون أن تتلقى أي تهديد ملموس، إنها تتاجر بأرواح الفلسطينيين الأبرياء كي تحافظ على بقائها في الحكم".

أما بالنسبة لتصريحات الإدارة الأمريكية فهي ليست الأولى من نوعها بحسب رانيا اللوح، فلطالما شهد العالم تصريحاتهم الداعمة لإسرائيل وانحيازهم الكامل في إعطاء الحق له كي يفعل ما يريد تحت مبرر الدفاع عن النفس، مشيرةً إلى أن الأخيرة تحاول أن تدخل كافة الفصائل الفلسطينية بمعركتها الحالية كي يعم الخراب في الأراضي الفلسطينية.

ولفتت إلى أنه خلال الساعات الحالية لا يمكن توقع هل ستنتهي جولة التصعيد خلال أيام أم ستستمر لأكثر من ذلك، خاصة أن الوساطة المصرية تقوم بدورها لتثبيت التهدئة والخروج بأقل الخسائر الممكنة وهذا ما سيتم التأكد منه مساء اليوم السبت 6 آب/أغسطس، متمنية أن يبقى الصف الفلسطيني موحد في محاربة العدو وأن يعم السلام خلال الساعات المقبلة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت صباح اليوم السبت ارتفاع حصيلة القتلى إلى 12 شخص بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، وامرأة تبلغ من العمر 23 عاماً، فيما أصيب 84 شخصاً بجراح مختلفة، نتيجة استهداف شنه "الاحتلال الإسرائيلي" على قطاع غزة منذ مساء أمس وحتى اللحظة.

فيما رفعت وزارة الصحة الفلسطينية حالة التأهب والاستعداد في كافة مستشفيات القطاع في أعقاب الغارات الإسرائيلية، بالرغم من المعاناة التي تشهدها المؤسسات الصحية في غزة من نقص المعدات جراء الحصار خلال الأعوام الـ 5 عام الماضية.

وأكدت الوزارة في بيان لها أن "الاحتلال الإسرائيلي يركز على استهداف المناطق السكنية مما رفع عدد الضحايا من الاطفال والنساء والمدنيين والإصابات الحرجة".

وذكر البيان أن "العدوان الإسرائيلي يتزامن مع استمرار الحصار الذي يهدف إلى انهاك المنظومة الصحية وجعلها تعاني من نقص حاد في 40% من الأدوية الأساسية، و32% من المستهلكات الطبية، و60% من لوازم المختبرات وبنوك الدم، ومنعه إدخال 14 جهاز أشعة و قطع الغيار للأجهزة الطبية والتشخيصية، مما يؤثر على عمل الطواقم الطبية في الأقسام الحساسة".

ودعت دول عربية وأوروبية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف التصعيد، لافتين إلى أن حل مشكلة قطاع غزة يكمن في إيجاد أفق سياسي حقيقي بالعودة للمفاوضات لتحقيق السلام العادل.