إيران ... سرطان الثدي يستهدف النساء من سن 30 إلى 40 عاماً

انخفاض الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء في إيران من الفئة العمرية 40 إلى الفئة العمرية 30، كل ذلك عائد لقلة الثقافة حول هذا المرض وطرق تشخيصه وعلاجه.

آكرين حسيني

ديواندره ـ أكدت اخصائية أمراض النساء فاطمة فرحاني تزايد حالات إصابة النساء بمرض سرطان الثدي وهو المرض الأكثر شيوعاً، حيث أصبحت الشابات في السنوات القليلة الماضية هن الأكثر تأثراً بهذا المرض مقارنة بالنساء في منتصف العمر.

يعتبر سرطان الثدي من أكثر الأمراض شيوعا بين النساء وهو نوع من الأمراض السرطانية تخرج فيها نمو الخلايا عن السيطرة وتصبح بشكل كتل تكون في البداية غير خبيثة بحسب خبراء، لكن من المهم أن تقوم النساء بإجراء الفحص للتشخيص المبكر لهذا المرض، وبما أن العائق الرئيسي أمام الفحص هو نقص المعرفة ونقص الثقافة الصحية لدى النساء في هذا المجال، فهناك حاجة ماسة لبرامج تثقيفية صحية منتظمة لزيادة وعي النساء تجاه أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي وطرق علاجه، وحول هذا الموضع كان لنا لقاء مع الطبيبة المختصة في تشخيص وعلاج أمراض النساء فاطمة فرحاني.

 

"نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين النساء الإيرانيات منخفضة للغاية"

فيما يتعلق بسرطان الثدي قالت فاطمة فرحاني "انخفض عمر الإصابة بسرطان الثدي بين الإيرانيات، حيث أصبحت الشابات في السنوات القليلة الماضية أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من النساء في منتصف العمر، وسن الإصابة بهذا المرض هو ما لا يقل عن 10 سنوات وانحسر المرض".

وأضافت "بحسب التقارير المتوفرة فقد انخفض عمر النساء المصابات بسرطان الثدي بمقدار سبع إلى عشر سنوات، أي من الفئة العمرية 40 إلى الفئة العمرية 30، وسرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان التي يتم تشخيصها، ويعد الكشف المبكر عنه وتشخيصه وعلاجه أمراً أساسياً لتحقيق نتائج أفضل، بما أن العديد من النساء تكتشفن أعراض سرطان الثدي بأنفسهن، فمن المهم أن يكون لديهن وعي وتثقيف حول هذا المرض".

 

"تأخر إحالة النساء لتشخيص سرطان الثدي"

أكدت فاطمة فرحاني أن أهم أسباب زيادة حالات سرطان الثدي في إيران "جهل الكثير من النساء بطرق الرعاية الذاتية وإهمال الفحص السنوي للثدي والتشخيص المتأخر لهذا المرض، كلما تم تشخيص سرطان الثدي في وقت مبكر، كان من الممكن إجراء علاج أفضل وأكثر اكتمالاً، لأنه ليس لدينا فحص منهجي في جميع أنحاء البلاد، ومعظم النساء لا تشعرن بأنهن مجبرات على إجراء فحص سنوي، عادة عندما تذهبن إلى طبيب أمراض النساء لسبب ما، يقوم الاخصائي بتحويلهن لإجراء التصوير الشعاعي للثدي".

وأضافت أن "كثير من النساء لا تقومن بإجراء التصوير الشعاعي للثدي مرة واحدة في السنة وتنتظرن حتى تظهر الأعراض ثم تذهبن إلى اخصائي، حسنًا المرأة التي تجد ورماً في جسدها قد تكون مصابة بمرض متقدم ويصبح العلاج أكثر صعوبة، التصوير الشعاعي للثدي يكشف مدى الإصابة بالسرطان حتى في المراحل المبكرة، كما أن الكشف المبكر يقلل من عدد الوفيات بسبب هذا المرض".

 

"تكاليف الفحص تمنع النساء من زيارة الطبيب المختص"

قالت فاطمة فرحاني إنه "ليس لدينا فحص منهجي في جميع أنحاء البلاد، ومعظم النساء لا تشعرن بأنهن مجبرات على إجراء فحوصات سنوية، عادة عندما تذهبن إلى طبيب أمراض النساء لسبب ما، يحيلهن لإجراء فحص طبي لتصوير الثدي بالأشعة السينية، كثير من النساء لا تقومن بإجراء تصوير الثدي بالأشعة مرة واحدة في السنة، بسبب الخجل والخوف لدى النساء من إجراء الفحص الشهري لسرطان الثدي، وكان الخوف أحد الأسباب المهمة التي عبرت عنها النساء، ومن بينها الخوف بجميع أنواعه، بما في ذلك الخوف من التصوير الشعاعي للثدي، والخوف من مضاعفات العلاج بعد تشخيص السرطان، والخوف من العواقب الاجتماعية لتشخيص السرطان وعلاجه".

وعن علاج هذا المرض تقول "حالياً في إيران، مقابل كل مائة ألف شخص، يصاب بهذا المرض سبعة عشر شخصاً كل عام، تقول إحصائية عامة في العالم أن واحدة من كل ثماني نساء تصاب بسرطان الثدي، وعلاجه سهل وينجو المريض من الموت بنسبة 100%، وفيما يتعلق بتشخيصه يمكن لكل امرأة أن تكون طبيبة لنفسها وتشخصه في المراحل الأولى، وأسهل طريقة هي فحص أنفسهن مرة واحدة على الأقل في الشهر لمعرفة ما إذا كان ثدييهن قد تغير أم لا".

وفي ختام حديثها تطرقت فاطمة فرحاني لكيفية تشخيص سرطان الثدي في المنزل، بقولها "هناك طرق مختلفة لفحص الثدي، ولكن الطريقة الأفضل والأسهل هي الاستلقاء ووضع يدك اليمنى أو اليسرى تحت رأسك ولمس ثديك بلطف، ومن الكف استخدام ثلاثة أصابع هي الإبهام والسبابة والوسطى، اضغط أولاً على الصدر قليلاً وتحسسه ببطء إذا لم يكون هناك أي وجود لكتلة يجب زيادة الضغط على الثدي بحيث يلامس عمق الثدي الجلد، فإذا كان هناك أي تغييرات يجب استشارة الطبيب، وفي بعض الأحيان يمكن للمرأة أن تقف أمام المرآة وتلمس ثدييها بكفيها وأصابعها كما ذكرنا".