استياء شعبي واضطرابات وفوضى مع استمرار الهجمات الإسرائيلية

تشهد مدينة مهاباد حالة من التوتر والفوضى في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، حيث أدى تصاعد الأحداث إلى اضطراب واسع في الحياة اليومية للسكان، فالمواطنون يسعون إلى تأمين احتياجاتهم الأساسية وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع.

فيان مهروبرور

مهاباد ـ يرى العديد من المواطنين في إيران أن السلطات في البلاد لم تتخذ إجراءات كافية لحماية المدنيين، بينما يعبر آخرون عن رفضهم لاستهداف الأبرياء في هذه المواجهات، وأكدت النساء في شرق كردستان "أن مقتل المدنيين لا يقع على عاتق إسرائيل فقط بل على عاتق السلطات الإيرانية أيضاً".

شهدت العديد من مدن شرق كردستان مثل سردشت، بانه، بیرانشهر، كرماشان، قصر شيرين، مريوان، إيلام وغيرها أمس الجمعة 13 حزيران/يونيو، هجمات صاروخية واسعة النطاق من إسرائيل استهدفت مناطق عسكرية ونووية تابعة للسلطات الإيرانية، ونتيجة لهذه الهجمات انتشرت الفوضى وانعدام الأمن في جميع أنحاء إيران، مما زاد من معاناة السكان الذين يواجهون أشكالاً مختلفة من عدم الاستقرار منذ سنوات، ليجدوا أنفسهم مرة أخرى أمام مستوى أكثر خطورة من انعدام الأمن.

وفي مهاباد، كانت المتاجر الكبرى والمخابز من أكثر الأماكن ازدحاماً، إلى جانب محطات الوقود التي شهدت طوابير طويلة منذ الساعات الأولى من الصباح الأولى، وفقاً لمصدر مطلع ارتفعت بشكل ملحوظ عمليات شراء المواطنين لاحتياجاتهم الأساسية.

وتشهد العديد من العائلات، وخاصة الأطفال، مستويات عالية من القلق والتوتر، وسط تصاعد حالة عدم الاستقرار، وفي ظل هذه الظروف بدأت العديد من الأسر بالتفكير في تأمين احتياجاتهم الأساسية أو حتى مغادرة البلاد إلى وجهات أخرى بحثاً عن الأمان.

وفي هذا السياق، قالت شيداء. ك "نحن ندرك أن السلطات في البلاد لن تدافع عنا، بل قد نُستخدم كدروع بشرية، ولهذا نحاول تأمين المستلزمات الضرورية تحسباً لأي طارئ، قد نضطر إلى الرحيل أو الاستعداد لمواجهة نزاعاً أوسع نطاقاً".

وأثارت الهجمات الإسرائيلية على مهاباد ومدن أخرى في إيران ردود فعل متباينة بين السكان، في ظل القلق والخوف الشديد، حيث ينشغل الناس بتبادل الأخبار، التي أصبحت تتمحور حول آخر التطورات الجارية.

وتقول نجیبه. ق، إحدى سكان مهاباد "الأجواء مشحونة للغاية لقد اعتدنا سماع أخبار إعدام شبابنا، لذا فإن زوال المسؤولين اللذين تسببوا في ذلك أمر يبعث على الارتياح، لكن مقتل الأطفال والأبرياء أمر مؤلم للغاية"، منتقدةً إنفاق ثروات البلاد على الدفاع والقطاع العسكري "إن القادة العسكريين يختبئون أو يعقدون اجتماعاتهم في أماكن يتواجد فيها مدنيون، مما يعرضهم للخطر، أن المرافق العسكرية والنووية قريبة من المناطق السكنية، لذلك مقتل المدنيين لا يقع على عاتق إسرائيل فقط بل على عاتق السلطات الإيرانية".

وأثرت أخبار الحرب الواسعة بشكل كبير على سوق العملات والدولار، حيث ارتفع سعر الدولار من 84 ألف تومان يوم أمس إلى ما يقارب 100 ألف تومان، هذا الارتفاع دفع العديد من المواطنين إلى تحويل الريال الإيراني إلى عملات أجنبية، رغم أن العطلة الرسمية يومي الجمعة والسبت جعلت عمليات البيع والشراء غير ممكنة.

في هذا السياق، تقول غلافيز. ح "لم يعد هناك أمل في الاقتصاد الإيراني، فالأسواق أصبحت أكثر فراغاً من أي وقت مضى، وتلاشت الاستثمارات، وفي هذه الظروف يتم بيع المواد الغذائية فقط، بينما تعاني باقي القطاعات من ركود شديد، وبمجرد إعادة فتح البنوك سأقوم بسحب جميع أموالي، رغم أن معظم المدخرات الآن باتت على شكل ذهب ودولارات".

في بعض المناطق، خاصة تلك التي تعرضت لهجمات واسعة النطاق، يُمنع السكان من التنقل بحرية،  بهاره. ر هي إحدى الأشخاص الذين لم يُسمح لهم بمغادرة تبريز إلى مهاباد وتوضح ذلك قائلة "أشعر أن أحداثاً أكثر خطورة قد تكون في الطريق، ولهذا تم فرض القيود على التنقل، الكثير منا يشعر بالقلق من الإشعاعات النووية والمرافق السرية، لكن السلطات لم تقدم أي معلومات رسمية حتى الآن بسبب مصالحها الخاصة، نحن أيضاً قلقون للغاية بشأن منشأة نطنز النووية، ونعتقد أن الإشعاعات قد بدأت بالفعل".

وتشهد مهاباد والعديد من المدن الإيرانية اضطرابات في خدمة الإنترنت، حيث توقفت  العديد من البرامج عن العمل، مما أثار غضباً واسعاً بين المواطنين وتقول شيما. ا "تسعى السلطات إلى وقف تدفق المعلومات، بل إنه يهدد المواطنين الذين ينشرون الأخبار، الناس لم يعودوا يعتمدون على وسائل الإعلام الحكومية والتلفزيون الرسمي، وهذا يجعل مهمة السلطات أكثر صعوبة".

وتشير التقارير إلى أن محطات الطاقة في مدينة أورمية شرق كردستان في حالة تأهب قصوى، وسط أنباء غير مؤكدة عن سماع دوي انفجار في منطقة عسكرية بالقرب من مجمع البتروكيماويات في مهاباد، وفي الوقت نفسه، يتحدث البعض عن رد السلطات وعن احتمال قيامها بإعدام  السجناء السياسيين لاستعادة أجواء القمع والنفوذ المفقود، حتى الآن لم  تكشف عن سلطتها إلا من خلال إرسال رسائل نصية لتهدئة الأوضاع والتعهد بالانتقام، لكن بحسب سميرة. ب "لن تنتقم السلطات من إسرائيل، بل من الشعب الإيراني".