إيران... دور النقابات العمالية في الاحتجاجات

أدت الاحتجاجات في إيران بعد مقتل جينا أميني، والتي لا زالت مستمرة حتى الآن إلى ردود فعل غاضبة من قبل النشطاء والناشطات والنقابات المختلفة، وتم تشكيل تحالف بينهم.

هيما راد

سنه ـ في الآونة الأخيرة، أعلن نشطاء وناشطات عماليون إضرابهم دعماً للاحتجاجات التي تعم كافة مدن إيران وشرق كردستان على خلفية مقتل جينا أميني في السادس عشر من أيلول/سبتمبر.   

عن تقييم الاحتجاجات الأخيرة قالت الناشطة العمالية (ب. ش) لوكالتنا إن "هذه الاحتجاجات هي استمرار لانتفاضتي 1996 و1998، لكن هذه المرة الانتفاضة تحت وسم جينا أميني".

في المجتمع الإيراني تحت حكم "الجمهورية الإسلامية"، نشهد العديد من الأزمات الاجتماعية والسياسية، لكل منها نتائجها بطريقة مختلفة. أزمات سبل العيش، والبطالة، وقضية المرأة، والحريات الاجتماعية، وجميع أشكال الأزمات الثقافية والبيئية، وما إلى ذلك، كلها قضايا متنازع عليها لا يستطيع النظام الإيراني حلها.

 

انتهت القصة بالنسبة لشعب إيران

وأوضحت (ب. ش) أن "انتفاضة الشعب الإيراني بداية نهاية حكم الجمهورية الإسلامية. إن الاحتجاجات الأخيرة هي إحدى حركات الإطاحة بالنظام وحركة واسعة واجتماعية متجذرة في معاضته ككل. أعلنت هذه الحركة منذ اليوم الأول أن الإصلاحيين والأصوليين وجهان لعملة واحدة، وأن القصة انتهت بالنسبة للشعب الإيراني. مسألة إسقاط النظام مطروحة على الطاولة".

 

دور المنظمات والنقابات

وعبرت عن أهمية المشاركة الواسعة للنقابات المختلفة، بما في ذلك النقابات العمالية في الاحتجاجات "يمكن تناولها من جانبين، أولاً ما هو الأثر المباشر للانضمام إلى النقابات في الاحتجاجات على قوة هذه الحركة، وثانياً، إلى أي مدى يرفع مستوى الوعي الذاتي للحركة".

وأضافت "يمكن أن يكون لدخول جزء أكثر تنظيماً من المجتمع تأثير عميق وواسع على عملية الاحتجاجات وكذلك على مستوى الوعي، فالمجتمع الإيراني مثله مثل أي مجتمع آخر متعدد الأوجه ومتنوع، لكل جزء منه مطالب لكن حركة الإطاحة أصبحت المطلب الرئيسي للجميع. إن انضمام مختلف النقابات والمنظمات إلى الاحتجاجات يعني انتشارها في جميع مستويات وطبقات المجتمع".

 

الدور الواسع للعمال في ثورة 1979

وتحدثت (ب. ش) عن المشاركة الواسعة للنقابات العمالية في ثورة 1979 ودورها المؤثر في مسيرة الثورة "لعب العمال دوراً كبيراً في ثورة 1979. لم يكن "عامل النفط لدينا، قائدنا المتشدد" مجرد شعار، بل كان انعكاساً للواقع الذي تم تطبيقه في تلك المرحلة ولا يمكن لأحد أن ينكر أن العمال، وخاصةً عمال النفط، استطاعوا قمع الإنتاج. هناك خطاب تاريخي للشاه محمد رضا بهلوي يقول فيه "سمعت صوت ثورتكم يا شعب إيران"، فهو لم يقبل حقيقة الثورة إلا عندما انضم العمال إلى انتفاضة الشعب الإيراني لإسقاط نظامه".

ولفتت إلى أنه "لا يجب أن تترك الطبقة العاملة والشعب الإيراني المحب للحرية، المسرح السياسي في حالة حدوث ثورة أخرى وأن يستمروا في تضييق المجال ضد التيارات المناهضة للثورة من خلال مطالبهم"، مضيفةً "يجب على وسائل الإعلام أن ترى حقيقة أن هذه الثورة لا يمكن أن تحدث إلا بتكلفة أقل ومشقة أقل وعنف أقل".

 

قمع المرأة هو أحد أسباب وصول الخميني إلى السلطة

تلعب المرأة دوراً مهماً في مجال النضالات العمالية، وتعملن جنباً إلى جنب مع الرجل، ولكن يتم تجاهلهن من قبل النظام الإيراني. وكان أحد أسباب وصول المرشد الأعلى آية الله الخميني إلى السلطة هو قمع المرأة باعتبارها نصف المجتمع الأمر الذي ضيق فرصة مشاركتها في مختلف المجالات، بحسب ما أوضحته (ب. ش).

وأشارت إلى أن "المرأة في إيران مهمشة ومضطهدة ويتم تعزيز ذلك من خلال التقاليد والقوانين والأعراف. ولا تُعرّف المرأة كعنصر اجتماعي بل كزوجة وأم ينحصر دورها في تربية الأبناء وإدارة شؤون المنزل فقط".