أيتن كابلان: ساكينة جانسيز رمز الحرية

قالت المتحدثة باسم الحركة النسائية الكردية في أوروبا TJK-Eأيتن كابلان أن النساء ستحمين الإرث الذي تركته ساكينة جانسيز لحركة المرأة الكردية وسيتوجنها بالنصر.

آخين بهار

مركز الأخبار ـ ساكينة جانسيز، إحدى الرائدات الثلاث اللواتي تم اغتيالهن في العاصمة الفرنسية باريس عام 2013 من قبل المخابرات التركية، وقد ألهمت النساء الكرديات في مجال النضال والمقاومة طوال حياتها لدرجة أنها أعطت القوة للنساء بمقاومتها في سجن ديار بكر، الذي تحول إلى "دار تعذيب" وتم تصنيفه بين "أسوأ 10 سجون في العالم.

ساكينة جانسيز، التي لم تنه معركتها مع النظام أبداً وهي على قيد الحياة، تركت إرثاً عظيماً للنساء الكرديات بعد مقتلها، وعن ذلك قالت المتحدثة باسم الحركة النسائية الكردية في أوروبا (TJK-E) أيتن كابلان أن نضال ساكينة جانسيز مستمر من قبل النساء الكرديات والأمميات.

ولفتت أيتن كابلان، إلى السياسات المتبعة تجاه النساء القياديات في حركة المرأة الكردية، قائلةً إن هناك نهجاً يحاول منع حق المرأة في تقرير مصيرها وتمكينها، وبالتالي يريدون تركيع الشعب الكردي "أولاً، قُتلت 3 نساء في باريس، بقلب أوروبا، وبعد 3 سنوات في كردستان قُتلت السياسيات سيفي دمير وفاطمة أويار وباكيز ناير في هجمات الاحتلال التركي على شمال كردستان في 4 كانون الثاني 2016". مؤكدةً أنه "يتم استهداف النساء لأنهن في بنية تخلق التغيير والتحول في المجتمع وتحمي تاريخهن ولغتهن وهويتهن".

 

"هناك فهم أنه بمجرد رحيل الرأس لا يستطيع الجسد فعل أي شيء"

وبيّنت أن هناك أدواراً مخصصة للمرأة في المجتمع وأن العنف ضد النساء اللواتي لا يقبلن هذا النهج ينكشف، "لا تريد النساء الدخول في تلك الأدوار القديمة التي تم تخصيصها لهن منذ سنوات. إنهن في وضع تجدن فيه أنفسهن وتطورنها، وهن في وضع يسمح لهن بإعادة كتابة تاريخهن، ولهذا السبب تحدث هذه الهجمات، وهناك عقلية تستهدف النساء الرائدات".

وأضافت "إذا ذهب الرأس، لا يستطيع الجسد أن يفعل أي شيء، وبهذه الطريقة، يتصورون أنه يمكنهم تشكيل المرأة أو ذلك المجتمع بالشكل الذي يريدونه لكن النساء الكرديات كسرن هذا التصور".

 

"لقد ألهمت النساء الكرديات"

وقالت أيتن كابلان إن ساكينة جانسيز، "امرأة تمردت في مجتمع مضطهد"، وأنها ألهمت العديد من النساء الكرديات بنضالها "لقد ساهمت كثيراً في الحركة النسائية الكردية بموقفها ومنظورها الأيديولوجي، وهناك أيضاً إرث تركته لنا بفضل هذا الجهد، كما أتيحت لي الفرصة للتعرف عليها وأجرينا محادثات، وأستطيع أن أقول إنه لا يمكن الاستغناء عنها وهي سياسية رائدة حقاً".

 

"رمز للحرية وإرادة المرأة"

ووصفت أيتن كابلان ساكينة جانسيز بـ "رمز للحرية وإرادة المرأة"، مؤكدةً أنها كسرت المحظورات بإيمانها بالتغيير "إن لها تأثيراً على تنمية المرأة لإرادتها ووعيها بنضالها بكل معنى الكلمة، وبالطبع هذه هي الأمور التي تمكننا من مواصلة نضالنا، وفي هذا الصدد، نريد حماية إرثها، وتعزيز ما أرادت خلقه، وتحويله إلى بنية نسوية واسعة، إنها إحدى الصديقات اللاتي أعجبت بهن كثيراً، وخاصة موقفها وكفاحها، فعندما يتطلب الأمر الشجاعة تقول توقف عن الخطأ، ومقاومتها ضد العدو مثال، وفي الوقت نفسه، بالطبع، ساهمت بشكل كبير في الكشف عن الثراء الموجود داخل المرأة".

 

"القضية ليست مغلقة بالنسبة لنا"

كما قالت أيتن كابلان عن إغلاق الملف بعد الوفاة المشبوهة لعمر غوني، مطلق النار الذي نفذ المجزرة، في السجن الذي كان محتجزاً فيه "فرنسا أغلقت الملف بطريقتها، القاتل مات أثناء فترة الحكم وبدأت العملية وانتهت، لكن الأمر لم ينته بالنسبة لنا، والدليل واضح، لكن هذا الوضع لا يناسبهم سياسياً، هوية القاتل هي مسألة منفصلة لكن هناك أناس، هناك عقلية أوصلت القاتل إلى تلك النقطة، وعندما برزت المصالح الاقتصادية والمصالح السياسية إلى الواجهة، أرادوا التغطية عليها، ولم يرغبوا في مواجهة تركيا، القتلة الرئيسيون لم يحاكموا بعد وبالطبع يتم إجراء العديد من الدراسات المختلفة لإعادة النظر في القضية وملاحقة القتلة، وستستمر هذه الدراسات حتى محاكمة الجناة الحقيقيين".

 

"سنحمل هذا الإرث إلى الأجيال القادمة"

وقالت أيتن كابلان، إن المجزرة كانت تهدف إلى إرسال رسالة إلى النساء الكرديات، "ساكينة جانسيز رمز حرية المرأة، كما أصبحت فيدان دوغان، بفضل سنوات عملها، الصوت السياسي والدبلوماسي للشعب الكردي في أوروبا، وكانت ليلى موظفة المستقبل، ورائدة الشباب، ولقد تم قتل هؤلاء الثلاثة، مستهدفين ثلاثة أجيال، لقد أرادوا أن يقدموا لنا رسالة عكستها حركة المرأة الكردية، حتى لو قتلتمونا أو اعتقلتمونا، فإن حق المرأة في تقرير مصيرها سيستمر، وسنحمل الإرث الذي تركنه لنا إلى الأجيال القادمة، وستعرف الأجيال القادمة ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلماز، سنحمي إرثهن ونحمله إلى النصر".

 

ستنظم مظاهرات في جميع أنحاء أوروبا

وأشارت أيتن كابلان إلى أنهم سينظمون "مسيرة عظيمة" في جميع أنحاء أوروبا في ذكرى المجزرة هذا العام، كما هو الحال في كل عام، "ستكون هناك إجراءات فريدة من نوعها للدول الاسكندنافية والنمسا، كما يتم النظر في إنجلترا، وستكون هناك إجراءات متزامنة في دول أخرى مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا، وسنسير إلى فرنسا قائلين "القتلة واضحون، لماذا تنتظرون؟".

وأضافت "بهذه المناسبة سنخرج بمطلبنا إلى الشوارع من جديد، وبطبيعة الحال، في 9 كانون الثاني، سيتم ترك أكاليل الزهور السوداء في القنصليات أو السفارات الفرنسية في كل مكان، في جميع البلدان، وسنقوم بالمسيرة الكبرى في 11 كانون الثاني".