استجابة النساء لدعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي"

بدأت النساء في عموم إقليم شمال وشرق سوريا، وخاصة في مدينة الحسكة، احتفالاتهن بالثامن من آذار بألوانهن وهويتهن وثقافتهن، مؤكدات على أن دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" للقائد عبد الله أوجلان زادت احتفالاتهم بهجةً وحماساً.

حسناء محمد

الحسكة - اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يوم 8 آذار/مارس، هو عيد أو مناسبة يتم الاحتفال بها كل عام، لكن يوم الثامن من آذار هذا العام كان مختلفاً بالنسبة لنساء إقليم شمال وشرق سوريا وكردستان بشكل عام، حيث استقبلن هذه المناسبة بالدعوة التاريخية للقائد عبد الله أوجلان ونظمن فعاليات متنوعة دامت لأيام.

بهدف الاستماع إلى رسالة القائد أوجلان التي وجهها للمرأة بشكل خاص بمناسبة حلول يومها العالمي، توافدت النساء إلى الساحات والميادين وهن متحمسات، هذا الحماس النسائي، جذبني أنا أيضاً نحو ساحة الاحتفال بالثامن من آذار في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، أردت توثيق معنويات النساء في تاريخ النضال من أجل الحرية من خلال عدسة الكاميرا التي حملتها بيدي وتوجهت نحوهن عندما كن ترددن شعارات "المرأة، الحياة، الحرية، لا حياة بدون القائد"، قمت بالتقاط العديد من الصور ومقاطع الفيديو.

توافدت إلى ساحة الاحتفال نساء من مختلف المكونات من كرد، وعرب، وسريان، وشركس، حيث تلونت ساحة الاحتفال بأزيائهن الفلكلورية، في البداية، عندما دخلت الساحة، أكثر ما جذبني ولفت انتباهي هو تنوع واختلاف ثقافة النساء، وحينها تجسد في ذاتي معنى يوم 8 آذار الذي يحتوي على لون الربيع والحياة.

جميع المكونات يداً بيد في نفس حلقة الدبكة

وعندما تجولت في ساحة الاحتفال، شيء آخر لفت انتباهي ألا وهو المساواة بين الشعوب وروح المحبة المزروعة بينهم بفضل فلسفة القائد عبد الله أوجلان ومشروع الأمة الديمقراطية، وفي حلقة الدبكة كان بإمكان المرء أن يرى أطياف جميع مكونات المنطقة المتنوعة والمختلفة التي تجسد لونها الحقيقي، لقد كسرت المرأة مفهوم القومية الواحدة وظهرت في الميدان كأمة النساء، حتى أن حلقات الدبكات التي عقدتها النساء وحبات المطر تهطل فوقهن، كانت تشعر المرء بمدى تماسكهن في سبيل الحرية، لقد واصلن احتفالهن بكل عزيمة وإصرار، لن أنسى أبداً تلك الصورة الخلابة للنساء وهن ترفعن أعلام النصر.

يستمد المرء القوة والمعنويات والإرادة من هؤلاء النساء المقاومات اللواتي استمعن بتمعن لرسالة القائد عبد الله أوجلان، ورغم أن المطر كان يهطل بغزارة وتهب رياح باردة، إلا أنهن لم ترجفن أبداً لأن قلوبهن كانت تنبض مع كل كلمة يوجهها القائد أوجلان لهن، كانت حماستهن ومعنوياتهن في تلك اللحظة لا توصف بالكلمات، فقد كانت لحظة تاريخية سطرت بأنامل ذهبية.

وشددت النساء خلال الاحتفال وهن تحملن ورود حمراء للدلالة على الحب والمساواة والحرية، على أن كل أيامهن هي الثامن من آذار، مشيرات إلى أنه سواء كانت هناك أمطار أو هجمات فإنهن ستستمررن باحتفالات يومهن بحماس ومعنويات عالية، مؤكدات على أن رسالة ودعوة القائد عبد الله أوجلان زادت احتفالاتهم بهجة وحماسة، آملات أن تحتفلن العام المقبل وهو بينهن.

الهجرة والنزوح لم تقف عائقاً أمام احتفال النساء

عندما كنت أتجول في ساحة الاحتفال من أجل توثيق معنويات وشغف وحماس النساء من خلال التقاط الصور والفيديوهات، وقعت عيني على أم ترفع علامة النصر تحت المطر، وفي ملامح وجهها وزيّها الكردي يمكن للمرء أن يدرك أنها من مدينة عفرين المحتلة، وبحماسة كبيرة وجهت الكاميرا إليها، امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً، لكن معنوياتها وقوتها كانت تحمل في داخلها روح وطاقة شبابية، وكانت روح النضال والحرية ظاهرة على وجهها، تلك المرأة التي تدعى رشيدة محمد كانت تعلق صورة القائد عبد الله أوجلان على زيها العفريني، بهذه الطريقة يمكن للمرء أن يرى مدى ارتباط النساء بقائدهن.

عندما توجهت إليها بعدسة الكاميرا سألتها كيف استقبلتم الثامن من آذار هذا العام رغم أنكم هُجرتم مرتين؟ أجابت على سؤالي بحماسة كبيرة وقالت "يا ابنتي، نحن الشعب الكردي المقاوم، أينما كنا سنحتفل بأعيادنا وأيامنا، في الشهباء واصلنا مقاومتنا لمدة 7 سنوات دون انقطاع ولا تعب، لا الهجرة ولا الهجمات يمكن أن تضعف إرادتنا ومقاومتنا، نحن أصحاب فلسفة الحرية، ورغم الهجرة سنواصل نضالنا، صحيح أننا هُجرنا مرتين، لكن هذا لا يعني أننا استسلمنا لسياسات الاحتلال، العدو يخاف من ثقافة وهوية ووجود المرأة الحرة، وأثناء هذه الهجرة نجدد وعدنا بالمقاومة".

كامرأة شابة، اكتسبت قوة وإرادة ومعنويات عالية من كلام تلك المرأة المسنة التي قالت لي عندما التقطت صورة لها "سنلتقي مرة أخرى في عفرين الحرة وستلتقطين صوري مرة أخرى".

من نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" نحو النصر     

في هذا الاحتفال يمكن رؤية النضال من أجل الحرية الذي خاضه القائد عبد الله أوجلان على مدى 50 عاماً وقدمه للنساء، وخاصة للمرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، لقد استمر نضال المرأة الكردية لسنوات، وهي لا تعتبر يوم الثامن من آذار كعيد فقط، بل تعتبره أيضاً يوم للنضال والمقاومة، ويوم اجتماع النساء تحت رايات النصر.

قدمت النساء استجابة تاريخية للدعوة التاريخية لقائد عبد الله أوجلان بحضورهن وحماسهن في ميادين احتفالات الثامن من آذار