باحثة مغربية: يجب الانخراط في مختلف الأشكال النضالية لدعم الفلسطينيات

دعت الباحثة لطيفة البوحسيني النساء إلى الانخراط في الوقفات الداعمة للفلسطينيين/ات لدحض الحملات التضليلية التي تبثها إسرائيل.

حنان حارت

المغرب ـ وصفت الباحثة لطيفة البوحسيني ما يقع في غزة بـ "الجريمة مكتملة الأركان والهمجية" الموجهة من قبل إسرائيل، مؤكدة على أن دعم نضالات النساء الفلسطينيات يمر عبر إبراز أن استهداف النساء هو استهداف للقيم التي يزرعنها وقوة الصمود التي يظهرنها في كل المحطات.

وحول تأثير تدمير البنية التحتية على النساء والأطفال على اعتبارهما أكثر الفئات تضرراً خلال الأزمات والحروب، وخاصة بعد قصف مشفى المعمداني في غزة قالت الباحثة وأستاذة التاريخ في جامعة محمد الخامس بالرباط وهي ناشطة مختصة بقضايا النساء لطيفة البوحسيني "نبأ قصف المشفى نزل كالصاعقة علينا، لأنه لا يمكن أن يتصور المرء أن تبلغ همجية الانتقام حدود تضرب عرض الحائط بكل الأخلاقيات حتى تلك التي تنظم الحروب، فقصف المشفى أبان وأكد أن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القوانين والمواثيق وتؤكد نزولها إلى أسفل الدرك وإلى درجات من الانحطاط الإنساني الذي يسمح بالقول إنه كيان منته لا محالة، فبجريمته هذه سعى إلى وضع حد لأقدس حق ألا وهو الحق في الحياة، فهو تجسيد لإرادة الإبادة ومعها حرص على رفض إنقاذ المرضى وإنقاذ الجرحى".

ووصفت ما يحدث في عزة "ما يحدث في غزة هو جريمة مكتملة الأركان ومنزوعة من كل إنسانية، والتي ينبغي التذكير أن من يسندوه من الغرب الأوروبي، سبق وأن مارسوها في الماضي مع يهود أوروبا فيما سمي بالمحرقة، فهو يعود من جديد إلى طبيعته الأصلية رغم ما يرافق ذلك من ادعاءات كاذبة وتضليل والظهور بمظهر الضحية".

وأكدت أنه "علينا كنساء دعم نضالات نساء فلسطين، عبر الانخراط القوي في مختلف أشكال النضال الداعمة للشعب الفلسطيني، فالجرائم التي ترتكب ضد المدنيين لا تميز بين الطفل والمسن وبين المرأة والرجل"، مضيفة أنه "ينبغي التأكيد على أن استهداف النساء هو استهداف للإصرار على استمرارية العطاء واستمرارية الحياة، بما يسمح بصمود ديمغرافي ومعه صمود المقاومة وإصرار على إنجاب أجيال جديدة من الشباب المقاوم والرافض لسياسة الفصل العنصري والاحتلال والتقتيل اليومي الممتد منذ زرع هذا الكيان سنة 1948".

وشددت على إن "دعم نضالات النساء يمر كذلك عبر إبراز أن استهداف النساء هو استهداف للقيم التي يزرعنها وقوة الصمود التي يظهرنها في كل اللحظات التي يتوصلن فيها بجثث أبناءهن على إثر عمليات القتل اليومي التي بدأت من 7 تشرين الأول".

وحول أهمية الوقفات والمساندات والإدانات في ظل المجزرة الأخيرة أوضحت أن "أهميتها تكمن في تأكيد دعم وتضامن كل الأحرار في العالم مع الشعب الفلسطيني في معركته العادلة، فخروج الناس في عدد من عواصم ومدن العالم يؤكد رفض همجية إسرائيل ورفض سياسة الأمر الواقع الذي ينتهك قرارات الأمم المتحدة وينحو نحو إبادة الشعب الفلسطيني وقضيته. كما يؤكد أن الدعاية التضليلية والكذب والبهتان لم تعد تنطلي على أحد".

وبينت أن "هذه الدعاية التضليلية من طرف ساسة الغرب وإعلامهم هي طريقة للضغط على الأنظمة العربية التي طبعت مع العدو من أجل سحب التطبيع الذي ساهم في إطلاق يد العدو ومنحه الشرعية لارتكاب جرائم التي تتوخى إبادة الشعب الفلسطيني، ولإثبات أن كل الشعوب العربية والإسلامية هي إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركته لاسترداد حقه وهي ذاتها معركتنا جميعاً".