إيران... فيضانات تجتاح مدينة ماكو وتُدمر قرية بأكملها
يعتبر أهالي منطقة بورالان أن الجدار الحدودي لتركيا هو السبب في الفيضان المدمر، إذ انحصرت كمية كبيرة من المياه خلف الجدار نتيجة الأمطار الغزيرة، ومع زيادة ضغط المياه انهار الجدار وتدفق الفيضان بطريقة مدمرة.
لارا جوهري
ماكو ـ بعد ظهر يوم الثلاثاء 29 آب/أغسطس الفائت حوالي الساعة السابعة مساءً، غمرت المياه حوالي 7 قرى في مدينة ماكو الواقعة على حدود إيران ـ تركيا، بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على جبال آرارات، ومن بين هذه القرى السبع، شهدت قرية سوريك أكبر قدر من الضرر كونها تقع على بعد 60 كم فقط عن المنطقة.
بحسب سكان قرية سوريك التابعة لمنطقة بورالان في مدينة ماكو، فقد دمرت القرية بأكملها إثر هطول الأمطار الغزيرة، وبعد أيام قليلة من الفيضان، أُعلن بأن القرية أصبحت غير صالحة للسكن.
الجدار الحدودي لتركيا هو سبب فيضانات بورالان
وتقوم تركيا ببناء جدارها الحدودي مع الدول المجاورة منذ عدة سنوات، ويبلغ طول الحدود المشتركة بين إيران وتركيا ما يعادل 534 كيلومتراً، ويوجد بعض القطع الممزقة من الجدار والأسلاك الشائكة التي جرفتها السيول إلى تلك المنطقة، ويرى الكثير من الأهالي أن الجدار الحدودي التركي هو السبب في دمار وفيضانات قرية سوريك، الأمر الذي حال دون التدفق الطبيعي للمياه، لأنه عندما تهطل الأمطار الغزيرة في جبال آرارات يتم احتجاز كمية كبيرة من المياه خلف الجدار، وبسبب ارتفاع ضغط المياه ينهار جزء منه وتتدفق المياه بشكل مدمر، وحتى الآن لم يبدِ أي من المسؤولين أي اعتراف على تصرفات الحكومة التركية التي يمكن أن تؤثر على حياة الأهالي وخاصةً سكان الحدود.
إعلان قرية سوريك غير صالحة للسكن
وبعد الفيضانات التي شهدتها القرية، وتضرر المنازل ومرافق المياه والكهرباء والطريق، وبحسب محافظ مدينة ماكو، فقد لحقت منطقة بورالان أضرار بقيمة 31 مليار تومان بسبب الأمطار والفيضانات، كما دُمرت معظم المنازل في قرية سوريك وأصبحت غير صالحة للسكن.
ويقطن في هذه القرية 28 عائلة، ومع الأضرار التي لحقت بالقرية بنسبة 90%، أصبح الأهالي الآن دون أي مأوى ومستقبلهم مجهول، وقد حصلت كل عائلة على خيمة من الهلال الأحمر، ويقال إن عدد سكان بعض العائلات أكبر من أن يعيشوا في خيمة واحدة. لقد وصل دعم الحكومة للأهالي في حالة الحد الأدنى حتى اليوم، ويقال إنه حتى وضع الإمدادات الغذائية للحكومة تم تحديده لمدة 15 يوماً فقط، وتقوم المؤسسات والجمعيات الغير حكومية في شرق كردستان والأهالي بتوفير الغذاء والملابس والمنظفات والمساعدات المالية للمتضررين.
الفيضانات والأزمات هي ذريعة
ووفقاً لتقرير سكان قرية سوريك، بعد الفيضانات الأخيرة، أخبر مسؤولو حكومة ماكو الناس أنهم سيعيدون بناء القرية ويجب إخلاءها بالكامل، ورغم أن أهالي المنطقة لم يعارضوا ذلك بسبب الدمار، إلا أن ما أثار غضبهم هو أن المسؤولين الحكوميين قالوا إن اسم هذه القرية المبنية حديثاً لن يكون بعد الآن سوريك وسيطلقون عليها اسماً تركياً.
وأطلقت الحكومة على قرية سوريك اسم "يني قزلجي"، وهو اسم تركي، وقال سكان المنطقة إنه يجب تسمية القرية اسم سوريك أو سوريك الجديدة، لكن محافظ مدينة ماكو أعلن أن هذه القرية ستحمل اسمين كباقي تقسيمات البلاد، لكن أهالي القرية يرفضون هذه الادعاءات.
وفي منطقة بورالان التي تضم 16 قرية، هاجر العديد من الشباب منذ عدة سنوات بسبب نقص المرافق، لكن تعيش في المنطقة حوالي 500 عائلة ويبلغ عدد سكانها حوالي 2200 نسمة، جميعهم كرد.