إيران... قانون العفة والحجاب في المدارس أداة للسيطرة على أجساد الفتيات
استمراراً للسياسات القمعية للجمهورية الإسلامية، أصدرت وزارة التعليم تعميماً جديداً بعنوان "العفة والحجاب في المدارس" داعيةً مرة أخرى إلى السيطرة على أجساد وملابس المعلمين والطلاب.

مركز الأخبار ـ يعد قانون "العفة والحجاب" في المدارس الإيرانية أحد أبرز أدوات الضبط الاجتماعي التي تعتمدها السلطات لترسيخ سياساتها الأيديولوجية، حيث يفرض على المعلمات والطالبات الالتزام بزي محدد ومعايير سلوكية دقيقة داخل المؤسسات التعليمية.
في حين شهد المجتمع الإيراني تغيرات ثقافية عميقة بعد الانتفاضة الشعبية في إيران يواصل صانعو السياسات في الجمهورية الإسلامية التركيز على السيطرة على أجساد النساء كأداة للحكم، وقد شددت وزارة التعليم مجدداً على إلزامية الحجاب للمعلمات والطلاب بإصدار تعميم جديد حول "العفة والحجاب"، وهو قرار يتناقض بشكل واضح مع التطورات الاجتماعية ومطالب الشعب، وخاصةً النساء والشباب، بالحرية.
هذا التعميم الذي صدر لمديري المدارس الحكومية والخاصة والمراكز الثقافية والفنية والقاعات الرياضية، يطلب من المديرين الالتزام بمتطلبات مثل "ارتداء الحجاب للمعلمات"، و"منع أي مكياج، وأظافر طويلة، ومجوهرات"، و"الحجاب غير اللاصق والمعاطف ذات الأكمام الطويلة التي تصل إلى أسفل الركبتين"، و"السراويل القماشية"، و"الحجاب الطويل بالألوان التقليدية"، و"عدم استخدام أي مستحضرات تجميل" في مدارس ومكاتب المؤسسة، وهي سياسة حوّلت، وفقاً لنشطاء نقابة المعلمين الحريات الفردية والاجتماعية للمرأة إلى ساحة للسيطرة والعقاب على مدى العقود الأربعة الماضية.
في بنود مختلفة من هذا التوجيه، يُطلب من مديري المدارس ليس فقط مراقبة "الزي الإسلامي الكامل" بل أيضاً إحالة المعلمين أو الطلاب إلى وزارة التعليم في حال وجود "مخالفات"، وقد تحوّل النظام التعليمي، الذي كان من المفترض أن يكون منصةً لتنمية التفكير النقدي والحوار، إلى مؤسسة تأديبية وتحقيقية بموجب هذا التوجيه.
يعكس هذا النظام الرقابي منطق السيطرة ذاته الذي وُجّه ضد النساء، ممتداً من الفضاءات العامة إلى الخاصة، ومن الشوارع إلى قاعات الدراسة. ولا تقتصر هذه الممارسات على انتهاك الحريات الفردية، بل تؤدي أيضاً إلى تقويض البيئة التعليمية التي يفترض أن تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
ورداً على هذا التوجيه أكد المتحدث باسم مجلس تنسيق نقابة المعلمين الإيرانيين "إن التوجيه الجديد بشأن العفة والحجاب في المدارس يتجاهل واقع المجتمع، وخاصة جيل Z؛ وهو جيل لم يعد يخضع للإكراه والسيطرة على جسده وحياته الشخصية".
وشدد على أن للتعليم معنىً عندما يقترن بالحرية والحوار والكرامة الإنسانية، لا بالخوف والترهيب والتفتيش العاري "نحن في مجلس التنسيق نعتبر المدرسة بيتاً للوعي وتنمية التفكير النقدي، لا مكاناً لفرض الانضباط الأيديولوجي على أجساد الطلاب والمعلمين".