اعتقال صحفية إيرانية أجرت مقابلة مع والد جينا أميني

تستمر الاحتجاجات في إيران التي تندد بالنظام القائم في البلاد، كما اعتقلت القوات الأمنية الصحفية نزيلا مروفيان بعد أن أجرت مقابلة مع والد الشابة الكردية جينا أميني.

مركز الأخبار ـ تشهد إيران منذ أكثر من شهر احتجاجات غير مسبوقة بالرغم من قمع السلطات الأمنية للمتظاهرين، لكن لم تظهر أي مؤشرات على تراجع الاحتجاجات التي عمت مناطق سكنية وشوارع رئيسية وجامعات في جميع أنحاء البلاد.

بحسب منظمة "هنغاو" الحقوقية التي تتخذ من النرويج مقراً لها، فإن قوات الأمن الإيرانية ألقت القبض على الصحفية نزيلا مروفيان المقيمة في طهران والتي تتحدر من سقز شرق كردستان، بعد أن أجرت مقابلة مع والد جينا أميني.

وأوضحت المنظمة أن نزيلا مروفيان اعتُقلت في منزل أقربائها، ونُقلت إلى سجن إيفين في العاصمة الإيرانية، مشيرةً إلى أن الصحفية أجرت مكالمة هاتفية مع عائلتها أخبرتهم خلالها باعتقالها.

وكانت نزيلا مروفيان قد نشرت مقابلة مع والد جينا أميني، في 19 تشرين الأول/أكتوبر، على موقع "مستقل"، وخلال نشر رابط لمقالها، علقت قائلةً "ليس لدي نية الانتحار، وليس لدي أي مرض أساسي"، في إشارة مباشرة إلى المخاطر التي تُدرك أنها ستتعرض لها عبر نشر المقابلة.

ومنذ ذلك الحين سحب موقع "مستقل" المقابلة التي كانت تحت عنوان "والد جينا أميني: إنهم يكذبون!"، لكن نسخة منها تبين بأن الأب ينفي تفسيرات السلطات الإيرانية التي تفيد بأن ابنته كانت تعاني من مشاكل صحية.

ووفق لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، فقد اعتقل 54 صحفياً خلال حملة قمع الاحتجاجات، ومنذ ذلك الحين، تم الإفراج بكفالة عن حوالي 10 منهم فقط.

وعرضت السلطات الإيرانية المعتقلين/ات لمختلف أشكال التعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة. قالت محتجزتان قُبض عليهما أثناء الاحتجاجات في شرق كردستان إن السلطات عذبتهما واستخدمت الضرب بالهراوات، والصعق الكهربائي، والاعتداء الجنسي، والاعتداء اللفظي، والتهديد.

وقالت الباحثة في الشؤون الإيرانية تارا سبهري فار "يجب أن يتيقّظ المجتمع الدولي بشكل خاص بشأن وضع المعتقلين والمعرضين لخطر الحكم عليهم بالإعدام". المطالبة بالإفراج غير المشروط وإنهاء المحاكمات الصورية لجميع الذين قُبض عليهم بسبب المعارضة السلمية ينبغي أن تكون أولوية كبرى".

وبدوره أكد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن المجلس سيعقد اجتماعاً خاصاً قريباً حول الوضع في إيران بعد مقتل جينا أميني، مشيراً إلى أن الهدف من عقد اجتماع خاص لهذا المجلس هو إنشاء آلية مساءلة أو التحقيق في أوضاع حقوق الإنسان في إيران.

كما أدان وزراء خارجية دول مجموعة السبع أمس الجمعة 4 تشرين الثاني/نوفمبر، في بيان مشترك، القمع الوحشي للاحتجاجات السلمية في إيران.