استمرار الاحتجاجات... السويداء تسقط الرهانات على تراجع الحراك الشعبي
طالب المشاركون/ات في الحراك الشعبي السلمي الذي يستمر للشهر الثاني على التوالي في السويداء، بضرورة تطبيق القرار الأممي 2254 الذي يضمن تحقيق انتقال سلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية.
روشيل جونيور
السويداء ـ لا تزال مدينة السويداء السورية تسقط الرهانات على تراجع الحراك الشعبي الذي دخل يومه الثامن والثلاثون، مطالبين بتنفيذ القرار الأممي 2254، إلا أن مآلات هذا الحراك تبقى مفتوحة وخارج نطاق التوقعات في ظل ضبابية المشهد.
تأكيداً على المطالب الداعية للتغيير السياسي وإسقاط النظام السوري، تجمع المئات من أهالي السويداء أمس الثلاثاء 26 أيلول/سبتمبر، في ساحة الكرامة، كما شهدت مدينة شهبا بريف السويداء مظاهرة مسائية حاشدة اعتبرت أنها الأولى من نوعها منذ اندلاع الحراك الشعبي في المنطقة.
وطالب المتظاهرون/ات بالتغيير السياسي وإسقاط النظام وتطبيق القرار الأممي 2254 المتعلق بالشأن السوري، والذي ينص على بدء محادثات سلام في البلاد، والتأكيد على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد، والدعوة لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، كما دعوا إلى الكشف عن مصير المعتقلين، مؤكدين أنهم أهالي سوريا شعب واحد وروح واحدة ولا فرق بين اللغة والعرق والقومية والأقليات.
ويؤكد المشاركون/ات في الاحتجاجات التي تشهدها السويداء، أنهم سيستمرون بالمطالبة بالتغيير السلمي الديمقراطي، وأن مختلف الانحرافات والإرهاصات التي تخللت الحراك السلمي إبان سنوات الثورة في سوريا لم تكن سوى نتيجة لتدخلات إقليمية حرفت مسار النضال السلمي الذي بدأ عام 2011.
وعلى هامش الاحتجاجات، قالت شهيرة طرودي أن أسباباً كثيرة دفعت بالنساء للخروج في احتجاجات، مؤكدة على ضرورة لعب المرأة دورها في المجتمع وألا يبقى شكلياً.
وأشارت إلى أن قانون الأحوال الشخصية يحرم المرأة من حقوقها ولا يمنحها حق تقلد مراكز صنع القرار "نطالب بتمكين المرأة في كافة المجالات على أرض الواقع، كفى ظلماً واضطهاداً".
وأكدت على أن "هذا الحراك سلمي ولا نريد هدر نقطة دماء واحدة"، مطالبة بتطبيق القرار الأممي 2254 "لا لتوريث الحكم، خروج الناس إلى الساحة نابع من قلوبهم وهادفة للتغير".
واندلعت الاحتجاجات الأخيرة في السويداء عقب إصدار حكومة دمشق في منتصف آب/أغسطس الماضي، قراراً يقضي برفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تشهدها البلاد.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تشهد فيها السويداء احتجاجات ضد حكومة دمشق وسوء الأوضاع المعيشية إلا أنها هذه المرة حملت مطالب مغايرة للسابق، وعلى رأسها الانتقال السياسي، ففي شباط/فبراير 2022، شهدت المدينة احتجاجات بعد صدور قرار برفع الدعم عن فئات من المجتمع، لكن لم يرفع المحتجون حينها شعارات مطالبة بإسقاط النظام.